حصدت فعالية “مساء الحِجر”، التي انطلقت في عام 2021، جائزة “أفضل فعالية ثقافية وفنية” في حفل جوائز فعاليات الشرق الأوسط مؤخرًا. تُعدّ هذه الفعالية، التي تقام في موقع الحِجر التاريخي في المملكة العربية السعودية، تجربة فريدة تجمع بين الفنون المسرحية وعروض الإضاءة، وتسلط الضوء على تاريخ المنطقة بطريقة مبتكرة. وتأتي هذه الجائزة كاعتراف بأهمية الفعالية في تعزيز السياحة الثقافية والترفيهية.
أقيم حفل توزيع الجوائز في دبي، بحضور عدد من الشخصيات البارزة في مجالات الثقافة والفنون والترفيه في المنطقة. وقد تم اختيار “مساء الحِجر” من بين العديد من الفعاليات المتميزة، وذلك بناءً على معايير الجودة والإبداع والتأثير الثقافي. وتُعدّ هذه الجائزة بمثابة دفعة قوية لمسؤولي الفعالية لمواصلة تقديم تجارب ثقافية متميزة للزوار.
“مساء الحِجر”: جائزة تعزز مكانة الفعالية الثقافية
تُركز فعالية “مساء الحِجر” على تقديم تاريخ الحِجر، وهو موقع أثري هام مدرج على قائمة اليونسكو للتراث العالمي، بطريقة جذابة ومبتكرة. تستخدم الفعالية أحدث التقنيات في مجال الإضاءة والصوت، بالإضافة إلى العروض المسرحية والفنية، لخلق تجربة تفاعلية للزوار. تهدف الفعالية إلى تعريف الجمهور بتاريخ المنطقة وثقافتها الغنية، وتشجيع السياحة الثقافية.
عروض فنية تجمع بين الأصالة والمعاصرة
تتميز عروض “مساء الحِجر” بدمجها بين العناصر التقليدية والمعاصرة. تستوحي العروض قصصها من تاريخ الحِجر وحضارات المنطقة، ولكنها تقدمها بأسلوب فني حديث ومبتكر. يشارك في العروض فنانون ومسرحيون محليون وعالميون، مما يضفي عليها طابعًا عالميًا.
تأثير الفعالية على السياحة الثقافية
ساهمت فعالية “مساء الحِجر” بشكل كبير في جذب السياح إلى منطقة الحِجر. وفقًا لتقارير الهيئة العامة للسياحة والتراث، شهدت المنطقة زيادة ملحوظة في عدد الزوار منذ انطلاق الفعالية. كما ساهمت الفعالية في تعزيز الاقتصاد المحلي من خلال توفير فرص عمل جديدة ودعم المشاريع الصغيرة والمتوسطة.
بالإضافة إلى ذلك، تعمل الفعالية على تعزيز الوعي بأهمية الحفاظ على التراث الثقافي. من خلال تقديم تاريخ الحِجر بطريقة جذابة، تهدف الفعالية إلى تشجيع الزوار على تقدير قيمة هذا الموقع الأثري والعمل على حمايته للأجيال القادمة. وتشمل جهود الحفاظ على التراث أيضًا ترميم المواقع الأثرية وتطوير البنية التحتية السياحية.
ومع ذلك، يواجه القائمون على الفعالية بعض التحديات، مثل محدودية الموارد المالية والبشرية. كما أن الموقع الأثري يتطلب صيانة مستمرة للحفاظ على سلامته. تسعى الهيئة العامة للسياحة والتراث إلى توفير الدعم اللازم للفعالية لمواجهة هذه التحديات وضمان استمراريتها.
تأتي هذه الجائزة في سياق جهود المملكة العربية السعودية المتواصلة لتطوير قطاع السياحة والثقافة. أطلقت المملكة رؤية 2030، التي تهدف إلى تنويع مصادر الدخل وتقليل الاعتماد على النفط. وتعتبر السياحة الثقافية أحد أهم الركائز الأساسية لهذه الرؤية. وتشمل الخطط المستقبلية تطوير المزيد من المواقع الأثرية والثقافية في المملكة، وتنظيم فعاليات ثقافية وفنية عالمية المستوى.
في المقابل، يرى بعض الخبراء أن هناك حاجة إلى زيادة الاستثمار في البنية التحتية السياحية في منطقة الحِجر، مثل الفنادق والمطاعم ووسائل النقل. كما أن هناك حاجة إلى تطوير برامج تدريبية لتأهيل الكوادر البشرية العاملة في قطاع السياحة. وتشير التقارير إلى أن تطوير قطاع السياحة الثقافية يتطلب تعاونًا وثيقًا بين القطاعين العام والخاص.
من المتوقع أن تعلن الهيئة العامة للسياحة والتراث عن خططها المستقبلية لتطوير فعالية “مساء الحِجر” في الأشهر القادمة. وتشمل هذه الخطط إضافة عروض فنية جديدة، وتوسيع نطاق الفعالية لتشمل المزيد من المواقع الأثرية في الحِجر. كما من المتوقع أن يتم إطلاق حملة تسويقية واسعة للترويج للفعالية على المستوى المحلي والدولي. يبقى التحدي الأكبر هو ضمان استدامة الفعالية وتوفير التمويل اللازم لتطويرها على المدى الطويل.






