أكد زعماء حلف شمال الأطلسي (ناتو) يوم الأربعاء أن “مستقبل أوكرانيا هو في حلف شمال الأطلسي” وأن مسارها “لا رجوع فيه”، كما تعهدوا بتقديم الدعم الطويل الأمد لكييف.

ولم يحدد الزعماء جدولاً زمنياً محدداً لانضمام أوكرانيا إلى التحالف الدفاعي. وبدلاً من ذلك، قالوا إنهم “سيكونون في وضع يسمح لهم بتوجيه دعوة إلى أوكرانيا للانضمام إلى التحالف عندما يوافق الحلفاء، ويتم استيفاء الشروط”.

وقال الزعماء في إعلان قمة واشنطن الذي صدر بعد اجتماع مجلس شمال الأطلسي التابع لحلف شمال الأطلسي يوم الأربعاء: “نحن نرحب بالتقدم الملموس الذي أحرزته أوكرانيا منذ قمة فيلنيوس بشأن الإصلاحات الديمقراطية والاقتصادية والأمنية المطلوبة”.

وجاء في الإعلان “بينما تواصل أوكرانيا هذا العمل الحيوي، فإننا سنواصل دعمها على مسارها الذي لا رجعة فيه نحو التكامل الأوروبي الأطلسي الكامل، بما في ذلك عضوية حلف شمال الأطلسي”.

وأكد الإعلان على دعم الحلف المستمر لكييف، بما في ذلك الإعلانات السابقة بشأن أنظمة الدفاع الجوي الجديدة وإنشاء “وكالة المساعدة الأمنية والتدريب التابعة لحلف شمال الأطلسي لأوكرانيا (NSATU) لتنسيق توفير المعدات العسكرية والتدريب لأوكرانيا من قبل الحلفاء والشركاء”.

يأتي وصف المسار الأوكراني بأنه “لا رجعة فيه” بعد أشهر من المفاوضات الدبلوماسية في الفترة التي سبقت قمة واشنطن، وكان نقطة خلاف بين الحلفاء. وقبل إصدار الإعلان، زعم بعض الدبلوماسيين أنه لا يكفي مجرد وصف المسار بأنه “لا رجعة فيه”، بل يجب أن يكون هناك دعم قوي يدعم هذا الوصف.

وقد رأى كثيرون أن نقل تنسيق التدريب والمعدات تحت رعاية حلف شمال الأطلسي يعد وسيلة لضمان الدعم المستمر لكييف في حالة إعادة انتخاب الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب. وقد أعرب المسؤولون بهدوء عن مخاوفهم بشأن ما قد تعنيه رئاسة ترمب الثانية للتحالف الدفاعي والدعم العسكري لكييف مع استمرار حرب روسيا في أوكرانيا مع عدم وجود أي مؤشرات على انتهاء الحرب عسكريا أو دبلوماسيا.

وقال دبلوماسي أوروبي الأسبوع الماضي إن هناك “شكوكا متزايدة ومفهومة بشأن مستقبل الدعم الغربي” لأوكرانيا.

وجاء في الإعلان أن هدف اتحاد نستوتيا الأمني ​​هو “وضع المساعدات الأمنية لأوكرانيا على أساس دائم، وضمان الدعم المعزز والمتوقع والمتماسك”، مشيرا إلى أنه “بموجب القانون الدولي، لن يجعل حلف شمال الأطلسي طرفا في الصراع”.

وجاء في الإعلان “إن هذا الاتفاق سيدعم تحول قوات الدفاع والأمن الأوكرانية، مما يتيح مزيدا من التكامل مع حلف شمال الأطلسي”.

وأعلن الزعماء أيضا عن “تعهد بتقديم الدعم الطويل الأجل” لأوكرانيا، بهدف “توفير حد أدنى من التمويل الأساسي بقيمة 40 مليار يورو خلال العام المقبل، وتوفير مستويات مستدامة من المساعدة الأمنية لأوكرانيا لتحقيق النصر”.

وأعرب الإعلان أيضا عن “القلق العميق” إزاء “الشراكة الاستراتيجية المتنامية” بين الصين وروسيا “ومحاولاتهما المتبادلة لتعزيز النظام الدولي القائم على القواعد وإعادة تشكيله”.

ووصف الإعلان بكين بأنها “الممكن الحاسم لحرب روسيا ضد أوكرانيا من خلال شراكتها التي لا حدود لها ودعمها واسع النطاق للقاعدة الصناعية الدفاعية الروسية”، كما دعا الصين “بصفتها عضوا دائما في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة مع مسؤولية خاصة لدعم أهداف ومبادئ ميثاق الأمم المتحدة، إلى وقف كل الدعم المادي والسياسي للمجهود الحربي الروسي”.

وأشار البيان إلى أن الصين “لا تستطيع أن تسمح باندلاع أكبر حرب في أوروبا في التاريخ الحديث دون أن يؤثر ذلك سلباً على مصالحها وسمعتها”، وهو ما يعكس القلق العام المتزايد من جانب الولايات المتحدة وحلفائها الأوروبيين بشأن دعم بكين لحرب روسيا في أوكرانيا. كما ذكر البيان أن الصين “تواصل فرض تحديات منهجية على الأمن الأوروبي الأطلسي” من خلال “أنشطة إلكترونية وهجينة خبيثة مستمرة، بما في ذلك التضليل”.

وقد اعترفت واشنطن بمنطقة المحيطين الهندي والهادئ باعتبارها “مهمة لحلف شمال الأطلسي”، لكنها لم تقترح دورا قويا للتحالف في هذه المنطقة.

“ونحن نرحب بالمساهمات المستمرة من شركائنا في منطقة آسيا والمحيط الهادئ في الأمن الأوروبي الأطلسي”، كما جاء في البيان. “ونحن نعمل على تعزيز الحوار لمعالجة التحديات عبر الإقليمية وتعزيز تعاوننا العملي، بما في ذلك من خلال المشاريع الرائدة في مجالات دعم أوكرانيا والدفاع السيبراني ومكافحة التضليل والتكنولوجيا”.

شاركها.