أشار الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إلى رغبته في الحصول على ضمانات أمنية من الولايات المتحدة لمدة 30 أو 40 أو حتى 50 عامًا، وذلك في أعقاب لقائه بالرئيس السابق دونالد ترامب في فلوريدا. وذكر زيلينسكي أن ترامب أبدى موافقته على هذه الضمانات، وأنها ستُعرض على الكونجرس الأمريكي للتصويت. يأتي هذا اللقاء في ظل استمرار الحرب الدامية بين أوكرانيا وروسيا، وجهود الإدارة الأمريكية للمساعدة في التوصل إلى حل سلمي. وتعتبر الضمانات الأمنية لأوكرانيا موضوعًا بالغ الأهمية لمستقبل الاستقرار في المنطقة.
الاجتماع بين ترامب وزيلينسكي ومستقبل الضمانات الأمنية لأوكرانيا
عقد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي والرئيس السابق دونالد ترامب اجتماعًا يوم الأحد في فلوريدا، ناقشا خلاله سبل إنهاء الحرب الروسية الأوكرانية والتعاون الأمني المستقبلي. ووفقًا لتصريحات زيلينسكي عبر منصة “إكس”، فقد أكد ترامب على دعمه لتقديم ضمانات أمنية قوية لأوكرانيا، مع إمكانية تمديدها لعقود.
أوضح زيلينسكي أنه طلب من ترامب النظر في إمكانية تمديد فترة الضمانات الأمنية إلى 30 أو 40 أو 50 عامًا، مشيرًا إلى أن الحرب مستمرة منذ أكثر من عقد. وأضاف أن ترامب أبدى استعداده لمناقشة هذا الأمر مع الكونجرس.
تصريحات ترامب حول الضمانات الأمنية
خلال مؤتمر صحفي مشترك مع زيلينسكي، صرح ترامب بأنه قدم ضمانات أمنية لأوكرانيا، وأكد على رغبته في العمل مع أوروبا. وأضاف أن أوروبا ستتحمل جزءًا كبيرًا من المسؤولية في هذا الشأن، بينما ستقدم الولايات المتحدة المساعدة اللازمة.
يذكر أن هذه التصريحات تأتي في وقت تشهد فيه المساعدات الأمريكية لأوكرانيا جدلاً سياسيًا حادًا في الكونجرس. وتواجه حزمة المساعدات الخارجية المقترحة معارضة من بعض النواب الجمهوريين الذين يطالبون بتقديم ضمانات أكثر صرامة بشأن إنفاق الأموال.
ردود الفعل الداخلية في الولايات المتحدة
أثارت هذه الاجتماعات ردود فعل متباينة داخل الولايات المتحدة. فقد انتقدت النائبة الجمهورية مارجوري تايلور غرين لقاءات ترامب مع زيلينسكي ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، متسائلة عما إذا كان ينبغي التركيز على قضايا داخلية أمريكية.
في المقابل، يرى البعض أن هذه الاجتماعات تمثل فرصة لتعزيز العلاقات الدبلوماسية والبحث عن حلول للأزمات الإقليمية. ويركز النقاش الدائر حول المساعدات لأوكرانيا على ضرورة تحقيق التوازن بين دعم أوكرانيا ومراعاة المصالح الوطنية الأمريكية.
تعتبر قضية المساعدات لأوكرانيا من القضايا الشائكة في الكونجرس، حيث يختلف الديمقراطون والجمهوريون حول حجم ونطاق هذه المساعدات. ويرى الديمقراطون أن دعم أوكرانيا ضروري لمواجهة العدوان الروسي والحفاظ على النظام الدولي، بينما يركز بعض الجمهوريين على ضرورة خفض الإنفاق الحكومي والتركيز على القضايا الداخلية.
السياق الإقليمي والدولي
يأتي هذا التطور في ظل استمرار الحرب في أوكرانيا، والتي دخلت عامها الثالث. وتشهد الجبهات القتالية تباطؤًا في وتيرة التقدم، مع تركز القتال في منطقة الشرق.
تعتبر روسيا الحرب في أوكرانيا “عملية عسكرية خاصة” تهدف إلى “حماية” السكان الناطقين بالروسية، بينما تعتبر أوكرانيا والغرب أنها حرب عدوانية غير مبررة.
تتواصل الجهود الدبلوماسية للتوصل إلى حل سلمي، ولكن حتى الآن لم تحقق هذه الجهود أي نتائج ملموسة. وتشمل هذه الجهود مبادرات من قبل الأمم المتحدة وتركيا ودول أخرى.
الخطوات القادمة والتوقعات المستقبلية
الخطوة التالية المتوقعة هي عرض الضمانات الأمنية على الكونجرس الأمريكي للتصويت. ومن غير الواضح حتى الآن ما إذا كان الكونجرس سيوافق على هذه الضمانات، وما هي الشروط التي قد يفرضها.
من المتوقع أن يشهد هذا الموضوع نقاشًا حادًا في الكونجرس، حيث يختلف أعضاءه حول مدى التزام الولايات المتحدة بأوكرانيا.
بالإضافة إلى ذلك، من المهم مراقبة التطورات على الجبهات القتالية في أوكرانيا، والجهود الدبلوماسية الجارية. فإن نجاح هذه الجهود قد يؤدي إلى التوصل إلى حل سلمي، وبالتالي تقليل الحاجة إلى ضمانات أمنية طويلة الأجل.
تظل المفاوضات الروسية الأوكرانية معلقة، مع وجود “قضايا شائكة” كما ذكر الطرفان. ومع ذلك، فإن استمرار الحوار يمثل خطوة إيجابية نحو إيجاد حل. كما أن دور المساعدات العسكرية والدعم الدولي لأوكرانيا سيظل حاسمًا في تحديد مسار الحرب.






