أعلنت شركة OpenAI عن سلسلة من التحديثات الجديدة على تطبيقها الشهير ChatGPT، تهدف إلى الحد من الاستخدام غير الصحي للروبوت، لا سيما من قبل المستخدمين الذين يعاملونه كمعالج نفسي أو صديق دائم. 

وبدءًا من هذا الأسبوع، سيبدأ التطبيق بتوجيه المستخدمين لأخذ فترات راحة من المحادثات الطويلة، في محاولة واضحة للحد من التعلق المفرط بالمساعد الذكي.

التقليل من تقديم نصائح مباشرة حول التحديات الشخصية

وإضافة إلى ذلك، ستبتعد ChatGPT تدريجيًا عن إعطاء نصائح مباشرة حول التحديات الشخصية، وستركز بدلاً من ذلك على مساعدة المستخدمين في اتخاذ قراراتهم بأنفسهم من خلال طرح الأسئلة أو عرض الإيجابيات والسلبيات. 

وقالت الشركة: “في بعض الحالات النادرة، فشل نموذج GPT-4o في التعرف على علامات الهوس أو الاعتماد العاطفي، ونحن نعمل على تطوير أدوات للكشف عن إشارات الضيق النفسي أو العاطفي والتصرف وفقًا لذلك من خلال تقديم موارد تستند إلى الأدلة العلمية”.

تصحيح مسار ChatGPT بعد سلوكيات مثيرة للجدل

تأتي هذه التحديثات بعد انتقادات واسعة في وقت سابق من هذا العام، عندما قدّم ChatGPT ردودًا مفرطة في الموافقة والمديح، بما في ذلك الثناء على أوهام المستخدمين ومحتويات خطيرة. 

في بعض الحالات، وافق الروبوت على ادعاءات غير منطقية كاعتقاد أحد المستخدمين بأن عائلته ترسل إشارات راديوية من خلال الجدران، وفي حالة أخرى زُعم أنه قدّم تعليمات حول أعمال إرهابية. 

وقد دفعت هذه الحوادث OpenAI إلى مراجعة تقنيات التدريب لتجنب “المداهنة المفرطة”.

تعاون مع مختصين لتطوير الاستجابات للحالات الحساسة

وأكدت الشركة أنها تعمل حاليًا مع أكثر من 90 طبيبًا من حول العالم لتطوير منهجيات تقييم للمحادثات المعقدة. 

كما يتم استشارة خبراء في الصحة النفسية، وتطور المراهقين، وتفاعل الإنسان مع الآلة لتشكيل مجموعة استشارية جديدة، بهدف تحسين آليات الاستجابة وحماية المستخدمين من التعلق أو الأذى النفسي.

تحذيرات بشأن الخصوصية القانونية للمحادثات الحساسة

وفي مقابلة حديثة مع بودكاست “ثيو فون”، أعرب سام ألتمان، الرئيس التنفيذي لشركة OpenAI، عن قلقه من استخدام ChatGPT كبديل عن المعالج النفسي، محذرًا من أن البيانات التي تتم مشاركتها مع الروبوت لا تحظى بالحماية القانونية نفسها التي توفرها قوانين السرية الطبية أو القانونية. 

وقال: “قد يُطلب منا تقديم تلك المحادثات في حال وقوع دعوى قضائية، وهذا أمر مقلق للغاية”.

نجاحات متواصلة رغم التحديثات المقيدة

ورغم هذه التحفظات، لا يزال ChatGPT يشهد نموًا كبيرًا. فقد أعلن رئيس المنتج، نيك تورلي، أن عدد المستخدمين النشطين أسبوعيًا يقترب من 700 مليون مستخدم. 

يأتي ذلك في وقت أطلقت فيه الشركة ميزة “وضع الوكيل” الجديدة، التي تسمح للروبوت بإتمام مهام عبر الإنترنت مثل حجز المواعيد أو تلخيص البريد الإلكتروني.

تغيير مقياس النجاح

واختتمت OpenAI بيانها بالقول إن النجاح بالنسبة لها لا يُقاس بعدد النقرات أو مدة الاستخدام، بل بمدى قدرة المستخدم على إنهاء ما جاء من أجله. وأضافت: “إذا قضيت وقتًا أقل معنا لأنك وجدت ما تحتاجه بسرعة، فهذا يعني أننا أدينا وظيفتنا بالشكل الصحيح”.

شاركها.