هدد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين نظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي بالتخلي عن أي مساعي للسلام والتحول الكامل نحو الحلول العسكرية في الصراع الدائر، وذلك بالتزامن مع إعلان الجيش الروسي عن توسيع نطاق سيطرته في مناطق أوكرانية مختلفة. وتأتي هذه التطورات في وقت حرج، مع توقعات بعقد لقاء بين الرئيسين زيلينسكي وترامب لمناقشة مستقبل الحرب في أوكرانيا.
صرح بوتين، وفقًا لوكالة إنترفاكس الروسية، بأن روسيا ستضطر إلى استخدام القوة العسكرية لحل المشكلات القائمة إذا لم تظهر كييف استعدادًا جادًا للتفاوض على تسوية سلمية. وأكد أن الحكومة الأوكرانية لا تبدي أي اهتمام حقيقي بإنهاء القتال بالطرق الدبلوماسية، مما يثير مخاوف بشأن تصعيد إضافي في الصراع.
تطورات ميدانية وتصعيد في الخطاب حول الحرب في أوكرانيا
في المقابل، أكد الرئيس الأوكراني زيلينسكي أن الهجوم الروسي الأخير الذي استهدف البنية التحتية الحيوية في أوكرانيا، بما في ذلك شبكات الكهرباء والتدفئة، يوضح رغبة موسكو في مواصلة الحرب. وأشار إلى أن الهجوم شمل مئات الطائرات المسيرة والعشرات من الصواريخ، مما تسبب في أضرار واسعة النطاق.
أفاد الكرملين بأن بوتين تلقى تقارير من كبار القادة العسكريين، بما في ذلك رئيس هيئة الأركان العامة فاليري غيراسيموف، حول التقدم الذي أحرزته القوات الروسية في مناطق دونيتسك وزاباروجيا. وذكر الكرملين أن القوات الروسية سيطرت على بلدتي ديميتروف وغوليوبول، وهو ما نفته كييف.
ومع ذلك، أعلن الجيش الأوكراني أنه تمكن من صد محاولات روسية للتقدم في محيط ميرنوغراد وغوليوبول، مما يشير إلى استمرار القتال العنيف في تلك المناطق. وتعتبر ميرنوغراد مركزًا لوجستيًا مهمًا بالقرب من بوكروفسك، بينما تقع غوليوبول في الجزء الشرقي من منطقة زاباروجيا، حيث حققت روسيا بعض التقدم في الأشهر الأخيرة.
اللقاء المرتقب بين زيلينسكي وترامب
من المتوقع أن يلتقي الرئيس الأوكراني زيلينسكي بالرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب اليوم الأحد في فلوريدا. وصف زيلينسكي هذا اللقاء بأنه “مهم” لجهود التوصل إلى اتفاق لإنهاء الحرب المستمرة منذ حوالي أربع سنوات. ويركز اللقاء على مناقشة مستقبل الأراضي المتنازع عليها بين البلدين.
وأشار زيلينسكي إلى أن هناك مسودة اتفاق من 20 نقطة قيد الدراسة، مدعومة من الولايات المتحدة، تهدف إلى وضع خطة سلام شاملة. وأكد أن هذه المسودة اكتملت بنسبة 90%، وأنها تتضمن تفاصيل حول الضمانات الأمنية التي يمكن أن تقدمها الولايات المتحدة لأوكرانيا.
في هذا السياق، تلقى زيلينسكي دعمًا قويًا من القادة الأوروبيين والكنديين خلال زيارته إلى هاليفاكس، كندا، قبل التوجه إلى فلوريدا. وأكد المستشار الألماني فريدريش ميرتس أن زيلينسكي يحظى بـ “الدعم الكامل” من القادة الأوروبيين وكندا، وأنهم يعملون بشكل وثيق مع الولايات المتحدة من أجل تحقيق سلام دائم وعادل في أوكرانيا.
كما شددت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين على ضرورة أن يكون السلام “عادلاً ودائماً ويصون سيادة أوكرانيا ووحدة أراضيها”. وأعرب رئيس الوزراء الكندي مارك كارني عن اعتقاده بأن تحقيق سلام عادل ودائم في أوكرانيا ممكن، ولكنه أكد على ضرورة استعداد روسيا للتعاون.
يذكر أن الولايات المتحدة قدمت عرضًا بشأن اتفاقية ضمانات أمنية لمدة 15 عامًا قابلة للتجديد، لكن أوكرانيا طلبت اتفاقية أطول مدة مع أحكام ملزمة قانونًا لضمان عدم تكرار أي عدوان روسي. وقد صرح ترامب بأنه يتوقع أن تكون المحادثات مثمرة، وأنه يتطلع إلى التحدث مع الرئيس بوتين “قريبًا”.
في الختام، يبقى مستقبل الصراع الأوكراني غير واضحًا، حيث تتصاعد التوترات وتتزايد المخاوف بشأن احتمال حدوث تصعيد عسكري. من المتوقع أن تركز المحادثات بين زيلينسكي وترامب على إيجاد حلول دبلوماسية لإنهاء الحرب، ولكن نجاح هذه الجهود يعتمد بشكل كبير على استعداد روسيا للتفاوض على تسوية سلمية. وسيكون من المهم مراقبة التطورات الميدانية والبيانات الصادرة عن الأطراف المعنية في الأيام والأسابيع القادمة.






