هدد وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس بمواصلة العمليات العسكرية في سوريا ولبنان وغزة واليمن، وذلك على الرغم من الجهود الدولية والإقليمية المبذولة لتهدئة الأوضاع في المنطقة. يأتي هذا التصعيد في ظل استمرار الانتهاكات الإسرائيلية للسيادة السورية وتوتر الأوضاع في المنطقة، مما يثير مخاوف بشأن تصاعد الصراع.
وأكد كاتس، في كلمة له اليوم الأربعاء، أن الجيش الإسرائيلي لن ينسحب من منطقة جبل الشيخ والمنطقة العازلة في سوريا، والتي سيطرت عليها القوات الإسرائيلية في ديسمبر 2024. ويأتي هذا التأكيد في سياق استمرار التوترات الحدودية والاتهامات المتبادلة بين إسرائيل وسوريا.
الانتهاكات الإسرائيلية للسيادة السورية وتصعيد التوترات
تأتي تصريحات وزير الدفاع الإسرائيلي في وقت تشهد فيه المنطقة تصاعدًا في التوترات، حيث تتهم دمشق تل أبيب بشن غارات جوية متكررة على أراضيها، تستهدف مواقع عسكرية وسدودًا حيوية. وتعتبر سوريا هذه الغارات انتهاكًا صارخًا لسيادتها وقانون الدولي.
وذكرت مصادر إعلامية أن مسيّرة إسرائيلية ألقت قنابل على منطقة سد المنطرة في ريف القنيطرة جنوبي سوريا، مما أدى إلى أضرار مادية. بالإضافة إلى ذلك، وردت تقارير عن اعتداء قوة إسرائيلية على مدنيين، بينهم أطفال ونساء، أثناء جمعهم للفطر في ريف القنيطرة الشمالي.
اعتداء على مدنيين في القنيطرة
أفادت الوكالة السورية للأنباء (سانا) أن القوة الإسرائيلية أطلقت قنابل دخانية تجاه المدنيين، مما أثار حالة من الذعر والخوف في المنطقة. ويأتي هذا الاعتداء في سياق سلسلة من الممارسات الإسرائيلية التي تستهدف المدنيين السوريين.
بالإضافة إلى ذلك، ذكرت سانا أن القوات الإسرائيلية توغلت في مناطق عدة بريفي القنيطرة الشمالي والجنوبي واعتقلت شابين لساعات قبل الإفراج عنهما. تعتبر هذه التوغلات والاعتقالات انتهاكًا لاتفاق فض الاشتباك لعام 1974.
خلفية الصراع الإسرائيلي السوري
تعود جذور الصراع بين إسرائيل وسوريا إلى عقود، وتحديدًا إلى حرب 1967 التي احتلت فيها إسرائيل الجولان السوري. على الرغم من توقيع اتفاق فض الاشتباك في عام 1974، إلا أن التوترات الحدودية استمرت، وتصاعدت في السنوات الأخيرة مع اندلاع الحرب الأهلية السورية.
تتهم إسرائيل سوريا بالسماح لمجموعات مسلحة معادية لها بالعمل من الأراضي السورية، وتبرر غاراتها الجوية بأنها تهدف إلى حماية أمنها القومي. في المقابل، تعتبر سوريا أن إسرائيل تسعى إلى تقويض استقرارها ودعم الجماعات المسلحة المعارضة.
ردود الفعل الدولية والمحلية
أثارت تصريحات وزير الدفاع الإسرائيلي والانتهاكات المتواصلة للسيادة السورية انتقادات واسعة من قبل المجتمع الدولي. وطالبت العديد من الدول إسرائيل باحترام القانون الدولي والتوقف عن التصعيد في المنطقة.
من جانبها، طالبت سوريا باستمرار بخروج القوات الإسرائيلية من أراضيها، مؤكدة أن جميع الإجراءات التي تتخذها في الجنوب السوري باطلة ولا ترتب أي أثر قانوني. ودعت دمشق المجتمع الدولي إلى الاضطلاع بمسؤولياته وردع الممارسات الإسرائيلية.
تعتبر قضية الجولان السوري من القضايا الشائكة في المنطقة، حيث تصر سوريا على استعادة كامل أراضيها المحتلة، بينما ترفض إسرائيل ذلك وتعتبر الجولان جزءًا من أراضيها.
نظرة مستقبلية
من المتوقع أن يستمر التوتر في المنطقة في ظل استمرار الانتهاكات الإسرائيلية ورفض إسرائيل التراجع عن مواقفها. من الصعب التكهن بالخطوات التالية، ولكن من المرجح أن تشهد المنطقة مزيدًا من التصعيد إذا لم يتم التوصل إلى حلول سياسية ودبلوماسية.
يجب مراقبة تطورات الأوضاع في سوريا ولبنان وغزة واليمن عن كثب، بالإضافة إلى الجهود الدولية والإقليمية المبذولة لتهدئة الأوضاع. كما يجب الانتباه إلى أي تغييرات في السياسات الإسرائيلية أو السورية التي قد تؤثر على مسار الصراع.
الوضع الإقليمي معقد ويتطلب حوارًا بناءً وجهودًا دبلوماسية مكثفة لتجنب المزيد من التصعيد وضمان الاستقرار والسلام في المنطقة.






