لطالما كانت تحديثات النظام تمثل نقطة ضعف بارزة في هواتف سامسونج، خاصة عندما يتعلق الأمر بإصدار نسخ أندرويد الجديدة.
فبينما كانت جوجل تطلق الإصدارات الحديثة من النظام، كان مستخدمو أجهزة Galaxy ينتظرون لأشهر حتى تصلهم التحديثات، إن وصلت أصلًا.
ولكن يبدو أن العملاق الكوري الجنوبي بدأ مؤخرًا في اتخاذ خطوات لتغيير هذه السمعة السلبية، عبر استراتيجية جديدة لإطلاق التحديثات.
استراتيجية جديدة تبدأ مع سلسلة Galaxy Z
وفقًا لتقارير تقنية، تستعد سامسونج لإحداث تغيير جذري في جدول إطلاق تحديثاتها، حيث ستبدأ بإصدار نسخ أندرويد وواجهة One UI الجديدة مع هواتف Galaxy Z Fold 7 وGalaxy Z Flip 7، بدلًا من الاعتماد التقليدي على سلسلة Galaxy S.
ويُتوقع أن تكون هذه الأجهزة أول من يعمل بنظام Android 16 وواجهة One UI 8 مباشرة من الصندوق، وهو ما يُعتبر إنجازًا في حد ذاته، خاصة أن جوجل أطلقت أندرويد 16 رسميًا في يونيو، ما يعني أن سامسونج تمكنت من التكيف مع الجدول الزمني الجديد بسرعة غير معتادة.
رغم التحسن.. المستخدمون ما زالوا يعانون مع One UI 7
ومع ذلك، فإن هذا التحسن لا يلغي ما حدث مع One UI 7 المبنية على Android 15، والتي عانت من تأخيرات كبيرة وصمت رسمي محبط. فعلى الرغم من أن جوجل أطلقت Android 15 في أكتوبر 2024، لم تُصدر سامسونج أول نسخة تجريبية من One UI 7 حتى ديسمبر أي بعد شهرين تقريبًا من التأخير.
وبعد إطلاق Galaxy S25 في فبراير 2025 مع One UI 7 مثبتًا، بدأت سامسونج تفقد الزخم مرة أخرى. إذ تجاهلت تحديث أجهزة الجيل السابق لمدة شهر كامل، ثم أعلنت عن توفر التحديث في أبريل، قبل أن توقف التحديث بعد أيام قليلة بسبب “خلل مفاجئ”، مما زاد من إحباط المستخدمين، خاصة بعد تسرب معلومات عن One UI 8 في تلك الفترة.
مقارنة حتمية مع آبل.. التفوق في وضوح الجدول
في المقابل، تحافظ آبل على تقليدها السنوي في تحديث أجهزة iPhone. ففي سبتمبر 2024، أطلقت الشركة سلسلة iPhone 16 مع iOS 18 مثبتًا مسبقًا، فيما وصل التحديث لباقي الأجهزة المؤهلة بعد أيام فقط.
ورغم المشاكل التقنية في بعض الميزات مثل Apple Intelligence، إلا أن آبل نجحت في ترسيخ ثقة المستخدم بفضل الوضوح والاتساق في سياسة التحديثات.
دعم طويل.. لكن دون شفافية كافية
الجدير بالذكر أن سامسونج أعلنت سابقًا عن التزامها بتقديم سبع سنوات من التحديثات لأجهزتها الرائدة، وهو وعد يُعد الأفضل في سوق أندرويد حاليًا. لكن هذا الوعد يتطلب إدارة واضحة وجدولًا زمنيًا صارمًا، وهو ما لم يتحقق بالكامل حتى الآن.
فالاعتماد على التسريبات والمحللين كمصدر أساسي للمعلومات حول تحديثات One UI 8 بدلًا من إصدار بيانات رسمية يُظهر خللًا في آلية التواصل بين الشركة ومستخدميها.
هل تتعلم سامسونج من أخطائها؟
من الواضح أن الفرق التقنية في سامسونج تسعى لتقليص فجوة التأخير، خصوصًا مع تبني منهجية تطوير مشابهة لجوجل. ولكن التحدي الحقيقي الآن يقع على فرق الاتصال والتسويق، التي يجب أن تتعامل بشفافية وتفتح قنوات تواصل واضحة مع المستخدمين.
فالصمت لا يحمي من الأخطاء، بل يخلق فجوة من الشك والتردد. وعلى سامسونج أن تدرك أن تحسين تجربة التحديثات لا يقتصر فقط على الجانب التقني، بل يمتد أيضًا إلى إدارة توقعات المستخدمين بذكاء وصدق.