حذّر مسؤول إنساني بارز من تدهور حاد في الأوضاع الإنسانية في ولاية جنوب كردفان السودانية، مع استمرار تدفق أعداد كبيرة من النازحين إلى مدينة أبو كرشولا هربًا من القتال. وتواجه المدينة صعوبات متزايدة في توفير الاحتياجات الأساسية للسكان الجدد، في ظل نقص حاد في المساعدات الإنسانية. هذا الوضع يفاقم الأزمة الإنسانية المتصاعدة في السودان.
وقال محمد إسماعيل، مفوض العون الإنساني بمحافظة أبو كرشولا، إن المدينة تستقبل موجات متزايدة من الفارين من القتال الدائر في مناطق مختلفة من الولاية. وأضاف أن المساعدات التي تصل إلى النازحين لا تغطي سوى الحد الأدنى من احتياجاتهم الضرورية، مما يضعهم في وضع معيشي بالغ الصعوبة.
تدهور الأوضاع الإنسانية وارتفاع عدد النازحين
تأتي هذه التحذيرات في وقت تشهد فيه ولاية جنوب كردفان، إلى جانب مناطق أخرى في السودان، تصعيدًا عسكريًا كبيرًا منذ شهور. وقد أدى القتال المستمر إلى نزوح جماعي للسكان، مما أثقل كاهل البنية التحتية المحدودة في المناطق التي تستقبل النازحين. وتشير التقارير إلى أن معظم المنظمات الإنسانية قد غادرت المحافظة، تاركةً منظمتين فقط تعملان بقدرات محدودة.
ويؤدي هذا النقص في الدعم الإنساني إلى تفاقم معاناة آلاف الأسر، وخاصة النساء والأطفال وكبار السن، الذين يفتقرون إلى الغذاء والمياه النظيفة والمأوى والرعاية الصحية. وتشير تقديرات أولية إلى أن عدد النازحين الجدد قد يتجاوز قدرة المدينة على الاستيعاب في الأيام القليلة القادمة.
اشتباكات عنيفة في شمال دارفور
وفي سياق متصل، أعلنت القوة المشتركة للحركات المسلحة في دارفور، التي تدعم الجيش السوداني، عن صدها هجمات شنّتها قوات الدعم السريع على مناطق في شمال ولاية شمال دارفور. وذكرت القوة في بيان لها أنها تصدت لمحاولات الدعم السريع لفرض سيطرتها على مناطق مثل أبو قمرة ومحيطها.
وأضاف البيان أن قوات الدعم السريع استهدفت المدنيين وارتكبت انتهاكات جسيمة، بما في ذلك حرق القرى ونهب الممتلكات. لكن القوات المشتركة، بالتعاون مع الجيش السوداني والمقاومة الشعبية، تمكنت من إفشال الهجمات وإجبار المهاجمين على التراجع، وفقًا لما ورد في البيان.
وتشير هذه الاشتباكات إلى استمرار التوترات العسكرية في مناطق واسعة من السودان، مما يعيق جهود الإغاثة الإنسانية ويؤدي إلى المزيد من النزوح. وتعتبر دارفور وكردفان من بين المناطق الأكثر تضررًا من الصراع الدائر.
وتأتي هذه التطورات في ظل أزمة إنسانية شاملة في السودان، حيث قُتل آلاف الأشخاص ونزح الملايين منذ اندلاع الحرب بين الجيش وقوات الدعم السريع في أبريل 2023. وتواجه الأمم المتحدة والمنظمات الإنسانية صعوبات كبيرة في الوصول إلى المحتاجين وتقديم المساعدة اللازمة بسبب استمرار القتال وتدهور الأوضاع الأمنية.
وتشير التقديرات إلى أن حوالي 13 مليون شخص نزحوا داخل السودان وخارجه بسبب الحرب. وتواجه هذه الأعداد الهائلة من النازحين تحديات كبيرة في الحصول على الغذاء والمأوى والرعاية الصحية، مما يزيد من خطر تفاقم الأزمة الإنسانية.
وتعتبر الأزمة في السودان من بين أسوأ الأزمات الإنسانية في العالم، حيث يحتاج الملايين من الأشخاص إلى المساعدة العاجلة. وتدعو الأمم المتحدة والمجتمع الدولي إلى وقف فوري للقتال وتوفير الحماية للمدنيين والسماح بوصول المساعدات الإنسانية إلى جميع المحتاجين.
من المتوقع أن يستمر الوضع الإنساني في التدهور في جنوب كردفان ودارفور في الأيام والأسابيع القادمة، ما لم يتم تحقيق وقف إطلاق نار شامل وتوفير دعم إنساني كاف. ويجب على جميع الأطراف المتحاربة الالتزام بالقانون الإنساني الدولي وحماية المدنيين. وستراقب المنظمات الإنسانية عن كثب التطورات على الأرض وتقييم الاحتياجات المتزايدة للسكان المتضررين.






