تشهد الولايات المتحدة الأمريكية فوضى عارمة في حركة الطيران بسبب عاصفة شتوية قوية، مما أدى إلى إلغاء وتأجيل الآلاف من الرحلات الجوية، خاصةً يوم الجمعة. وتأتي هذه الاضطرابات في ذروة موسم السفر والعطلات، مما تسبب في تعقيدات لوجستية كبيرة للمسافرين. وتعتبر اضطرابات الطيران هذه من بين الأسوأ التي تشهدها البلاد منذ سنوات، وتؤثر على ملايين الركاب.
وبحسب بيانات موقع “فلايت أوير” المتخصص في تتبع حركة الطيران، فقد تم إلغاء ما لا يقل عن 1139 رحلة جوية، بالإضافة إلى تأجيل 3808 رحلات أخرى حتى منتصف نهار الجمعة بالتوقيت الشرقي للولايات المتحدة. وتشمل التأثيرات الرئيسية مطارات رئيسية في جميع أنحاء البلاد، مع توقعات بزيادة هذه الأرقام مع استمرار العاصفة.
أسباب وتداعيات اضطرابات الطيران بسبب العاصفة الشتوية
تتسبب العواصف الشتوية في ظروف جوية خطيرة تجعل عمليات الطيران غير آمنة. تتشكل هذه العواصف عادةً نتيجة اندماج كتل هوائية باردة قادمة من القطب الشمالي مع كتل هوائية دافئة ورطبة من الجنوب، مما يؤدي إلى تساقط كثيف للثلوج، وانخفاض حاد في درجات الحرارة، وهبوب رياح قوية، وتكون طبقات من الجليد. هذه الظروف تقلل بشكل كبير من الرؤية وتجعل مدارج المطارات زلقة.
تحذيرات الأرصاد الجوية
أصدرت هيئة الأرصاد الجوية الوطنية تحذيرات بشأن عواصف شتوية شديدة، محذرة من أن الظروف الجوية الخطرة ستستمر حتى صباح يوم السبت. وتشمل المناطق المتأثرة منطقة البحيرات العظمى وشمال وسط المحيط الأطلسي وجنوب نيو إنجلاند. وتشير التوقعات إلى تراكمات كبيرة للثلوج وانخفاضات حادة في درجات الحرارة.
تأثيرات على المسافرين
يأتي هذا التوقف في حركة الطيران في وقت حرج، حيث يسافر ملايين الأمريكيين لقضاء العطلات مع عائلاتهم. نتيجة لذلك، تقطعت السبل بآلاف الركاب في المطارات، وتكدست الحقائب، وتعطلت خطط العطلات التي طال انتظارها. بالإضافة إلى ذلك، تواجه شركات الطيران صعوبات في إعادة جدولة الرحلات وتوفير أماكن إقامة للمسافرين المتضررين.
تتجاوز تأثيرات هذه الأزمة حدود الولايات المتحدة، حيث تتأثر الرحلات الجوية الدولية التي تتضمن محطات توقف في المطارات الأمريكية. هذا يؤدي إلى ارتباك للمسافرين في جميع أنحاء العالم ويسبب تأخيرات وإلغاءات في المطارات الدولية. كما أن سفر الطيران يتأثر بشكل كبير.
الخسائر الاقتصادية المحتملة
تتوقع شركات الطيران تكبد خسائر مالية كبيرة نتيجة لإلغاء الرحلات وتكاليف إعادة الحجز وتقديم المساعدة للمسافرين العالقين. بالإضافة إلى ذلك، قد يؤدي تباطؤ حركة الطيران إلى تعطيل سلاسل الإمداد والتجارة، مما يؤثر على الاقتصاد بشكل عام. وتشير التقديرات الأولية إلى أن الخسائر قد تصل إلى ملايين الدولارات.
بالإضافة إلى ذلك، يؤدي الإغلاق أو التباطؤ في المطارات الرئيسية مثل شيكاغو ونيويورك وبوسطن إلى تأثير مضاعف على الشبكة الجوية الوطنية بأكملها. هذا يعني أن التأخيرات والإلغاءات لا تقتصر على الرحلات المتجهة إلى أو القادمة من هذه المطارات، بل تمتد لتشمل الرحلات الأخرى التي تعتمد عليها في عمليات النقل. وتشكل حركة الطيران تحديًا كبيرًا.
الاستعدادات والتحديات
تبذل المطارات وشركات الطيران جهودًا كبيرة للتعامل مع هذه الأزمة، بما في ذلك إزالة الثلوج من مدارج الطائرات، وتوفير معدات إضافية، وإعادة جدولة الرحلات. ومع ذلك، فإن التحديات كبيرة، حيث أن الظروف الجوية القاسية تجعل من الصعب تنفيذ هذه الإجراءات بفعالية. كما أن هناك نقصًا في الموظفين في بعض المطارات، مما يزيد من صعوبة الوضع.
تعتبر العواصف الشتوية جزءًا طبيعيًا من المناخ في الولايات المتحدة، ولكن التغيرات المناخية قد تؤدي إلى زيادة تواتر وشدة هذه العواصف. وهذا يعني أن قطاع الطيران قد يواجه المزيد من الاضطرابات في المستقبل. لذلك، من الضروري الاستثمار في البنية التحتية وتحسين الاستعدادات للتعامل مع هذه التحديات. وتعتبر الطقس السيئ من أكبر التحديات التي تواجه شركات الطيران.
من المتوقع أن تستمر العاصفة في التسبب في اضطرابات في حركة الطيران حتى صباح يوم السبت. وستراقب شركات الطيران ووكالات إدارة الطيران الفيدرالية الوضع عن كثب لاتخاذ القرارات المناسبة بشأن إعادة جدولة الرحلات أو إلغائها. يُنصح المسافرون بالتحقق من حالة رحلاتهم مع شركات الطيران الخاصة بهم قبل التوجه إلى المطار، والاستعداد للتأخيرات أو الإلغاءات المحتملة. كما يجب عليهم متابعة آخر التحديثات من هيئة الأرصاد الجوية الوطنية.






