قال مسؤول أميركي كبير مطلع على المحادثات في القاهرة إن المفاوضين الذين يعملون على التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة وإطلاق سراح الرهائن الإسرائيليين أحرزوا تقدما خلال عطلة نهاية الأسبوع، حيث ناقش الوسطاء “التفاصيل النهائية” لاتفاق محتمل بما في ذلك أسماء السجناء الذين سيتم تبادلهم كجزء من الاتفاق.
ورغم أن مثل هذا التقدم لا يضمن التوصل إلى اتفاق نهائي في أي وقت قريب، فإن المفاوضين في العاصمة المصرية يناقشون الآن “التفاصيل الدقيقة” للصفقة، وفقا للمسؤول.
ويعمل المفاوضون منذ أشهر على تلبية مطالب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وحركة حماس، الجماعة المسلحة التي تحكم غزة.
وأضاف المسؤول أن نقاط الخلاف المتبقية، رغم أهميتها، تعتبر قابلة للتغلب عليها.
وتتمثل إحدى القضايا في الوجود العسكري الإسرائيلي على جانب غزة من الحدود مع مصر، وهي المنطقة المعروفة باسم ممر فيلادلفي. وتعارض حماس رغبة إسرائيل في الاستمرار في تمركز قوات هناك في المرحلة المبكرة من اتفاق وقف إطلاق النار.
وقال المسؤول الأميركي إن الاقتراح الحالي يدعو إلى انسحاب عسكري إسرائيلي من “مناطق ذات كثافة سكانية عالية” في غزة، وأن النقاش الحالي يركز على الأجزاء من ممر فيلادلفيا التي تعتبر ذات كثافة سكانية عالية مقابل الأجزاء غير المأهولة بالسكان، حيث سيحافظ جيش الدفاع الإسرائيلي على وجوده في المرحلة الأولى من الاتفاق.
لكن وفد حماس التفاوضي غادر القاهرة يوم الأحد مؤكدا علناً مطلب الحركة بأن يتضمن أي اتفاق “وقف إطلاق نار دائم، وانسحاب كامل من قطاع غزة، وحرية عودة السكان إلى مناطقهم، والإغاثة وإعادة الإعمار، وصفقات تبادل جادة”.
وقال المسؤول الأميركي إنه على الرغم من التصريحات العلنية التي أدلت بها حماس، فإن “المفاوضين يعتقدون أن حماس قد تكون أكثر مرونة بشأن الوجود الإسرائيلي خلال المرحلة الأولى من الاتفاق”.
وقال المسؤول الأميركي إن الاتفاق المقترح يتضمن “زيادة هائلة في المساعدات الإنسانية”، فضلاً عن الالتزام بإزالة الأنقاض والبدء في إعادة الإعمار، وهو ما يهدف إلى تقديم “إغاثة هائلة لسكان غزة”.
ويتوقع المفاوضون الأميركيون أن يتلقى زعيم حماس يحيى السنوار نسخة من الاقتراح الأخير في الأيام المقبلة، رغم أن التوقيت غير واضح نظرا لصعوبة الاتصالات معه.
وقال مسؤول أميركي ثان إن المحادثات في القاهرة كانت “بناءة وأجريت بروح من جميع الأطراف للتوصل إلى اتفاق نهائي وقابل للتنفيذ”، وأن محادثات مجموعة العمل على المستوى الأدنى ستستمر في الأيام المقبلة “لمعالجة القضايا والتفاصيل المتبقية بشكل أكبر”.
وفي يوم الخميس، اجتمعت الولايات المتحدة ومصر مع إسرائيل لمحاولة تضييق الفجوات المتبقية وتوضيح القضايا في نص اقتراح الجسر، وفقًا لمصدر مطلع على الأمر. واجتمعت الولايات المتحدة ومصر على المستوى الثنائي يوم الجمعة لمناقشة والاستعداد للمحادثات رفيعة المستوى في نهاية الأسبوع الماضي.
وقال المصدر إن قطر ومصر اجتمعتا، السبت، مع ممثلين كبار من حماس، وناقشتا كل فقرة من فقرات الاقتراح بالتفصيل لتحديد أي قضايا أو أسئلة متبقية لتوضيحها.
إن حقيقة أن المحادثات في القاهرة قد جرت يوم الأحد على الرغم من تبادل إطلاق النار المكثف بين إسرائيل وجماعة حزب الله اللبنانية المدعومة من إيران خلال عطلة نهاية الأسبوع قد أعطت بعض الشعور بالارتياح. ويعتقد بعض المسؤولين الأميركيين والإسرائيليين أن الضربة التي شنها حزب الله، والتي تم تحييدها إلى حد كبير من قبل القوات الإسرائيلية، تزيل النفوذ الذي كانت حماس تأمل أن يفرض ضغوطاً على إسرائيل لحملها على تقديم المزيد من التنازلات.
وتتزايد الضغوط لإبرام اتفاق في ظل المجاعة الشديدة ونقص المياه الشديد والنزوح الجماعي والأمراض في غزة، بسبب الحرب التي تشنها إسرائيل على حماس في القطاع. ووفقاً لوزارة الصحة هناك، أسفرت الغارات الإسرائيلية على غزة عن مقتل 40435 فلسطينياً على الأقل وإصابة 93534 آخرين.
شن الجيش الإسرائيلي هجومه الجوي والبري على غزة بعد أن هاجمت حماس جنوب إسرائيل في السابع من أكتوبر/تشرين الأول، مما أسفر عن مقتل نحو 1200 شخص واختطاف أكثر من 250 آخرين، وفقًا للسلطات الإسرائيلية. وهناك 109 رهائن إسرائيليين محتجزين في غزة، من بينهم 36 يُعتقد أنهم لقوا حتفهم، وفقًا لبيانات المكتب الصحفي للحكومة الإسرائيلية.