- يعد مرض السكري من النوع الثاني حالة معقدة، ولا يزال البحث جاريا حول سبب تطور هذه الحالة.
- يهتم الباحثون بفهم كيفية تأثير ميكروبيوم الأمعاء على مرض السكري من النوع 2.
- سلطت دراسة حديثة الضوء على الأدبيات الموجودة حول ميكروبيوم الأمعاء ومرض السكري من النوع 2 واستكشفت كيف يمكن أن يساعد التركيز على ميكروبيوم الأمعاء في إدارة مرض السكري.
يؤثر مرض السكري على أكثر من
ورقة بحثية نشرت في
قال الدكتور بهارات بوثوري، أخصائي أمراض الجهاز الهضمي في نظام صحة ميموريال هيرمان في هيوستن بولاية تكساس، والذي لم يشارك في الدراسة، إن الفهم المتطور لميكروبيوم الأمعاء خارج سياق صحة الجهاز الهضمي يمكن أن يؤدي إلى طرق جديدة للتدخل في مرض السكري من النوع 2.
وأوضح أن “دمج العلاجات المستهدفة للميكروبيوم مع إدارة مرض السكري التقليدية يمكن أن يؤدي إلى رعاية أكثر فعالية وشاملة للمرضى”. الأخبار الطبية اليوم.
وأضاف “يجب أن نلاحظ أن معظم هذه الدراسات كانت مقطعية وليست طولية لأننا لا نملك بيانات تم جمعها على مدى فترة زمنية ممتدة. وسوف نحتاج إلى دراسات أطول وأكثر استشرافًا للحصول على فكرة أفضل عن الفعالية الحقيقية لخيارات العلاج المقترحة. ومع ذلك، فإن هذا يؤدي إلى نهج علاجي واعد وجديد لواحدة من المشاكل الصحية الرائدة في العالم”.
ويشير الباحثون في الدراسة الحالية في المقام الأول إلى أن مرض السكري من النوع الثاني يرتبط بخلل في خلايا بيتا في البنكرياس.
تشير الأبحاث الحديثة إلى وجود مسارات متعددة تشارك في خلل وظائف خلايا بيتا وأن ميكروبيوم الأمعاء يمكن أن يكون جزءًا من هذه العملية. يلاحظ المؤلفون أن هذا الفهم أدى إلى فهم أكثر تعقيدًا لعلم وظائف الأعضاء المرضية لمرض السكري. على سبيل المثال، تشير البيانات السريرية إلى أن ميكروبيوم الأمعاء يؤثر على تطور ارتفاع نسبة السكر في الدم.
يشير مصطلح ميكروبيوم الأمعاء إلى الكائنات الحية الدقيقة الموجودة في الجهاز الهضمي، مثل البكتيريا والفيروسات. ويشارك ميكروبيوم الأمعاء في العديد من العمليات الأيضية الجهازية، ويجري الباحثون المزيد من الدراسات لفهم مشاركته في تطور الأمراض الأيضية.
أصبح لدى البشر الآن عدد أقل وأقل تنوعًا من البكتيريا المعوية
وتشير الدراسة إلى أن العديد من أنواع البكتيريا القديمة قد فقدت على مر السنين، مما أدى إلى مشاكل مثل الأمراض الأيضية. وكان هناك انخفاض في تنوع ميكروبيوم الأمعاء، ويرجع ذلك على الأرجح إلى استخدام الأدوية وأسلوب الحياة الغربي. ويفترض المؤلفون أن هذا الافتقار إلى التنوع في ميكروبيوم الأمعاء مرتبط بزيادة الإصابة بمرض السكري من النوع 2.
وقد أشارت أبحاث سابقة إلى التغيرات التي تطرأ على ميكروبيوم الأمعاء لدى الأشخاص المصابين بداء السكري من النوع الثاني، مثل التغيرات في نسب البكتيريا وانخفاض تنوع الأنواع. ويمكن أن تؤثر استجابات الجسم والأدوية والنظام الغذائي الغربي على ميكروبيوم الأمعاء. وتشير الدراسة أيضًا إلى أن أدوية السكري الفموية يمكن أن تؤثر على ميكروبيوم الأمعاء.
كما ينتج ميكروبيوم الأمعاء بعض منتجات التمثيل الغذائي التي تؤثر على وظائف الجسم الأخرى، مثل استجابة الجهاز المناعي والحاجز المعوي. وتتأثر الأحماض الصفراوية التي تعد منتجًا أيضيًا لميكروبيوم الأمعاء لدى الأشخاص المصابين بداء السكري من النوع 2.
