أظهرت كوريا الشمالية تقدمًا ملحوظًا في تطوير غواصة تعمل بالطاقة النووية، مما يثير مخاوف إقليمية ودولية. نشرت وسائل الإعلام الرسمية في البلاد صورًا للزعيم كيم جونغ أون وابنته، وهي ما يُعتقد أنها الوريثة المحتملة، أثناء تفقدهما ما يبدو أنه هيكل غواصة مكتمل إلى حد كبير. هذا التطور في برنامج الغواصات النووية يمثل خطوة مهمة في سعي بيونغ يانغ لتعزيز قدراتها العسكرية.

تطورات برنامج الغواصات النووية لكوريا الشمالية

أفادت وكالة الأنباء الكورية المركزية (KCNA) أن كيم وابنته زارا حوض السفن لفحص بناء غواصة يُزعم أنها من فئة 8700 طن تعمل بالطاقة النووية. وأشارت بيونغ يانغ إلى أنها تخطط لتسليح هذه الغواصة بأسلحة نووية، مما يزيد من حدة التوترات في شبه الجزيرة الكورية وخارجها. يأتي هذا الإعلان في سياق جهود مستمرة لتحديث وتجهيز البحرية الكورية الشمالية.

التقييمات الفنية للغواصة

يُعد إصدار الصور في عيد الميلاد بمثابة أول تحديث من وسائل الإعلام الكورية الشمالية للغواصة التي تعمل بالطاقة النووية منذ شهر مارس. وذكرت وكالة أسوشيتد برس أن الصور السابقة كانت تظهر في الغالب الأجزاء السفلية من السفينة. لم تذكر وكالة الأنباء الكورية المركزية متى التُقطت الصور المنشورة يوم الخميس.

وفقًا لمون كيون سيك، خبير الغواصات بجامعة هانيانغ في سيول، فإن الصور التي تظهر هيكلًا مكتملًا إلى حد كبير تشير إلى أن العديد من المكونات الأساسية قد تم تركيبها بالفعل، حيث يتم بناء الغواصات عادةً من الداخل إلى الخارج. ومع ذلك، لم يتضح بعد بالضبط مقدار التقدم الذي أحرزته بيونغ يانغ. وأضاف أن الغواصة قد تكون جاهزة للاختبار في البحر في غضون أشهر.

ردود الفعل الدولية وتصعيد التوترات

في الوقت نفسه، انتقد كيم جهود كوريا الجنوبية لتطوير غواصة خاصة بها تعمل بالطاقة النووية، واصفًا إياها بأنها “عمل عدواني”. وزعم أن هذه الجهود تنتهك الأمن الكوري الشمالي والسيادة البحرية، وفقًا لأسوشيتد برس. هذا التصريح يعكس تصاعد التوترات بين الكوريتين.

في أكتوبر، أعلن الرئيس دونالد ترامب خلال جولته في آسيا بهدف جذب الاستثمارات، أن الولايات المتحدة ستشارك التكنولوجيا مع كوريا الجنوبية للسماح لها ببناء غواصة تعمل بالطاقة النووية. وأشار إلى أن السفينة ستبنى في ساحات بناء السفن في فيلادلفيا. هذا الدعم الأمريكي لكوريا الجنوبية يمثل تحولًا في السياسة الإقليمية.

وأكد البيت الأبيض على هذه النقطة من خلال إصدار ورقة حقائق في نوفمبر، والتي أشارت مباشرة إلى جهود واشنطن وسيول “لتعزيز شراكتنا البحرية والنووية”. تأتي هذه الخطوة في ظل مخاوف متزايدة بشأن برنامج الأسلحة النووية لكوريا الشمالية وتأثيره على الاستقرار الإقليمي.

التعاون الروسي المحتمل

تأتي هذه التطورات أيضًا في الوقت الذي حذرت فيه الولايات المتحدة من أن روسيا قد تساعد كوريا الشمالية في برنامجها النووي، مما يشكل تهديدًا مباشرًا لأوروبا وآسيا. وتشير التقارير إلى أن التعاون بين البلدين قد يشمل تبادل التكنولوجيا والمواد اللازمة لتطوير الأسلحة النووية. هذا التعاون يثير قلقًا بالغًا في الأوساط الدولية.

تعتبر هذه التطورات جزءًا من سياق أوسع يشمل اختبارات الصواريخ الباليستية المتكررة التي أجرتها كوريا الشمالية، والتي تهدف إلى إظهار قدراتها العسكرية المتزايدة. كما أنها تأتي في وقت يشهد فيه المجتمع الدولي جهودًا دبلوماسية متجددة لإقناع بيونغ يانغ بالتخلي عن برنامجها النووي.

الخطوة التالية المتوقعة هي إطلاق الغواصة وإجراء اختبارات بحرية شاملة. ومع ذلك، لا يزال هناك الكثير من عدم اليقين بشأن قدرات الغواصة ومدى نجاحها في حمل ونشر الأسلحة النووية. سيكون من الضروري مراقبة التطورات المستقبلية عن كثب لتقييم التهديد الذي تشكله كوريا الشمالية على الأمن الإقليمي والدولي، بالإضافة إلى متابعة ردود الفعل من قبل الدول المعنية، بما في ذلك الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية وروسيا والصين.

شاركها.