أعلنت شركة “بالم بيتش ساندال” (Palm Beach Sandal)، المتخصصة في صناعة الصنادل اليدوية الفاخرة، عن تقديمها طلبًا للإفلاس بموجب الفصل الحادي عشر من قانون الإفلاس الأمريكي هذا الأسبوع. يأتي هذا الإعلان في ظل تراجع أداء العديد من شركات الأحذية في الولايات المتحدة، مما يثير تساؤلات حول مستقبل قطاع الأزياء الفاخرة. وتعتبر هذه الخطوة بمثابة إعادة هيكلة للعمليات بهدف الاستمرار في السوق.
الإفلاس وتحديات صناعة الأحذية الفاخرة: نظرة على حالة بالم بيتش ساندال
تم تقديم طلب الإفلاس في محكمة فدرالية في بالم بيتش بولاية فلوريدا، وذلك بموجب البند الفرعي الخامس من الفصل الحادي عشر، والذي يسمح للشركات الصغيرة والمتوسطة الاستفادة من إجراءات إعادة الهيكلة. وتهدف هذه الإجراءات إلى مساعدة الشركات التي تواجه صعوبات مالية ولكن لديها القدرة على الاستمرار في العمل. وتشير الوثائق المقدمة إلى وجود أصول تقدر بنحو 50 ألف دولار، والتزامات تتراوح بين مليون وعشرة ملايين دولار.
تاريخ العلامة التجارية وأسباب الأزمة
اشتهرت “بالم بيتش ساندال” بتصميماتها المستوحاة من السيدة الأولى السابقة جاكلين كينيدي، حيث يعود تاريخ الصندل الأصلي للعلامة التجارية إلى عام 1964. تتميز الصنادل بأنها مصنوعة يدويًا بالكامل من أجود أنواع الجلود، بأسعار تتراوح بين 158 و 198 دولارًا للزوج الواحد للنساء، و 95 دولارًا للفتيات. بالإضافة إلى ذلك، تقدم الشركة خدمة التخصيص بإضافة الأحرف الأولى أو الرسوم الاستوائية.
ومع ذلك، تواجه الشركة صعوبات مالية متزايدة، على غرار العديد من الشركات الأخرى في قطاع الأحذية. تشمل هذه الصعوبات ارتفاع تكاليف الإنتاج، وتغير أذواق المستهلكين، وزيادة المنافسة من العلامات التجارية الأخرى. كما أن التباطؤ الاقتصادي العام أثر سلبًا على الإنفاق الاستهلاكي على السلع الكمالية مثل الأحذية الفاخرة.
أمثلة أخرى على صعوبات في قطاع الأحذية
لم تكن “بالم بيتش ساندال” الشركة الوحيدة التي تواجه صعوبات في قطاع الأحذية هذا العام. فقد أعلنت شركة “سول بلاي” (Soleplay)، وهي بائعة أحذية رياضية، عن إغلاق أربعة من متاجرها. كما قدمت شركة “اميجا شوز” (Amiga Shoes)، وهي بائعة أحذية للأطفال، طلبًا للإفلاس بموجب الفصل السابع، والذي يتضمن تصفية الأصول.
على الصعيد الدولي، أعلنت العلامة التجارية السويدية للأحذية “إيتيس” (Eytys)، المعروفة بتصاميمها الجريئة، عن إفلاسها في بداية عام 2025 في محكمة مقاطعة ستوكهولم. بالإضافة إلى ذلك، أغلقت شركة “فريبيرد” (Freebird)، المتخصصة في الأحذية المصنوعة يدويًا، 14 موقعًا للبيع بالتجزئة هذا العام بعد فشلها في سداد ديون مستحقة.
الوضع المالي لشركة بالم بيتش ساندال
وفقًا لطلب الإفلاس، تمتلك الشركة أكثر من 2000 زوج من الصنادل في المخزون. ويستطيع العملاء زيارة مصنع وورشة العمل في بالم بيتش من الاثنين إلى الخميس. كما تدير الشركة متاجر ضيوف في مناطق مختلفة من بالم بيتش. وتشير الوثائق إلى وجود ما بين 1 و 49 دائنًا غير مضمونين، وأن العديد من المطالبات الدائنة “متنازع عليها”.
تعتبر هذه المطالبات المتنازع عليها مؤشرًا على وجود خلافات حول المبالغ المستحقة، مما قد يعقد عملية إعادة الهيكلة. وتشير التقديرات إلى أن الشركة قد تكون قادرة على توزيع بعض الأموال على الدائنين غير المضمونين، ولكن المبلغ قد يكون محدودًا.
ماذا يعني هذا الإفلاس لمستقبل العلامة التجارية؟
يعكس إفلاس “بالم بيتش ساندال” التحديات التي تواجهها العلامات التجارية الفاخرة في ظل الظروف الاقتصادية الحالية. وتشير هذه الخطوة إلى أن الشركة بحاجة إلى إعادة هيكلة عملياتها وربما تغيير استراتيجيتها التجارية من أجل البقاء في السوق.
الخطوة التالية المتوقعة هي أن تقوم الشركة بتقديم خطة إعادة هيكلة إلى المحكمة، والتي ستحدد كيفية سداد الديون وتعديل العمليات. من غير الواضح حتى الآن ما إذا كانت الشركة ستتمكن من الحصول على موافقة المحكمة على خطتها، أو ما إذا كانت ستضطر إلى بيع أصولها أو تصفية أعمالها. يجب مراقبة تطورات القضية عن كثب لمعرفة مستقبل هذه العلامة التجارية المميزة.






