قدّم المدعي العام الخاص في كوريا الجنوبية، اليوم الجمعة، طلباً رسمياً للمحكمة بالسجن لمدة 10 سنوات للرئيس السابق يون سوك يول، وذلك على خلفية اتهامات تتعلق بتعطيل سير العدالة. وتأتي هذه المطالبة في خضم سلسلة من الإجراءات القانونية التي تواجه يون، والتي تشمل أيضاً اتهامات بانتهاك حقوق أعضاء مجلس الوزراء ومحاولة فرض الأحكام العرفية. هذه القضية المتعلقة بـتعطيل سير العدالة تثير تساؤلات حول استقلال القضاء في كوريا الجنوبية.

وذكرت وكالة يونهاب للأنباء أن الادعاء يتهم يون بمحاولة إعاقة التحقيقات في أمر الاعتقال الصادر بحقه في يناير الماضي، مشيرةً إلى أنه تحصّن داخل المجمع الرئاسي بهدف عرقلة تنفيذ القبض عليه. هذا الإجراء، بحسب الادعاء، يمثل تدخلاً سافراً في عمل السلطات القضائية ومحاولة للتهرب من المساءلة القانونية.

الاتهامات الموجهة ليون وتعطيل سير العدالة

تتجاوز الاتهامات الموجهة إلى الرئيس السابق مجرد عرقلة التحقيقات، حيث تشمل أيضاً اتهامات بانتهاك حقوق تسعة من أعضاء مجلس الوزراء. يعود ذلك إلى استبعادهم من اجتماع لمراجعة خطة إعلان الأحكام العرفية، وهو ما اعتبره الادعاء تصرفاً غير قانوني.

بالإضافة إلى ذلك، يواجه يون اتهامات بصياغة نسخة معدلة من مرسوم الأحكام العرفية ثم التخلص منها بعد التراجع عن القرار. يعتبر الادعاء هذا الفعل محاولة متعمدة لإخفاء الأدلة والتأثير على مسار التحقيق.

خلفية قضية الأحكام العرفية

تأتي هذه التطورات في سياق قضية أوسع تتعلق بمحاولة الرئيس السابق فرض الأحكام العرفية في ديسمبر من العام الماضي. وقد أثارت هذه المحاولة جدلاً واسعاً في كوريا الجنوبية، حيث اعتبرها الكثيرون محاولة لتقويض الديمقراطية.

ويواجه يون حالياً ثلاث محاكمات أخرى منفصلة، بما في ذلك قضية تتعلق باتهامات بـ”التمرد” نتيجة لمحاولته فرض الأحكام العرفية. تعتبر هذه القضية أكثر خطورة من قضية تعطيل سير العدالة، وقد تؤدي إلى عقوبات أشد في حال إدانته.

التحقيقات في هذه القضايا مستمرة، وتجري في ظل أجواء سياسية مشحونة. وتشير التقديرات إلى أن محاكمة التمرد قد تُختتم مطلع يناير المقبل، على أن يصدر الحكم فيها لاحقاً خلال شهر فبراير.

في المقابل، من المتوقع أن تكون قضية عرقلة سير العدالة أولى القضايا التي يصدر فيها حكم نهائي. وقد أشارت المحكمة إلى احتمال النطق بالقرار في 16 يناير، أي قبل يومين من انتهاء فترة احتجاز يون الحالية.

وكان فريق الدفاع عن يون قد طالب بتأجيل الحكم إلى حين الانتهاء من محاكمة التمرد، بحجة أن القضيتين مرتبطتان. لكن المحكمة رفضت هذا الطلب، مما يشير إلى أنها قد تسعى إلى تسريع الإجراءات في قضية تعطيل سير العدالة.

الوضع القانوني المعقد الذي يواجهه الرئيس السابق يون سوك يول يثير تساؤلات حول مستقبله السياسي ومستقبل الديمقراطية في كوريا الجنوبية. وتشكل هذه القضايا اختباراً حقيقياً لاستقلال القضاء ونزاهة النظام السياسي.

من المتوقع أن تشهد الأيام والأسابيع القادمة تطورات حاسمة في هذه القضايا، حيث من المقرر أن تستأنف المحكمة جلساتها في أقرب وقت ممكن. وسيراقب المراقبون عن كثب مسار هذه المحاكمات، وما إذا كان سيتمكن الرئيس السابق من تبرئة ساحته أو إدانته.

الخطوة التالية الحاسمة هي صدور الحكم في قضية تعطيل سير العدالة في 16 يناير، والذي قد يحدد مسار القضايا الأخرى المرفوعة ضد الرئيس السابق. يبقى أن نرى ما إذا كانت المحكمة ستصدر حكماً بالإدانة، وما إذا كان هذا الحكم سيؤثر على مسار التحقيقات في قضية التمرد.

شاركها.