كشف المركز السعودي لزراعة الأعضاء عن تحقيق إنجازات كبيرة في مجال زراعة الأعضاء خلال عام 2023، إذ جرى زراعة أكثر من 2091 عضوًا من متبرعين أحياء ومتوفين فيما بلغ إجمالي عدد المرضى الذين استفادوا من زراعة الأعضاء أكثر من 2037 مريضًا.
وأشار المركز إلى أن عدد الأعضاء المزروعة من متبرعين أحياء تجاوز 1662 عضوًا، بينما جرى زراعة أكثر من 425 عضوًا من متبرعين بعد الوفاة.
وفيما يتعلق بالراغبين بالتبرع بعد الوفاة كشف المركز أن عددهم تجاوز 537797 شخصًا، وقد تم تقسيم الأرقام حسب المناطق إذ تصدرت منطقة الرياض بأكثر من 143658 متبرعًا تليها مكة المكرمة بأكثر من 116762 متبرعًا ثم المنطقة الشرقية بأكثر من 65819 متبرعًا.
وسجلت المدينة المنورة أكثر من 23379 متبرعًا وعسير أكثر من 23361 متبرعًا بينما جاء القصيم بأكثر من 11642 متبرعًا وتبوك بأكثر من 10256 متبرعًا تليها حائل بأكثر من 5491 متبرعًا والحدود الشمالية بأكثر من 4301 متبرعًا جازان بأكثر من 9465 متبرعًا ونجران بأكثر من 1599 متبرعًا الباحة بأكثر من 1785 متبرعًا وأخيرًا منطقة الجوف بأكثر من 5277 متبرعًا.

التبرع بالأعضاء في السعودية

وأوضح مختصون لـ “اليوم ” بمناسبة الأسبوع بالأسبوع العالمي للتبرع بالأعضاء أن المملكة تعد من الدول الرائدة في مجال زراعة الأعضاء في منطقة الشرق الأوسط، وشهد القطاع تطوراً كبيراً في السنوات الأخيرة، مما ساهم في تعزيز ثقافة التبرع بالأعضاء وتنظيم عمليات الزراعة بمهنية وفعالية عالية.

د. شيرين الأنديجاني

وأوضحت الدكتورة شيرين عبدالوهاب الأنديجاني، عالمة المناعة الإكلينيكية ومديرة مختبر التوافق النسيجي والمناعة الوراثية لزراعة الأعضاء بمدينة الملك عبد العزيز الطبية بجدة، أن المملكة العربية السعودية تعد الدولة الرائدة في برامج زراعة الأعضاء في منطقة الشرق الأوسط، وقد شهدت المملكة في السنوات الماضية تطورًا ملحوظًا في تنظيم عملية التبرع بالأعضاء وتوعية المجتمع بأهميتها.
وأضافت أن المركز السعودي لزراعة الأعضاء (SCOT)، الذي كان يُعرف سابقاً بالمركز الوطني للكلى، قد تم تحويله بمبادرة كريمة من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود – حفظه الله – حين كان أميراً لمنطقة الرياض، مما ساهم في تطوير منظومة زراعة الأعضاء على مستوى المملكة.

تبادل زراعة الأعضاء

وأشارت الدكتورة شيرين إلى أن المملكة حققت إنجازًا طبيًا جديدًا بفضل نجاح أول عملية تبادل زراعة الأعضاء ضمن البرنامج الوطني لتبادل المتبرعين، والذي تم فيه تبادل المتبرعين بين مدينة الملك عبدالعزيز الطبية بالرياض التابعة لوزارة الحرس الوطني، ومستشفى الملك فهد التخصصي بالدمام التابع لوزارة الصحة.
وأكدت أن هذا الإنجاز يمثل خطوة نوعية في تعزيز التعاون بين المؤسسات الطبية في المملكة، ويعكس مدى تطور الخدمات الصحية المقدمة.
وتحت إشراف الدكتور ندر بن عبدالمحسن القناوي، المدير العام التنفيذي للشؤون الصحية في وزارة الحرس الوطني، والدكتور محمد الزهراني، المدير التنفيذي للخدمات الطبية بالقطاع الغربي، أكدت الدكتورة شيرين الأنديجاني أنها وفريقها بمدينة الملك عبدالعزيز الطبية بجدة يعملون حاليًا على التخطيط لإنشاء مختبر زراعة الأعضاء في منطقة جدة.
وأوضحت أن هذا المختبر سيُسهم في تحسين جودة الرعاية الصحية المقدمة للمرضى، وتسهيل سير عمل زراعة الأعضاء، مما يُمكّن المرضى من تلقي الرعاية اللازمة بالقرب من مناطق إقامتهم.
وشددت الدكتورة شيرين على أهمية تطوير البنية التحتية الصحية بالمملكة بما يتماشى مع رؤية المملكة 2030، التي تضع الصحة في مقدمة أولوياتها، وتسعى لتقديم أفضل الخدمات الصحية للمواطنين والمقيمين على حدٍ سواء.

وزارة الصحة تولي اهتماما بزراعة الأعضاء داخل المملكة (اليوم)

تعزيز الوعي المجتمعي

وفي سياق متصل، تحدثت الدكتورة أروى العمران، أستاذ مشارك في كلية الصحة العامة بجامعة الإمام عبدالرحمن بن فيصل، عن أهمية التبرع بالأعضاء ودور الدولة في دعم هذا المجال من خلال المستشفيات التخصصية.

235

د. اروى العمران

وأكدت العمران أن التبرع بالأعضاء يعد من الأعمال الإنسانية النبيلة، سواء كان ذلك قبل الوفاة أو بعدها، مشيرة إلى أن هناك اهتماماً متزايداً بتعزيز الوعي المجتمعي حول هذا الموضوع.
واستعرضت الدكتورة العمران نتائج دراسة بحثية شملت 1523 شخصاً تقدموا للتبرع بأعضائهم، خاصة الكلى، إذ أظهرت الدراسة أن 997 من المتبرعين أكملوا عملية التبرع، في حين انسحب الباقون.

متوسط أعمار المتبرعين

وكشفت الدراسة عن بعض العوامل التي تؤثر على استمرارية المتبرعين في التبرع، مثل الجنس، حيث أظهرت النتائج أن الإناث أكثر استمرارية من الذكور بنسبة 70%.
كما أوضحت الدراسة أن متوسط أعمار المتبرعين الذين استمروا في التبرع بلغ 37 عاماً، بينما كان متوسط أعمار المنسحبين 36 عاماً.
وأضافت أن وجود علاقة شخصية بين المتبرع والمريض كانت من أهم العوامل المؤثرة على استمرارية التبرع.
واختتمت الدكتورة العمران بالقول إن هناك حاجة إلى مزيد من الدراسات البحثية والمشاريع التوعوية لتعزيز الوعي المجتمعي حول أهمية التبرع بالأعضاء، ولضمان تحقيق أقصى استفادة ممكنة من هذا العمل الإنساني الذي يسهم في إنقاذ حياة العديد من المرضى.

شاركها.