متحدث أمانة جدة لـ«عاجل»: لا صحة لفرض رسوم على دخول الواجهات البحرية

أكدت أمانة محافظة جدة عدم صحة الشائعات التي انتشرت مؤخرًا عبر وسائل التواصل الاجتماعي بشأن فرض رسوم على دخول الزوار إلى الواجهات البحرية في جدة خلال عطلات نهاية الأسبوع. وقد أثار هذا الخبر قلقًا واسعًا بين السكان والزوار على حد سواء، حيث تعتبر الواجهات البحرية من أهم الوجهات الترفيهية في المدينة. يهدف هذا التوضيح إلى تبديد المخاوف وتأكيد حرص الأمانة على تسهيل وصول الجميع إلى هذه المناطق.

جاء هذا التأكيد على لسان المتحدث الرسمي لأمانة محافظة جدة، محمد بن عبيد البقمي، في بيان رسمي نشرته الأمانة على حساباتها في منصات التواصل. وكانت بعض الحسابات قد تداولت معلومات تفيد ببدء تطبيق رسوم على الدخول إلى الكورنيش والشواطئ الأخرى في جدة، مما أدى إلى انتشار واسع لهذه الأخبار. الأمانة سارعت إلى نفي هذه الادعاءات بشكل قاطع.

توضيح أمانة جدة بشأن رسوم الواجهات البحرية

أوضحت الأمانة أن الهدف من تطوير الواجهات البحرية في جدة هو تحسين تجربة الزوار وتوفير خدمات أفضل، وليس فرض رسوم إضافية. وتشمل هذه التحسينات أعمال الصيانة والتطوير المستمرة، وزيادة المساحات الخضراء، وتوفير مواقف للسيارات، وتعزيز الإجراءات الأمنية. تأتي هذه الجهود ضمن رؤية المملكة 2030 التي تولي اهتمامًا كبيرًا بتطوير البنية التحتية السياحية.

أسباب انتشار الشائعات

يعتقد مراقبون أن انتشار هذه الشائعات قد يكون ناتجًا عن بعض الإجراءات التي اتخذتها الأمانة مؤخرًا لتنظيم استخدام بعض المرافق في الواجهات البحرية. على سبيل المثال، قد تكون هناك رسوم على استخدام بعض الخدمات الخاصة مثل تأجير الكراسي الشمسية أو الدخول إلى مناطق مخصصة. لكن هذه الرسوم لا تتعلق بالدخول العام إلى الواجهة البحرية نفسها.

بالإضافة إلى ذلك، قد يكون هناك خلط بين هذه الإجراءات وبين بعض المبادرات الخاصة التي تتبناها بعض الشركات أو الجهات الأخرى في الواجهات البحرية. فقد تقوم بعض الشركات بتنظيم فعاليات أو أنشطة خاصة تتطلب دفع رسوم للدخول. لكن هذه الفعاليات لا تمثل سياسة رسمية للأمانة.

تأثير الواجهات البحرية على السياحة في جدة

تلعب الواجهات البحرية دورًا حيويًا في جذب السياح إلى محافظة جدة، حيث توفر بيئة طبيعية خلابة ومجموعة متنوعة من الأنشطة الترفيهية. يستفيد من هذه الواجهات السكان المحليون والسياح على حد سواء، مما يجعلها جزءًا أساسيًا من المشهد السياحي في المدينة. وتشمل أبرز الواجهات البحرية في جدة الكورنيش، وشاطئ النخيل، وشاطئ سيلفر ساندز.

وقد شهدت جدة في السنوات الأخيرة تطورًا كبيرًا في قطاع السياحة، وذلك بفضل الاستثمارات الضخمة التي قامت بها الحكومة في تطوير البنية التحتية السياحية. وتشمل هذه الاستثمارات تطوير الفنادق والمنتجعات، وإنشاء مراكز التسوق والترفيه، وتحسين الخدمات اللوجستية. كما ساهمت في ذلك جهود الترويج السياحي التي تبذلها الهيئة العامة للسياحة والترفيه.

ردود فعل المجتمع

أثارت الشائعات حول فرض رسوم على الواجهات البحرية جدة موجة من الانتقادات والاستياء بين السكان المحليين. وقد عبر العديد من الأشخاص عن قلقهم من أن هذه الرسوم قد تحد من قدرتهم على الاستمتاع بهذه المناطق العامة. كما أشار البعض إلى أن فرض رسوم قد يؤثر سلبًا على السياحة في المدينة.

في المقابل، أعرب البعض الآخر عن تفهمهم لإمكانية فرض رسوم على بعض الخدمات الخاصة في الواجهات البحرية، بشرط أن تكون هذه الرسوم معقولة وأن يتم استخدامها في تحسين هذه المناطق. وأكدوا على أهمية الحفاظ على نظافة وجمال الواجهات البحرية وتوفير الخدمات اللازمة للزوار.

وتشير التقديرات إلى أن عدد زوار الواجهات البحرية في جدة يزداد بشكل كبير خلال عطلات نهاية الأسبوع والإجازات الرسمية. ويقدر عدد زوار الكورنيش وحده بمئات الآلاف من الأشخاص سنويًا. لذلك، فإن الحفاظ على هذه الواجهات البحرية وتطويرها يعتبر أمرًا بالغ الأهمية.

بالإضافة إلى ذلك، فإن أمانة جدة تعمل على تطوير وتنفيذ العديد من المشاريع الأخرى التي تهدف إلى تحسين جودة الحياة في المدينة. وتشمل هذه المشاريع تطوير الحدائق والمساحات الخضراء، وتحسين شبكة الطرق والمواصلات، وتعزيز الإجراءات البيئية. وتأتي هذه الجهود في إطار سعي الأمانة إلى جعل جدة مدينة أكثر جاذبية وصالحة للعيش.

وفي سياق متصل، تواصل أمانة جدة جهودها لتنظيم حملات توعية للمواطنين والمقيمين حول أهمية الحفاظ على نظافة الشواطئ والواجهات البحرية. وتشمل هذه الحملات توزيع المنشورات والمطويات، وتنظيم الفعاليات والأنشطة التوعوية، واستخدام وسائل الإعلام المختلفة. تهدف هذه الحملات إلى تغيير السلوكيات السلبية وتعزيز الوعي بأهمية البيئة البحرية.

من المتوقع أن تستمر أمانة جدة في مراقبة الوضع وتقييم الآثار المحتملة لأي قرارات مستقبلية تتعلق بالواجهات البحرية. كما ستواصل الأمانة التشاور مع الجهات المعنية وأفراد المجتمع قبل اتخاذ أي قرارات جديدة. ويجب على الزوار والمواطنين متابعة الإعلانات الرسمية الصادرة عن الأمانة للحصول على أحدث المعلومات والتحديثات.