حذّر صندوق الأمم المتحدة للسكان من تدهور الوضع الصحي للنساء في اليمن، مشيراً إلى أن المضاعفات المتعلقة بالحمل والولادة تؤدي إلى وفاة ثلاث نساء يومياً. ويأتي هذا التحذير في ظل سنوات من النزاع والاضطرابات الاقتصادية التي أثرت بشكل كبير على البنية التحتية للرعاية الصحية في البلاد، مما يجعل ملايين النساء والفتيات أكثر عرضة للخطر.
وأكد الصندوق، في بيان له، أن حوالي 6.2 مليون امرأة وفتاة يفتقرن إلى خدمات الحماية الأساسية، بينما يحتاج 7 ملايين شخص إلى دعم عاجل في مجال الصحة النفسية. وتشير البيانات إلى أن الوضع الإنساني في اليمن يتطلب تدخلاً فورياً لإنقاذ الأرواح وتوفير الرعاية اللازمة للفئات الأكثر ضعفاً.
تأثير النزاع على صحة المرأة في اليمن
لقد أدت سنوات النزاع المستمر في اليمن إلى انهيار الخدمات الأساسية، بما في ذلك الرعاية الصحية، مما أثر بشكل مباشر على صحة وسلامة النساء والفتيات. بالإضافة إلى ذلك، ساهمت الأزمة الاقتصادية والصدمات المناخية المتكررة في تفاقم الوضع، مما جعل الوصول إلى الرعاية الصحية أمراً صعباً للغاية بالنسبة للكثيرين.
ووفقاً لليلى باكر، المديرة الإقليمية لصندوق الأمم المتحدة للسكان لمنطقة الدول العربية، فإن كل امرأة وفتاة في اليمن تستحق الوصول إلى الرعاية والأمان كحق أساسي. وأشادت باكر بالتزام الاتحاد الأوروبي الذي ساهم في إنقاذ الأرواح، مؤكدة على أهمية استمرار هذا الدعم.
شراكة الاتحاد الأوروبي وصندوق الأمم المتحدة للسكان
منذ أبريل/نيسان 2024، لعبت الشراكة بين الاتحاد الأوروبي وصندوق الأمم المتحدة للسكان دوراً حيوياً في الحفاظ على استمرار عمل المرافق الصحية الأساسية في اليمن. وقد تمكنت هذه الشراكة من الوصول إلى أكثر من 850 ألف امرأة وفتاة ونازح، مما ساهم في توفير الرعاية الصحية اللازمة لهم.
ومع ذلك، حذرت باكر من أن التخفيضات المحتملة في التمويل قد تؤدي إلى إغلاق هذه المرافق، مما سيزيد من معاناة النساء والفتيات اليمنيات. وأكدت على أن هذه التخفيضات تأتي في وقت يزداد فيه الاحتياج الإنساني، مما يجعل استمرار الدعم أمراً بالغ الأهمية.
من جانبها، صرحت موريل كورنيليس، رئيسة مكتب المساعدات الإنسانية للاتحاد الأوروبي في اليمن، بأن الاتحاد الأوروبي يظل ملتزماً بضمان حصول الفئات الأكثر عرضة للخطر على الخدمات الأساسية بشكل آمن. وأوضحت أن هذه الشراكة مع صندوق الأمم المتحدة للسكان ليست مجرد استجابة طارئة، بل هي استثمار في حماية مستقبل النساء والفتيات اليمنيات.
وتشير التقارير إلى أن الوضع الصحي في اليمن يتطلب جهوداً متضافرة من جميع الأطراف المعنية لتقديم الدعم اللازم. وتشمل هذه الجهود توفير الأدوية والمستلزمات الطبية، وتدريب الكوادر الصحية، وتحسين البنية التحتية للرعاية الصحية.
مستقبل الرعاية الصحية للنساء في اليمن
يدعو صندوق الأمم المتحدة للسكان الشركاء الدوليين إلى تقديم دعم فوري وموسع لليمن، لضمان عدم ترك النساء والفتيات لمواجهة الأزمة بمفردهن. ويعتبر توفير التمويل الكافي أمراً ضرورياً للحفاظ على استمرار عمل المرافق الصحية وتوسيع نطاق الخدمات المقدمة.
من المتوقع أن يستمر الوضع الإنساني في اليمن في التدهور إذا لم يتم تقديم الدعم اللازم. وتشير التقديرات إلى أن الحاجة إلى المساعدات الإنسانية ستزداد في الأشهر المقبلة، مما يتطلب استعداداً كاملاً من جميع الأطراف المعنية. وستراقب المنظمات الدولية عن كثب تطورات الوضع في اليمن، وتقييم الاحتياجات المتزايدة، وتقديم الدعم اللازم قدر الإمكان.
الوضع في اليمن معقد ويتطلب حلولاً مستدامة لضمان صحة وسلامة النساء والفتيات على المدى الطويل. وتشمل هذه الحلول معالجة الأسباب الجذرية للنزاع، وتحسين الوضع الاقتصادي، وتعزيز الحكم الرشيد.






