أعلن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي يوم السبت أن بلاده “مستعدة لفعل أي شيء ضروري” لإنهاء حربها مع روسيا، وذلك قبيل اجتماعه المقرر يوم الأحد في فلوريدا مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب. وتأتي هذه التصريحات في أعقاب هجوم روسي واسع النطاق على كييف، مما يسلط الضوء على التحديات المستمرة في مساعي تحقيق السلام في أوكرانيا.
تصعيد القتال ومفاوضات السلام المحتملة
أكد زيلينسكي، في سلسلة من المنشورات على منصة إكس، أنه “إذا كان العالم بأسره – أوروبا وأمريكا – إلى جانبنا، فسوف نوقف بوتين معًا”. لكنه حذر من أنه “إذا كان أي طرف – سواء الولايات المتحدة أو أوروبا – إلى جانب روسيا، فهذا يعني أن الحرب ستستمر”. وأضاف أن لا خيارات أخرى، وأن هذا يشكل خطرًا على جميع دول العالم، مؤكدًا أن روسيا لن تتوقف عند حدود أوكرانيا.
من المقرر أن يقدم زيلينسكي لترامب مقترحًا للسلام يتكون من 20 نقطة، بهدف إنهاء الصراع. يأتي هذا في وقت تشهد فيه العاصمة الأوكرانية هجمات متزايدة، حيث أطلقت روسيا مئات الطائرات المسيرة وعشرات الصواريخ في هجوم ليلة أمس. وذكرت السلطات المحلية أن الهجوم أسفر عن مقتل شخص واحد وإصابة 27 آخرين.
الهجوم الروسي على كييف وتداعياته
وصف زيلينسكي الهجوم بأنه يكشف عن “الموقف الحقيقي” للرئيس الروسي فلاديمير بوتين ودائرته المقربة. وأشار إلى أن الهجوم استهدف البنية التحتية للطاقة والمباني السكنية، وأن فرق الإنقاذ لا تزال تبحث عن ناجين تحت الأنقاض. وتشير التقارير إلى أن الهجوم الروسي استخدم أنواعًا مختلفة من الأسلحة، بما في ذلك طائرات مسيرة من طراز “شهيد” وصواريخ “كينزال” فرط صوتية.
كما أعرب زيلينسكي عن استغرابه من عدم تلقي رد واضح من روسيا على المقترحات الدولية لإنهاء الحرب، مؤكدًا أن الأفعال الروسية، المتمثلة في الهجمات الصاروخية والطائرات المسيرة، تتحدث عن نفسها. وأضاف أن روسيا تسعى إلى إلحاق أكبر قدر من المعاناة بأوكرانيا وزيادة الضغوط على المجتمع الدولي.
مطالب أوكرانية بدعم دولي إضافي
شدد زيلينسكي على أن أوكرانيا لم تبدأ هذه الحرب، وأنها مستعدة لتقديم تنازلات من أجل تحقيق السلام، وهو ما يظهر في خططها التفاوضية. لكنه أكد في الوقت نفسه على الحاجة إلى دعم دولي قوي، بما في ذلك الدفاعات الجوية والأسلحة والأموال، لكي تكون أوكرانيا قوية في المفاوضات. وأشار بشكل خاص إلى النقص المستمر في الأموال، لا سيما لإنتاج الأسلحة والطائرات المسيرة.
من جانبه، صرح الرئيس ترامب بأنه سيكون صاحب القرار النهائي في أي اتفاق سلام. وقال لصحيفة بوليتيكو: “لا يوجد شيء سيحدث إلا بموافقتي”. ويثير هذا التصريح تساؤلات حول الدور الذي ستلعبه الإدارة الأمريكية الجديدة في حل الأزمة الأوكرانية.
أعلنت وزارة الدفاع الروسية أنها نفذت “ضربة واسعة النطاق” على البنية التحتية للطاقة في أوكرانيا، باستخدام أسلحة دقيقة بعيدة المدى، بما في ذلك صواريخ “كينزال” فرط صوتية وطائرات مسيرة. وبررت الوزارة الهجوم بأنه رد على الهجمات الأوكرانية على “المناطق المدنية” في روسيا. كما أفادت وزارة الدفاع الروسية بأن دفاعاتها الجوية أسقطت سبع طائرات مسيرة أوكرانية فوق مناطق كراسنودار وأديغيا.
وفي تعليق على الوضع، كتب رئيس الوزراء البولندي دونالد توسك على منصة إكس أن الهجوم الروسي على المناطق السكنية في كييف يتعارض مع توقعات الرئيس ترامب. وأضاف أنه سيبحث فرص تحقيق السلام مع قادة أوكرانيا وألمانيا وفرنسا والمملكة المتحدة وإيطاليا والاتحاد الأوروبي.
من المتوقع أن تركز المحادثات بين زيلينسكي وترامب على مقترح السلام الأوكراني، بالإضافة إلى سبل تعزيز الدعم الأمريكي لأوكرانيا. ومع استمرار القتال وتصاعد التوترات، يبقى مستقبل المفاوضات غير واضحًا، ويتوقف على التطورات الميدانية والمواقف السياسية للأطراف المعنية. ويجب مراقبة ردود الفعل الدولية على الهجوم الروسي الأخير، وكذلك التزام الولايات المتحدة وأوروبا بتقديم الدعم اللازم لأوكرانيا في سعيها لتحقيق السلام.






