واصلت الأسواق العالمية أداءها الإيجابي مع نهاية العام، حيث بقيت الأسهم قريبة من مستويات قياسية. وشهدت أسعار الفضة تقلبات حادة بعد ارتفاع تاريخي، بينما تراجع الذهب بشكل طفيف. يأتي هذا في ظل تراجع أحجام التداول العالمية، مع ترقب المستثمرين لمؤشرات اقتصادية جديدة وتطورات جيوسياسية مؤثرة، خاصةً فيما يتعلق بمستقبل الأسهم العالمية.

ارتفع مؤشر “إم إس سي آي” لجميع دول العالم بنسبة 0.1% يوم الاثنين، بعد مكاسب قوية الأسبوع الماضي. في المقابل، شهدت أسواق الأسهم الآسيوية ارتفاعًا ملحوظًا بنسبة 0.5%، مدفوعة بشكل أساسي بقطاع التكنولوجيا والتعدين. وتراجعت العقود الآجلة الأمريكية بشكل طفيف خلال التداولات الآسيوية، بعد أن أنهى مؤشر “إس آند بي 500” الأسبوع السابق بالقرب من أعلى مستوياته على الإطلاق.

تقلبات أسعار المعادن النفيسة وتأثيرها على الأسهم العالمية

شهدت الفضة ارتفاعًا حادًا تخطت فيه حاجز 80 دولارًا للأونصة قبل أن تتراجع بشكل ملحوظ، مما يعكس حالة من التذبذب في هذا السوق. يعزو المحللون هذا الارتفاع إلى اختلالات هيكلية بين العرض والطلب، مدفوعة بالطلب المتزايد من قطاعات مثل الطاقة الشمسية والمركبات الكهربائية وتكنولوجيا الذكاء الاصطناعي.

أشار توني سايكامور، محلل الأسواق لدى “آي جي أستراليا”، إلى أن سوق الفضة يشهد “فقاعة تاريخية”. وأضاف أن الطلب الصناعي القوي، بالتزامن مع تراجع المخزونات، قد دفع الأسعار إلى مستويات غير مبررة.

تأثير التوترات الجيوسياسية

ساهمت التوترات الجيوسياسية الأخيرة في تعزيز جاذبية المعادن النفيسة كملاذ آمن. فقد أدت الأحداث في فنزويلا والضربات الأمريكية ضد تنظيم “داعش” في نيجيريا إلى زيادة الطلب على الفضة والذهب.

في المقابل، انخفضت أسعار الذهب بشكل طفيف، مما يشير إلى أن المستثمرين قد يفضلون تنويع محافظهم الاستثمارية.

أداء الأسهم الصينية وتوقعات النمو

شهدت الأسهم الصينية في البر الرئيسي تراجعًا ملحوظًا يوم الاثنين، مما أثر على أداء المؤشر الآسيوي العام. وكشفت البيانات الصادرة عن تراجع الأرباح الصناعية للشهر الثاني على التوالي في نوفمبر، مما يعكس استمرار التحديات التي تواجه الاقتصاد الصيني.

ومع ذلك، تعهدت الحكومة الصينية بتوسيع قاعدة الإنفاق المالي في عام 2026، في محاولة لدعم النمو الاقتصادي في ظل الظروف الخارجية الصعبة.

تطورات أسواق الطاقة والعملات

ارتفعت أسعار النفط مدفوعة بتوقعات بتحسن الطلب الصيني في عام 2026. لكنها لا تزال على مسار تسجيل خامس انخفاض شهري على التوالي في ديسمبر، وهو أطول سلسلة خسائر منذ أكثر من عامين.

في أسواق العملات، ارتفعت قيمة عملة البيتكوين، بينما شهد الدولار الأمريكي تراجعًا طفيفًا.

الذكاء الاصطناعي كمحرك رئيسي للأسهم العالمية في 2026

يشير المحللون إلى أن اتجاهات الذكاء الاصطناعي ستظل المحرك الرئيسي لأداء الأسهم العالمية في عام 2026. فقد ارتفع المؤشر العالمي للأسهم بنحو 22% خلال عام 2025، متجهاً لتحقيق ثالث مكسب سنوي على التوالي، مدفوعًا بشكل كبير بالاستثمارات في شركات التكنولوجيا التي تعمل في مجال الذكاء الاصطناعي.

يرى المستثمرون أن مسار أسعار الفائدة الأمريكية سيكون له تأثير كبير على أداء الأسهم العالمية. ويتوقعون أن يقوم الاحتياطي الفيدرالي بخفض أسعار الفائدة بشكل تدريجي في عام 2026، مما قد يدعم استمرار النمو في أسواق الأسهم.

من المتوقع أن يصدر محضر اجتماع اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوحة الخاص باجتماع ديسمبر هذا الأسبوع. وستراقب الأسواق هذا المحضر عن كثب للحصول على رؤى أعمق حول نقاشات اللجنة بشأن التيسير النقدي المستقبلي.

بشكل عام، لا يزال مستقبل الأسهم العالمية محاطًا ببعض التحديات وعدم اليقين، بما في ذلك التوترات الجيوسياسية والتباطؤ الاقتصادي المحتمل في بعض الدول الكبرى. ومع ذلك، فإن التطورات الإيجابية في مجال الذكاء الاصطناعي وتوقعات خفض أسعار الفائدة قد تدعم استمرار النمو في أسواق الأسهم في عام 2026.

شاركها.