تخطط شركة إكس إيه آي (xAI)، التي أسسها إيلون ماسك، لتوسيع كبير في بنيتها التحتية لـمراكز بيانات الذكاء الاصطناعي في الولايات المتحدة. يأتي هذا التوسع عبر الاستحواذ على مبنى ثالث في منطقة ممفيس، مما سيزيد من قدرة الحوسبة الإجمالية للشركة إلى حوالي 2 غيغاواط. وقد أعلن ماسك عن هذه الخطوة يوم الثلاثاء الماضي عبر منصة إكس، مؤكداً التزام الشركة بتطوير تقنيات الذكاء الاصطناعي.
يأتي هذا الاستثمار في أعقاب بناء “كولوسوس”، وهو مركز بيانات رئيسي للشركة، بالإضافة إلى مشروع “كولوسوس 2” القريب الذي لا يزال قيد الإنشاء. يقع المبنى الجديد، الذي أُطلق عليه اسم MACROHARDRR، في مدينة ساوثافن بولاية ميسيسيبي المجاورة، وهو متصل مباشرة بمرفق “كولوسوس 2”.
توسع xAI في مراكز البيانات: خطوة نحو الريادة في الذكاء الاصطناعي
يعكس هذا التوسع الطموح في مراكز البيانات سعي إكس إيه آي لتصبح لاعباً رئيسياً في مجال تطوير الذكاء الاصطناعي. تعتبر القدرة الحاسوبية الهائلة ضرورية لتدريب نماذج الذكاء الاصطناعي المعقدة، ويهدف هذا الاستثمار إلى تلبية الاحتياجات المتزايدة للشركة في هذا الصدد. الـ 2 غيغاواط من القدرة الحاسوبية كافية لتزويد حوالي 750 ألف منزل أمريكي بالكهرباء، مما يوضح حجم هذا المشروع.
شراكة استراتيجية مع إنفيديا
تعتمد إكس إيه آي بشكل كبير على معالجات الرسوميات (GPUs) من شركة إنفيديا في عملياتها. وكان ماسك قد صرح سابقاً أن “كولوسوس 2” سيضم في النهاية 550 ألف شريحة من إنفيديا، بتكلفة إجمالية تقدر بعشرات المليارات من الدولارات. تُعد هذه الشراكة الاستراتيجية مع إنفيديا حجر الزاوية في خطط إكس إيه آي لتطوير قدراتها في مجال الذكاء الاصطناعي.
تأتي هذه الخطوة في وقت تشهد فيه صناعة الذكاء الاصطناعي منافسة متزايدة، حيث تستثمر شركات كبرى مثل جوجل ومايكروسوفت وأمازون مبالغ ضخمة في تطوير تقنيات مماثلة. وبالتالي، فإن زيادة القدرة الحاسوبية تعتبر ضرورية لإكس إيه آي للحفاظ على قدرتها التنافسية.
تسعى إكس إيه آي حالياً إلى جمع تمويل إضافي بقيمة 20 مليار دولار من خلال مزيج من الديون وحقوق الملكية، وذلك لتمويل مشاريعها الطموحة، بما في ذلك شراء المزيد من معالجات إنفيديا. وقد بدأت الشركة محادثات مع مستثمرين محتملين في وقت سابق من هذا العام، وفقاً لتقارير إخبارية.
لم تصدر إكس إيه آي أي تعليق رسمي على تقرير “ذا إنفورميشن” بشأن الاستحواذ على المبنى الجديد. ومع ذلك، فإن منشور إيلون ماسك على منصة إكس يؤكد صحة هذه المعلومات.
يعتبر الاستثمار في البنية التحتية للحوسبة أمرًا بالغ الأهمية لتطوير نماذج الذكاء الاصطناعي الكبيرة، مثل تلك التي تعمل عليها إكس إيه آي. تتطلب هذه النماذج كميات هائلة من البيانات والطاقة الحاسوبية لتدريبها وتحسينها.
بالإضافة إلى ذلك، فإن موقع ممفيس وساوثافن يوفر ميزة الوصول إلى شبكة كهرباء موثوقة وبتكلفة معقولة، وهو أمر ضروري لتشغيل مراكز البيانات الضخمة. كما أن المنطقة تتمتع ببنية تحتية جيدة للنقل، مما يسهل عملية نقل المعدات والبيانات.
من المتوقع أن تستمر إكس إيه آي في التوسع في بنيتها التحتية لـالذكاء الاصطناعي في الأشهر والسنوات القادمة. وتشير التقديرات إلى أن الشركة قد تستثمر عشرات المليارات من الدولارات الإضافية في بناء مراكز بيانات جديدة وشراء المزيد من معالجات إنفيديا.
يبقى أن نرى كيف ستؤثر هذه الاستثمارات على قدرة إكس إيه آي على تطوير تقنيات الذكاء الاصطناعي الرائدة. ومع ذلك، فإن التوسع الحالي في مراكز البيانات يمثل خطوة مهمة نحو تحقيق هذا الهدف. سيكون من المهم مراقبة تقدم الشركة في جمع التمويل اللازم وإكمال بناء “كولوسوس 2” والمبنى الجديد MACROHARDRR.
تعتبر هذه التطورات جزءًا من اتجاه أوسع في صناعة التكنولوجيا نحو زيادة الاستثمار في الذكاء الاصطناعي. وتشير التوقعات إلى أن سوق الذكاء الاصطناعي سيستمر في النمو بشكل كبير في السنوات القادمة، مما سيخلق فرصًا جديدة للشركات والمستثمرين.