وبالتالي، يؤكد المؤلفون أن الحفاظ على توازن الأمعاء أمر ضروري، حتى لدى الأشخاص الذين يعانون بالفعل من مرض السكري من النوع 2 ومقاومة الأنسولين. ويشيرون إلى العديد من الدراسات التي تربط بين مرض السكري من النوع 2 والتغيرات في ميكروبيوم الأمعاء.
ومع ذلك، لاحظ الباحثون أن العديد من هذه الدراسات استخدمت عينات من البراز، وهو ما لا يظهر تباين الجهاز الهضمي. ثم لاحظوا أن التغيرات في ميكروبيوم الأمعاء تؤدي غالبًا إلى التهاب مزمن، مما يقلل من ميكروبات الأمعاء.
بعد ذلك، لاحظ الباحثون الاختلافات التي تحدث في منتجات التمثيل الغذائي لميكروبات الأمعاء لدى الأفراد المصابين بداء السكري من النوع 2 وأن هذه التغييرات يمكن أن تؤثر على الجسم كله.
وتسلط هذه الدراسات الضوء على دور ميكروبيوم الأمعاء في “الأحد عشر مسارًا خطيرًا”، أو المسارات التي تؤدي في النهاية إلى خلل في خلايا بيتا. وهي تتضمن معلومات من العديد من الدراسات حول كيفية تأثير مستقلبات ميكروبيوم الأمعاء على العديد من الأعضاء في الجسم، مثل البنكرياس والكلى والكبد.
وأخيرًا، لاحظ الباحثون العلاقة بين الأدوية الفموية لعلاج مرض السكري وميكروبيوم الأمعاء. ولاحظوا أن كلًا منهما يؤثر على الآخر.
على سبيل المثال، من المرجح أن تتأثر ميكروبات الأمعاء بالأدوية المضادة لمرض السكري، وتشير الأدلة إلى أن الميتفورمين يمكن أن يحسن ميكروبات الأمعاء. وعلى نحو مماثل، يمكن أن يؤثر ميكروبيوم الأمعاء على فعالية الأدوية المضادة لمرض السكري. وتشير الأدلة المذكورة أيضًا إلى أن ميكروبيوم الأمعاء يمكن أن يفسر بعض الآثار الضارة لاستخدام الميتفورمين.
لاحظ مؤلف الورقة البحثية الدكتور أبراهام إس. مايجنيكمان، الحاصل على درجة الدكتوراه في الطب، والذي يعمل في مركز أمستردام الطبي الجامعي، وطب الأوعية الدموية التجريبي، ومعهد تيجات، ما يلي: الأخبار الطبية اليوم:
“تعمل ميكروبات الأمعاء مثل عضو صماء، حيث تؤثر على العناصر الغذائية التي يتم استقلابها وامتصاصها. يؤثر هذا التفاعل على جوانب مهمة من الإحدى عشر مرضًا، بدءًا من مقاومة الأنسولين في الكبد والعضلات والأنسجة الدهنية إلى نمو ووظيفة البنكرياس نفسه. لذلك، يلعب تكوين ميكروبات الأمعاء دورًا محوريًا في تطور مرض السكري من النوع الثاني وإدارته.”
وبناءً على البيانات التي قدمها مؤلفو البحث، اقترح الباحثون طرقًا لاستهداف ميكروبيوم الأمعاء لتحسين النتائج المرتبطة بمرض السكري. على سبيل المثال، استشهدوا بأدلة تشير إلى أن استخدام البريبايوتكس والبروبيوتكس يمكن أن يفيد الأشخاص المصابين بمرض السكري من النوع 2.
بالإضافة إلى ذلك، لاحظ الباحثون أيضًا أدلة تدعم استخدام عملية زرع الميكروبات البرازية لتحسين نتائج مرض السكري. ومع ذلك، كانت هناك نتائج متباينة بشأن استخدام البريبايوتيك وزرع البراز، وقد تكون هناك حاجة إلى مزيد من البحث للنظر في هذه النتائج واستخدام البروبايوتيك والبريبايوتيك مجتمعين، والتي تسمى السينبيوتيك.
كما أكدوا أن هناك اختلافًا كبيرًا في ميكروبات الأمعاء لدى الأشخاص المصابين بداء السكري من النوع 2، مما يشير إلى الحاجة إلى اتباع نهج فردي.
