في تطور خطير للأزمة الأوكرانية الروسية، اتهمت روسيا أوكرانيا بشن هجوم واسع النطاق بطائرات مسيرة على منطقة نوفغورود، شمال غرب البلاد، مستهدفاً حتى مقر إقامة الرئيس بوتين. وذكرت وزارة الدفاع الروسية أنها اعترضت ودمرت 91 طائرة مسيرة، مما أثار مخاوف من تصعيد محتمل في الصراع. هذا الهجوم بـ المسيرات يأتي في وقت حرج، ويزيد من التوترات المتصاعدة بين البلدين.
أكد وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف أن الهجوم تم ليلاً، مشيراً إلى أن أنظمة الدفاع الجوي الروسية نجحت في إحباط جميع الطائرات المسيّرة قبل وصولها إلى أهدافها. وأضاف لافروف أن موسكو لن تتسامح مع هذه “الأعمال الطائشة” وسترد عليها، موضحاً أن القوات المسلحة الروسية قد حددت بالفعل أهدافاً لشن ضربات انتقامية.
اتهامات متبادلة وتصعيد محتمل في حرب المسيرات
في المقابل، نفى الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي أي تورط لبلاده في الهجوم، واصفاً الاتهامات الروسية بأنها محاولة لتبرير هجمات مستقبلية على الأراضي الأوكرانية. وأعرب زيلينسكي عن قلقه من أن تستخدم روسيا هذا الحادث كذريعة لتكثيف قصفها للمدن والبنية التحتية الأوكرانية، بما في ذلك العاصمة كييف.
وتشهد الحرب الروسية الأوكرانية، المستمرة منذ فبراير 2022، تحولاً ملحوظاً في أساليب القتال، حيث أصبحت الطائرات المسيرة عنصراً أساسياً في العمليات العسكرية لكلا الطرفين. وقد استخدمت أوكرانيا بشكل متزايد الطائرات المسيّرة لضرب أهداف داخل روسيا، بهدف تعطيل الإمدادات اللوجستية والضغط على القيادة الروسية.
خلفية الصراع وتطور استخدام الطائرات المسيرة
بدأت الحرب الروسية الأوكرانية بتصعيد تدريجي للتوترات بعد ضم روسيا لشبه جزيرة القرم عام 2014 ودعمها للانفصاليين في منطقة دونباس. وفي فبراير 2022، شنت روسيا عملية عسكرية واسعة النطاق على أوكرانيا، مما أدى إلى تدمير واسع النطاق ونزوح الملايين من الأوكرانيين.
منذ ذلك الحين، شهدت الحرب تطورات تكنولوجية كبيرة، خاصة في مجال الطائرات المسيرة. وقد استخدمت أوكرانيا طائرات مسيرة من أنواع مختلفة، بما في ذلك تلك التي يتم التحكم فيها عن بعد وتلك ذاتية التشغيل، لشن هجمات على أهداف عسكرية ومدنية في روسيا وأوكرانيا. وتشمل هذه الهجمات استهداف محطات الطاقة ومستودعات الأسلحة والبنية التحتية الحيوية الأخرى.
التداعيات الدبلوماسية والعسكرية المحتملة
يحمل هذا الهجوم، سواء كان حقيقياً أم مجرد ادعاء، تداعيات كبيرة على مسار الصراع. على الصعيد العسكري، قد يؤدي إلى رد فعل روسي قوي، يشمل زيادة في القصف الجوي والصاروخي على الأراضي الأوكرانية. كما أن هذا الحادث قد يعزز الضغوط على الرئيس بوتين لتصعيد الحرب وتحقيق أهداف روسيا في أوكرانيا.
أما على الصعيد الدبلوماسي، فإن تصريحات لافروف حول مراجعة الموقف التفاوضي قد تعني تجميد أي جهود دبلوماسية مستقبلية. وهذا سيجعل من الصعب إيجاد حل سياسي للصراع، ويزيد من خطر استمراره لفترة طويلة. بالإضافة إلى ذلك، قد يؤدي هذا التصعيد إلى زيادة العزلة الدولية لروسيا، وتشديد العقوبات الاقتصادية المفروضة عليها.
دولياً، يثير هذا الحادث قلقاً بالغاً في العواصم الغربية، التي تدعم أوكرانيا. وقد يؤدي إلى إعادة تقييم المساعدات العسكرية المقدمة لأوكرانيا، بما في ذلك إمكانية تزويدها بأسلحة بعيدة المدى. ومع ذلك، هناك أيضاً مخاوف من أن استخدام هذه الأسلحة قد يؤدي إلى تصعيد أكبر في الصراع، وربما إلى مواجهة مباشرة بين روسيا وحلف شمال الأطلسي (الناتو). الوضع يتطلب أيضاً مراقبة دقيقة لردود الفعل من دول أخرى، مثل الصين وإيران، التي قد تلعب دوراً في التوسط بين الطرفين أو في تقديم الدعم لأحد الطرفين.
في الوقت الحالي، من غير الواضح كيف سترد روسيا على هذا الهجوم. ومع ذلك، من المتوقع أن تشهد الأيام القادمة تصعيداً في التوترات بين البلدين، وربما إلى عمليات عسكرية جديدة. سيكون من المهم مراقبة التطورات على الأرض، وكذلك الجهود الدبلوماسية المبذولة لتجنب المزيد من التصعيد وإيجاد حل سلمي للصراع. من الضروري أيضاً تقييم مدى دقة المعلومات المتوفرة حول هذا الحادث، وتجنب الوقوع في فخ الدعاية والتضليل.






