أفاد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف بأن أوكرانيا نفذت هجوماً واسع النطاق باستخدام طائرات مسيرة على أحد المقرات الرئاسية الروسية، مما دفع موسكو إلى إعادة تقييم موقفها التفاوضي. وتأتي هذه التطورات في ظل استمرار الحرب الروسية الأوكرانية وتصاعد التوترات الإقليمية، مع تداعيات محتملة على جهود السلام الدولية. هذا الهجوم، الذي وصفه لافروف بأنه “إرهاب دولة”، يمثل تصعيداً خطيراً في الصراع.
وبحسب وكالة الأنباء الروسية تاس، فقد استهدفت أوكرانيا المقر الرسمي للرئيس فلاديمير بوتين في مقاطعة نوفغورود بـ 91 طائرة مسيرة. وأكد لافروف أنه لم تقع أي إصابات أو أضرار مادية نتيجة للهجوم، حيث تمكنت الدفاعات الجوية الروسية من إسقاط جميع المسيرات. ومع ذلك، فإن هذا الحادث يثير تساؤلات حول مستقبل المفاوضات بين البلدين.
تداعيات الهجوم على المفاوضات
أكد لافروف أن روسيا لن تتخلى عن المفاوضات، لكنها ستعيد النظر في نهجها التفاوضي. وأشار إلى أن هذا التحول يأتي نتيجة “الانتقال الحاسم لنظام كييف إلى سياسة إرهاب الدولة”. هذا يعني أن روسيا قد ترفع سقف مطالبها أو تغير استراتيجيتها بشكل جذري في أي محادثات مستقبلية. الوضع يتطلب تحليلاً دقيقاً من قبل جميع الأطراف المعنية.
بالتزامن مع ذلك، أعرب الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب عن استيائه من الهجوم، واصفاً إياه بأنه “أمر ليس جيداً”. وجاء تعليقه بعد يوم واحد من لقائه الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في ميامي لمناقشة خطة السلام الأميركية المقترحة. هذا التعبير عن الاستياء قد يشير إلى ضغوط إضافية على الإدارة الأميركية لتقديم دعم أكبر لأوكرانيا أو للضغط على روسيا.
تاريخ من الهجمات
يأتي هذا الهجوم بعد حادثة مماثلة في مايو 2023، حيث تعرض الكرملين في موسكو لهجوم بطائرتين مسيرتين. في ذلك الوقت، كان الرئيس بوتين موجوداً في مقر إقامته في “نوفا أوغاريوفا” ولم يصب بأذى. اعتبرت الرئاسة الروسية ذلك الهجوم أيضاً محاولة لاغتيال بوتين. هذه الأحداث المتكررة تظهر تصاعد المخاطر في الصراع.
خلفية الصراع
بدأ الصراع الروسي الأوكراني في فبراير 2022، مع مطالبة روسيا بتخلي أوكرانيا عن طموحاتها في الانضمام إلى حلف شمال الأطلسي (الناتو) والمنظمات العسكرية الغربية الأخرى. وتعتبر كييف هذه المطالب تدخلاً في شؤونها الداخلية وتقويض لسيادتها. الحرب مستمرة حتى الآن، مع خسائر فادحة من الجانبين وتأثيرات إنسانية واقتصادية واسعة النطاق.
من المتوقع أن ترد روسيا على هذا الهجوم، حيث ذكر لافروف أنه تم بالفعل تحديد الأهداف وتوقيت الرد. في الوقت نفسه، من غير الواضح ما إذا كانت هذه الحادثة ستؤدي إلى تغييرات كبيرة في مسار المفاوضات أو إلى تصعيد إضافي في الصراع. سيكون من المهم مراقبة ردود الفعل الدولية وتطورات الوضع على الأرض في الأيام والأسابيع القادمة. الوضع الأوكراني لا يزال معقداً ويتطلب متابعة دقيقة.