وأشار مايجنيكمان إلى المجالات السريرية الثلاثة التالية:
“1. خطط العلاج الشخصية:تطوير استراتيجيات علاجية مخصصة بناءً على ملف ميكروبات الأمعاء لدى المريض. وقد يشمل ذلك توصيات غذائية مخصصة، ومكملات بروبيوتيك أو بريبايوتيك محددة، وربما زراعة ميكروبات البراز لاستعادة ميكروبات الأمعاء الصحية.
2. تعديل ميكروبات الأمعاء: دمج تعديل ميكروبات الأمعاء في خطط العلاج الحالية لمرض السكري من النوع 2، مثل تعديل الدواء بناءً على كيفية تفاعله مع ميكروبات المريض لتعزيز الفعالية وتقليل الآثار الجانبية.
3. أدوات التشخيص: “استخدام أدوات التشخيص المتقدمة التي تحلل ميكروبات أمعاء المريض للتنبؤ بتطور المرض والاستجابة للعلاج، وبالتالي تمكين التدخلات الأكثر استهدافًا وفعالية.”
سلطت هذه المراجعة الضوء على بعض البيانات المتاحة عن ميكروبيوم الأمعاء ومرض السكري من النوع 2. ومع ذلك، هناك قيود تؤكد على الحاجة إلى المزيد من البحث.
أولاً، تناولت بعض الدراسات المذكورة العمل على الفئران، وتسلط الضوء على الحاجة إلى إجراء المزيد من الأبحاث على البشر. وعند النظر إلى الأدوية المضادة للسكري وميكروبيوم الأمعاء، استشهد مؤلفو الدراسة بالعديد من الدراسات حول الميتفورمين، لذا يمكن أن تشمل الأبحاث المستقبلية أدوية أخرى للسكري عن طريق الفم وتنظر بشكل أكبر إلى العلاقة المعقدة بين هذه الأدوية وميكروبيوم الأمعاء.
كما أشار الدكتور مجدي أحمد، وهو طبيب معتمد في أمراض الجهاز الهضمي في المكاتب الطبية في مانهاتن، والذي لم يشارك في الدراسة، إلى أنه “يجب إجراء أبحاث طولية مستقبلية لتقديم علاجات أفضل توجيهًا تعتمد على ميكروبات الأمعاء لمعالجة الحالات السريرية المرتبطة ببيوم الأمعاء. يجب تقييم كيفية تعديل بيوم الأمعاء بالأدوية في التجارب البحثية من أجل الوصول إلى فهم أفضل للتوافر البيولوجي للأدوية وفعاليتها في هذا المجال”.
كانت جميع الدراسات والمصادر المذكورة في هذه الورقة مقيدة، وبعضها كان أضعف، وبعضها الآخر لم يدعم ادعاءات المؤلف الإجمالية. على سبيل المثال، لاحظ المؤلفون أن بعض الدراسات لم تقم بإجراء التحكم المناسب في المتغيرات، وهو ما قد يؤثر على النتائج.
بالإضافة إلى ذلك، اعتمدت العديد من الدراسات على أخذ عينات من البراز، لذا قد يكون من المهم النظر في تكوين الجهاز الهضمي بالكامل لدى الأشخاص المصابين بمرض السكري من النوع 2. ويشير مؤلفو الورقة البحثية إلى أن البحث يمكن أن يشمل دراسات أكثر طولية للمساعدة في إثبات العلاقة السببية والبيانات لمعرفة كيفية تطوير علاجات تستهدف ميكروبات الأمعاء. ويمكن للبيانات أيضًا دراسة كيف يمكن أن يؤثر تغيير ميكروبيوم الأمعاء على الوقاية والعلاج على المدى الطويل.
وهكذا، لا يزال هناك مجال لتأكيد الأبحاث السابقة وفحص التنفيذ السريري لبعض هذه الأفكار.
وأشار مايجنيكمان إلى أن المزيد من الأبحاث قد تشمل “تجارب سريرية طويلة الأمد لتقييم فعالية وسلامة العلاجات المستهدفة للميكروبات، مثل FMT، والبروبيوتيك، والبريبايوتيك، في الوقاية من مرض السكري من النوع 2 أو إدارته… والبحوث التي تهدف إلى تحسين أساليب الطب الشخصي القائمة على ملفات تعريف الميكروبات، بما في ذلك تطوير عوامل علاجية جديدة يمكنها تعديل ميكروبات الأمعاء بدقة أكبر”.