أعلنت حركة حماس، بشكل رسمي، عن مقتل خمسة من قادتها البارزين، في ضربة تعتبر من الأكبر للتنظيم منذ بدء الحرب في غزة. وشمل الإعلان تأكيد وفاة أبو عبيدة، المتحدث باسم كتائب القسام، بالإضافة إلى محمد السنوار، شقيق القيادي السابق يحيى السنوار. وتأتي هذه التأكيدات في ظل استمرار التوترات الإقليمية وجهود الوساطة لوقف إطلاق النار.

تأكيدات حماس بمقتل قادتها العسكريين: أبو عبيدة ومحمد السنوار في مقدمة القائمة

أصدرت كتائب عز الدين القسام، الجناح العسكري لحماس، بيانًا رسميًا يوم الاثنين، أكدت فيه مقتل محمد السنوار، الذي كان يشغل منصبًا رفيعًا داخل التنظيم، ويعتبر شخصية رئيسية في قيادة حماس خلال الحرب. وكانت إسرائيل قد أعلنت في مايو عن مقتل السنوار في ضربة جوية استهدفت مركز قيادة تابع لحماس تحت مستشفى الأوروبي في خان يونس، وفقًا لما ذكرته صحيفة القدس.

ولأول مرة، كشفت حماس عن الاسم الحقيقي لأبو عبيدة، وهو حذيفة سمير عبد الله الكحلوت، المتحدث باسم كتائب القسام الذي أصبح الوجه العام للجناح العسكري للحركة خلال الحرب. وكانت إسرائيل قد أعلنت سابقًا عن مقتل أبو عبيدة في ضربة إسرائيلية على مدينة غزة في أواخر أغسطس، إلا أن تأكيد حماس هو الإعلان الرسمي الأول من قبل الحركة نفسها.

خسائر قيادية مؤثرة في صفوف حماس

بالإضافة إلى أبو عبيدة ومحمد السنوار، أكدت حماس مقتل راءد سعد، وهو قائد رفيع المستوى في كتائب القسام. وأعلنت إسرائيل في 13 ديسمبر عن مقتل سعد في ضربة مستهدفة بعد أشهر من تتبع تحركاته عبر شبكة الأنفاق في غزة. ووصفت الأجهزة الأمنية الإسرائيلية سعد بأنه أحد المخططين الرئيسيين لهجوم 7 أكتوبر 2023، الذي أسفر عن مقتل حوالي 1200 شخص واختطاف أكثر من 250 آخرين، وفقًا لتقديرات إسرائيلية.

كما أقرت حماس بمقتل محمد شبانة، رئيس لواء رفح، وحكم العيسى، وهو قائد قديم وأحد مؤسسي كتائب القسام. وكانت إسرائيل قد أفادت بمقتل كلا الرجلين في ضربات جوية منفصلة في غزة في وقت سابق من هذا العام، حيث قُتل العيسى خلال هجمات على حي الصبرة في مدينة غزة.

تأتي هذه التأكيدات على الرغم من الهدنة التي دخلت حيز التنفيذ في أكتوبر. وتعتبر هذه الخسائر القيادية ضربة كبيرة لحماس، حيث تؤثر على قدرتها على مواصلة القتال وتنظيم عملياتها العسكرية. وتشير التقارير إلى أن هذه التطورات قد تؤدي إلى تغييرات في هيكل القيادة داخل الحركة.

تداعيات مقتل القادة وتصريحات ترامب حول مستقبل غزة

تأكيد مقتل هؤلاء القادة يمثل تصعيدًا كبيرًا في الصراع بين إسرائيل وحماس. وتشير التحليلات إلى أن هذه الخسائر قد تدفع حماس إلى اتخاذ إجراءات انتقامية، مما يزيد من خطر استمرار العنف. حماس تواجه الآن تحديات كبيرة في الحفاظ على قوتها وتماسكها في ظل هذه الظروف.

من جهة أخرى، حذر الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، خلال لقائه مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في عقاره في مار-آ-لاغو بولاية فلوريدا، من أن حماس يجب أن تتخلى عن سلاحها قريبًا أو تواجه عواقب وخيمة. وأضاف ترامب أن المرحلة التالية من خطة السلام في غزة يمكن أن تتقدم بسرعة إذا قامت حماس بتسليم أسلحتها. هذه التصريحات تعكس الضغط الدولي المتزايد على حماس لإنهاء العنف والالتزام بمسار السلام.

الوضع في غزة لا يزال معقدًا للغاية، مع استمرار المعارك وتبادل إطلاق النار بين الجانبين. الصراع الفلسطيني الإسرائيلي يشهد تطورات متسارعة، وتتطلب جهودًا دبلوماسية مكثفة للوصول إلى حل مستدام. العمليات العسكرية الإسرائيلية تهدف إلى تدمير البنية التحتية لحماس ومنعها من شن هجمات مستقبلية.

من المتوقع أن تستمر الجهود الدبلوماسية للتوصل إلى اتفاق وقف إطلاق نار دائم. ومع ذلك، لا تزال هناك عقبات كبيرة أمام تحقيق السلام، بما في ذلك الخلافات حول مستقبل غزة وتبادل الأسرى. ما يجب مراقبته في الفترة المقبلة هو رد فعل حماس على هذه الخسائر القيادية، وتطورات المفاوضات بشأن وقف إطلاق النار، وموقف الإدارة الأمريكية الجديدة من الصراع.

شاركها.