شنت القوات الروسية، صباح اليوم السبت، هجومًا جويًا واسع النطاق على أوكرانيا، استخدمت فيه عددا من الطائرات المسيّرة القتالية والصواريخ الباليستية، ضمن استراتيجية تصعيد الضربات الجوية التي تتبعها موسكو منذ أسابيع.

وأكدت السلطات الأوكرانية أن أنظمة الدفاع الجوي تمكنت من اعتراض عدد من الطائرات المسيّرة الروسية التي استهدفت العاصمة كييف مساء الجمعة، فيما واصلت عشرات المسيّرات الأخرى التحليق في الأجواء الأوكرانية، ما ينذر بوقوع مزيد من الضربات على مناطق متفرقة.

وبحسب بيانات أولية من قيادة القوات الجوية الأوكرانية، فإن الدفاعات أسقطت عددًا من المسيّرات من طراز “شاهد” الإيرانية الصنع، والتي تستخدمها روسيا بشكل متكرر منذ بداية الحرب، فيما استهدفت بعض الهجمات منشآت طاقة ومواقع عسكرية في محيط العاصمة.

صواريخ باليستية تستهدف جنوب شرق أوكرانيا

وفي وقت سابق، أعلنت كييف أن القوات الروسية أطلقت عدة صواريخ باليستية استهدفت منشآت بالقرب من مدينة دنيبرو جنوب شرقي البلاد، في خطوة تُعد استمرارًا لنهج الهجمات الممنهجة على البنية التحتية الحيوية، لا سيما في قطاعي الطاقة والاتصالات.

كما أشارت تقارير غير مؤكدة إلى قيام موسكو بنشر قاذفات استراتيجية قادرة على إطلاق صواريخ كروز بعيدة المدى، ما يزيد من احتمالية تنفيذ موجات هجومية جديدة في الأيام المقبلة، بحسب محللين عسكريين.

ويرى مراقبون أن هذا الهجوم يعكس تحوّلًا تكتيكيًا في العمليات الجوية الروسية، من الهجمات المحدودة إلى الضربات المركبة التي تجمع بين المسيرات الانتحارية والصواريخ الدقيقة، بهدف إنهاك الدفاعات الجوية الأوكرانية واستنزاف قدراتها التقنية.

هجمات ممنهجة على المدن والبنية التحتية منذ 2022

وتُعد هذه الهجمات جزءًا من سلسلة طويلة من الضربات الجوية التي تنفذها روسيا منذ اندلاع الحرب الشاملة في فبراير 2022، والتي تستهدف المدن الأوكرانية الرئيسية والبنية التحتية المدنية، بما في ذلك محطات الكهرباء وخطوط السكك الحديدية ومخازن الإمداد.

ويقول المسؤولون الأوكرانيون إن موسكو تسعى من خلال هذه الهجمات إلى تقويض قدرة البلاد على مواصلة القتال، عبر شل شبكات النقل والطاقة، في وقت تتزايد فيه الحاجة إلى المساعدات العسكرية الغربية مع تعثّر بعض خطوط الإمداد وتباطؤ تسليم الأسلحة النوعية.

شاركها.