من المقرر أن يلتقي الرئيس الأمريكي دونالد ترامب برئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في مار-آ-لاغو بعد ظهر يوم الاثنين، ومن المتوقع أن تركز المحادثات على تصاعد التوترات مع إيران وإمكانية التقدم إلى مراحل إضافية من خطة السلام في غزة. وتأتي هذه القمة في وقت حرج، مع استمرار التحديات الأمنية والسياسية في المنطقة، وتصاعد المخاوف بشأن البرنامج النووي الإيراني. تعتبر هذه الزيارة فرصة مهمة لتعزيز التحالف الإسرائيلي الأمريكي ومناقشة الاستراتيجيات المشتركة لمواجهة التهديدات الإقليمية.

مباحثات ترامب ونتنياهو: غزة وإيران في صميم الأجندة

قبل لقائه بالرئيس، من المقرر أن يجتمع نتنياهو مع وزير الخارجية ماركو روبيو صباح الاثنين. وتأتي هذه اللقاءات في ظل تقارير تشير إلى أن الرئيس ترامب قد مارس ضغوطًا على نتنياهو منذ تنفيذ خطة السلام، مشيرًا إلى أن القيادة الأمريكية لا تتسامح مع التأخيرات في تنفيذ الخطط، وهو ما يختلف عن الجدول الزمني المعتاد في الشرق الأوسط.

تهديد إيران وتصعيد التوترات

وفقًا لتقارير إعلامية، من المتوقع أن يقدم نتنياهو للرئيس ترامب خططًا لضربة محتملة ضد إيران. وقد حذرت إسرائيل واشنطن من أن مناورات الصواريخ الأخيرة للحرس الثوري الإيراني قد تخفي استعدادات لهجوم، وهو ما أكده رئيس أركان الجيش الإسرائيلي الجنرال إيال زامير خلال اجتماعات حديثة مع قائد القيادة المركزية الأمريكية، الأدميرال براد كوبر.

وفي مقابلة صحفية، صرح الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان بأن بلاده تخوض “حربًا شاملة” مع الولايات المتحدة وإسرائيل وأوروبا، معربًا عن قلقه من محاولات تقويض بلاده. في المقابل، تشير تقديرات الاستخبارات الأمريكية إلى عدم وجود تهديد وشيك، بينما يظل المسؤولون الإسرائيليون في حالة تأهب قصوى.

مستقبل غزة وتفكيك حماس

يركز جزء كبير من المناقشات على الوضع في غزة، وخاصةً تفكيك حماس. ويؤكد محللون أن حماس تسعى إلى البقاء والسيطرة على الجزء الغربي من غزة، مع مواصلة الهجمات على إسرائيل من خلال شبكة الأنفاق، بهدف تصعيد التوترات بين إسرائيل والولايات المتحدة.

ويشدد معارضون إسرائيليون، مثل رئيس الوزراء السابق يائير لابيد، على أهمية التنسيق مع الرئيس ترامب بشأن جميع الجبهات الرئيسية، مع إعطاء الأولوية لإدارة المرحلة الثانية في غزة. ويرى لابيد أن إسرائيل بحاجة إلى تحقيق نزع سلاح حماس وإزالة التهديد من غزة، وهو ما يتطلب تنفيذ خطة ترامب.

نزع السلاح الكامل كشرط أساسي

تؤكد وزيرة الاستيطان والمهام الوطنية الإسرائيلية، أوريت ستروك، على أهمية إكمال نزع السلاح الكامل لغزة قبل المضي قدمًا في مراحل أخرى من الخطة. وتشير إلى خطاب الرئيس ترامب أمام الكنيست الإسرائيلي في أكتوبر، حيث أكد على دوره في بناء الدعم الدولي لنزع سلاح غزة وتأمين قرار من مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة يدعو إلى تفكيك كامل للأسلحة والأنفاق والبنية التحتية للإرهاب.

وتشدد ستروك على أن الجيش الإسرائيلي لن ينسحب من غزة ولن يتم وضع أي إطار لإعادة التأهيل حتى يتم إكمال نزع السلاح الكامل. وتعتبر أي تسوية أقل من ذلك بمثابة فشل في خطة السلام، وفشل للرئيس ترامب نفسه.

الخطوات التالية والتحديات القادمة

من المتوقع أن يكشف الرئيس ترامب قريبًا عن المرحلة الثانية من إطار عمله لغزة، على الرغم من فشل حماس في إعادة بقايا الرقيب أول في الشرطة الإسرائيلية، ران جفيلي، الذي قُتل خلال هجوم 7 أكتوبر 2023، والذي احتجزت جثته حماس في غزة.

ومع ذلك، لا تزال هناك العديد من التحديات التي تواجه هذه الخطة، بما في ذلك المقاومة المحتملة من حماس، والتعقيدات السياسية الداخلية الإسرائيلية، والوضع الإقليمي المتوتر. سيكون من المهم مراقبة التطورات في الأيام والأسابيع القادمة لتقييم فرص نجاح هذه المبادرة، وتأثيرها على مستقبل العملية السلمية في المنطقة. كما أن مستقبل العلاقات الأمريكية الإسرائيلية سيكون حاسماً في تحقيق الاستقرار الإقليمي.

شاركها.