إسرائيل تصبح أول دولة تعترف رسميًا بـسوماليلاند كدولة مستقلة، في خطوة دبلوماسية كبيرة للإقليم الواقع في القرن الأفريقي. أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو عن هذا القرار يوم الجمعة، بالتعاون مع وزير الخارجية الإسرائيلي جدعون سعار ورئيس جمهورية سوماليلاند. ويأتي هذا الاعتراف في سياق جهود لتوسيع نطاق اتفاقيات أبراهام التي توسطت فيها الولايات المتحدة.

وقد تم توقيع إعلان مشترك بين إسرائيل وسوماليلاند “بروح اتفاقيات أبراهام”. وتتضمن العلاقات الدبلوماسية الكاملة تعيين إسرائيل لسفراء وفتح سفارات في سوماليلاند، وفقًا لتصريح سعار.

اعتراف إسرائيل بـسوماليلاند: تحول دبلوماسي في القرن الأفريقي

أعرب رئيس سوماليلاند، الدكتور عبد الرحمن محمد عبد الله، عن ترحيبه العميق بقرار إسرائيل، مشيرًا إلى أنه يمثل علامة فارقة في سعي سوماليلاند المستمر نحو الشرعية الدولية. وأكد عبد الله أن هذا الاعتراف يؤكد حق سوماليلاند التاريخي والقانوني والأخلاقي في تقرير المصير.

وأصدرت وزارة الخارجية في سوماليلاند بيانًا أشارت فيه إلى أن هذا القرار يمثل “مساهمة بناءة في السلام والاستقرار والتعاون” في منطقة القرن الأفريقي والشرق الأوسط. وأعلنت الوزارة عن نية سوماليلاند الانضمام إلى اتفاقيات أبراهام، وتطلعها إلى إقامة علاقات دبلوماسية رسمية مع إسرائيل.

تداعيات الاعتراف الإسرائيلي

بعد قرار إسرائيل مباشرة، أعلنت جنوب السودان أنها أصبحت الدولة الثانية التي تعترف رسميًا بسوماليلاند. هذا التطور أثار تساؤلات حول ما إذا كانت الولايات المتحدة ستتبع هذا المسار. وكانت تقارير قد أشارت في أغسطس الماضي إلى أن الرئيس دونالد ترامب كان “يدرس” الاعتراف بسوماليلاند.

ويعتبر الاعتراف الأمريكي المحتمل بسوماليلاند فرصة لتعزيز الوجود الأمريكي في القرن الأفريقي، من خلال إنشاء قاعدة جوية وبحرية جديدة بالقرب من ميناء بربرة على البحر الأحمر. وقد أثار هذا الأمر نقاشًا حول إمكانية استخدام هذه القاعدة في مواجهة التحديات الأمنية في المنطقة، بما في ذلك التهديدات التي تشكلها الجماعات الإرهابية.

ومع ذلك، تشير التقارير إلى أن ترامب “غير مستعد” بعد لاعتماد استقلال سوماليلاند، وأنه كان “غير معجب” باهتمامها بالانضمام إلى اتفاقيات أبراهام. وقد صرح ترامب بأنه يحتاج إلى “دراسة” مقترحات نتنياهو، وتساءل عما إذا كان أحد يعرف حقًا ما هي سوماليلاند.

الوضع الأمني في المنطقة

تواجه الصومال تحديات أمنية كبيرة بسبب الصراع المستمر مع الجماعات الإسلامية المتطرفة. وقد كثفت قيادة القوات الأمريكية في أفريقيا (أفريكوم) من عملياتها ضد تنظيم داعش وحركة الشباب. تتميز سوماليلاند باستقرارها النسبي، حيث نجحت في “القضاء على التطرف” وتوجهت نحو الديمقراطية، على عكس الوضع في الصومال، وفقًا لتصريحات وزير الرئاسة في سوماليلاند، خضر حسين عبدي.

وأضاف عبدي أن “الوهم بوحدة الصومال قد انتهى منذ فترة طويلة”، داعيًا الصومال إلى التركيز على تحدياته الخاصة وأن يكون بناءً. وقد أعلنت سوماليلاند استقلالها عن الصومال في عام 1991.

وقد دعا نتنياهو رئيس سوماليلاند إلى زيارة إسرائيل، وأشاد بقيادته والتزامه بتعزيز الاستقرار والسلام. سوماليلاند تسعى إلى تعزيز علاقاتها الدولية وتأمين اعتراف أوسع باستقلالها.

من المتوقع أن يلتقي ترامب بنتنياهو يوم الاثنين لمناقشة “الخطوات التالية” في صفقة السلام في غزة. في الوقت الحالي، لا يزال مستقبل الاعتراف الأمريكي بسوماليلاند غير واضح، ويتوقف على دراسة متأنية من قبل الإدارة الأمريكية وتقييم المصالح الاستراتيجية في المنطقة. وستراقب الأوساط الدبلوماسية عن كثب تطورات هذا الملف في الفترة القادمة.

شاركها.