طالبت الحكومة الصومالية بعقد جلسة طارئة لمجلس الأمن الدولي، وذلك بعد إعلان إسرائيل اعترافها بـ”جمهورية أرض الصومال” غير المعترف بها دوليًا. وتعتبر مقديشو هذا الاعتراف الإسرائيلي بمثابة تدخل سافر في شؤونها الداخلية، وخطوة تهدد وحدة أراضيها واستقرار المنطقة. وقد نددت الحكومة الصومالية بشدة بالاعتراف الإسرائيلي، واصفة إياه بأنه باطل وغير قانوني.
وأفادت مصادر دبلوماسية لوكالة الجزيرة أن الجلسة الطارئة قد تعقد يوم الاثنين، في الساعة 15:00 بتوقيت نيويورك. في الوقت نفسه، أكدت البعثة الإسرائيلية لدى الأمم المتحدة أنها ستواصل العمل بمسؤولية وتعزيز التعاون مع الشركاء الإقليميين.
الموقف الصومالي والاعتراضات الدولية على اعتراف إسرائيل
أعرب الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود عن رفضه القاطع لما وصفه بالعمل العدواني وغير القانوني من قبل رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو. وأكد محمود أن هذا الإعلان يتعارض مع القانون الدولي، وأن الصومال وشعبه يشكلان كيانًا واحدًا لا يمكن تقسيمه. وشدد على أن أي تدخل في الشؤون الداخلية للصومال يعتبر انتهاكًا للقواعد الدبلوماسية والقانونية الراسخة.
من جانبه، وصف رئيس الوزراء الصومالي حمزة عبدي بري اعتراف نتنياهو بأرض الصومال بأنه اعتداء صارخ على سيادة الدولة الصومالية ووحدة أراضيها. وأكد بري أن هذا الإجراء لا يحمل أي وزن قانوني، وأن الصومال دولة مستقلة ذات سيادة معترف بها دوليًا.
ولم يقتصر الرفض على الصومال، بل امتد ليشمل 21 دولة عربية وإسلامية، أصدرت بيانًا مشتركًا أكدت فيه رفضها القاطع للاعتراف الإسرائيلي. وحذرت هذه الدول من التداعيات الخطيرة التي قد تنجم عن هذه الخطوة على الأمن في منطقة القرن الأفريقي والبحر الأحمر.
ردود الفعل الدولية الأخرى
كما أعربت العديد من الدول والمنظمات الدولية عن رفضها للخطوة الإسرائيلية، بما في ذلك مصر وتركيا والسعودية وقطر وفلسطين والأردن وجيبوتي واليمن. وأكدت هذه الجهات دعمها الكامل للصومال، ورفضها لأي إجراءات من شأنها الإخلال بوحدته.
وأعلنت وزارة الخارجية الأمريكية أنها تواصل الاعتراف بوحدة أراضي الصومال، بما في ذلك إقليم أرض الصومال. ويأتي هذا التأكيد في سياق الجهود الدولية الرامية إلى الحفاظ على الاستقرار في المنطقة.
أبعاد الخطوة الإسرائيلية وتأثيرها على المنطقة
تثير هذه الخطوة تساؤلات حول الدوافع الإسرائيلية، خاصةً في ظل التوترات الإقليمية المتزايدة. ويعتقد بعض المحللين أن إسرائيل تسعى إلى تعزيز نفوذها في منطقة القرن الأفريقي، والحصول على موطئ قدم استراتيجي بالقرب من البحر الأحمر ومضيق باب المندب.
وحذر رئيس الوزراء الصومالي من أن إسرائيل قد تسعى إلى تأسيس قواعد عسكرية في المنطقة، مما قد يشكل تهديدًا للأمن القومي الصومالي والاستقرار الإقليمي. ويرى مراقبون أن هذه المساعي قد تتصاعد في ظل استمرار الأزمة في اليمن، وتزايد التدخلات الخارجية في المنطقة.
وتشكل قضية أرض الصومال تحديًا معقدًا للحكومة الصومالية، حيث يطالب الإقليم بالاستقلال منذ عام 1991. وعلى الرغم من عدم الاعتراف الدولي بأرض الصومال، إلا أنه يتمتع بدرجة كبيرة من الحكم الذاتي، ويقيم علاقات اقتصادية ودبلوماسية مع بعض الدول.
الوضع الإنساني والسياسي في الصومال
يأتي هذا الاعتراف في وقت يواجه فيه الصومال تحديات سياسية وإنسانية كبيرة، بما في ذلك الصراع مع حركة الشباب، والجفاف المتكرر، والفقر المدقع. ويخشى البعض من أن هذه الخطوة قد تؤدي إلى تفاقم هذه التحديات، وزيادة عدم الاستقرار في المنطقة.
وتعتبر قضية أرض الصومال مرتبطة بشكل وثيق بالوضع الإنساني والسياسي في الصومال، حيث أن أي تغيير في الوضع القانوني للإقليم قد يكون له تداعيات كبيرة على مستقبل البلاد.
من المتوقع أن تستمر المناقشات حول هذه القضية في مجلس الأمن الدولي، وأن يتم الضغط على إسرائيل للتراجع عن اعترافها بأرض الصومال. في الوقت نفسه، من المرجح أن تسعى الحكومة الصومالية إلى تعزيز علاقاتها مع الدول الصديقة، والحصول على دعم دولي لمواجهة التحديات التي تواجهها. وستظل التطورات في الصومال وأرض الصومال محل اهتمام بالغ للمجتمع الدولي، نظرًا لأهمية المنطقة الاستراتيجية وتأثيرها على الأمن الإقليمي.






