أطلقت أمانة محافظة جدة اليوم النسخة الشتوية من مبادرة “جدة تمشي”، وهي مبادرة تهدف إلى تشجيع المشي وتعزيز النشاط البدني في المدينة. تأتي هذه الخطوة ضمن جهود الأمانة المستمرة لتحسين جودة الحياة لسكان وزوار جدة، وتوفير بيئات صحية وآمنة لممارسة الرياضة. المبادرة تغطي العديد من المماشي الرئيسية والثانوية في مختلف أحياء جدة، وتستهدف جميع الفئات العمرية.

بدأت فعاليات المبادرة في عدد من المواقع المحددة في جدة، وذلك في أول أيام فصل الشتاء. تتضمن المبادرة تحسينات في البنية التحتية للمماشي، مثل تركيب مقاعد للراحة، وأعمال الإضاءة لضمان السلامة في المساء، بالإضافة إلى توفير مسارات مخصصة للمشاة. تهدف أمانة جدة إلى جعل المدينة أكثر ملاءمة للمشاة، وتقليل الاعتماد على السيارات.

أهمية مبادرة “جدة تمشي” في تعزيز الصحة العامة

تعتبر المبادرة خطوة مهمة نحو تحقيق أهداف رؤية المملكة 2030، التي تولي اهتماماً كبيراً بتحسين الصحة العامة وزيادة نسبة ممارسة الرياضة بين أفراد المجتمع. وفقًا لتقارير وزارة الصحة، فإن قلة النشاط البدني تعتبر من العوامل الرئيسية المساهمة في انتشار الأمراض المزمنة مثل السكري وأمراض القلب والسمنة. لذلك، فإن تشجيع المشي كنشاط رياضي بسيط ومتاح للجميع يمكن أن يساعد في الوقاية من هذه الأمراض.

تأثير المشي على الصحة النفسية

بالإضافة إلى الفوائد الجسدية، للمشي تأثير إيجابي على الصحة النفسية. تشير الدراسات إلى أن ممارسة المشي بانتظام يمكن أن تقلل من مستويات التوتر والقلق والاكتئاب، وتحسن المزاج العام. كما أن المشي في الأماكن العامة يوفر فرصة للتواصل الاجتماعي والتفاعل مع الآخرين، مما يعزز الشعور بالانتماء والسعادة.

تحسين البنية التحتية للمشاة

لا تقتصر مبادرة “جدة تمشي” على تشجيع المشي فحسب، بل تشمل أيضًا تحسين البنية التحتية للمشاة في المدينة. وتشمل هذه التحسينات إنشاء ممرات مشاة جديدة، وتوسيع الممرات القائمة، وتوفير إضاءة كافية، وتركيب مقاعد للراحة، وزراعة الأشجار والنباتات لتوفير الظل. تهدف هذه التحسينات إلى جعل المشي أكثر أمانًا وراحة ومتعة.

تأتي هذه المبادرة في سياق اهتمام متزايد عالميًا بتخطيط المدن الصديقة للبيئة والمشاة. العديد من المدن حول العالم تتبنى استراتيجيات مماثلة لتقليل الاعتماد على السيارات وتشجيع وسائل النقل المستدامة مثل المشي وركوب الدراجات. وتعتبر جدة من المدن الرائدة في المملكة العربية السعودية في تبني هذه الاستراتيجيات.

وقد أطلقت أمانة جدة في وقت سابق العديد من المبادرات الأخرى التي تهدف إلى تحسين جودة الحياة في المدينة، مثل مبادرة “حدائقنا” التي تهدف إلى تطوير وتجميل الحدائق العامة، ومبادرة “نظافة جدة” التي تهدف إلى الحفاظ على نظافة المدينة. تتكامل هذه المبادرات مع مبادرة “جدة تمشي” لتقديم تجربة متكاملة لسكان وزوار جدة.

بالتوازي مع مبادرة “جدة تمشي”، تعمل الجهات المختصة على تطوير شبكة الدراجات الهوائية في المدينة، وذلك لتوفير خيارات متنوعة للتنقل المستدام. وتشمل هذه الخطة إنشاء مسارات مخصصة للدراجات، وتوفير محطات لتأجير الدراجات، وتشجيع استخدام الدراجات كوسيلة نقل رئيسية.

من المتوقع أن تساهم مبادرة “جدة تمشي” في زيادة عدد المشاة في المدينة، وتحسين مستوى اللياقة البدنية لسكانها، وتقليل الازدحام المروري، وتحسين جودة الهواء. بالإضافة إلى ذلك، يمكن أن تساهم المبادرة في تعزيز السياحة في جدة، حيث يمكن للسياح الاستمتاع بالمشي في المماشي الجميلة واستكشاف معالم المدينة.

تعتبر مشاركة المجتمع أمرًا أساسيًا لنجاح مبادرة “جدة تمشي”. تشجع أمانة جدة السكان على المشاركة في فعاليات المبادرة، وتقديم مقترحات لتحسينها، والإبلاغ عن أي مشاكل أو ملاحظات. كما أن الأمانة تعمل على توعية السكان بأهمية المشي وفوائده الصحية والبيئية.

في الوقت الحالي، تركز أمانة جدة على تقييم المرحلة الأولى من مبادرة “جدة تمشي” وجمع البيانات حول عدد المستخدمين، ومستوى رضاهم، والتحديات التي تواجههم. ستساعد هذه البيانات الأمانة في تحسين المبادرة وتوسيع نطاقها في المستقبل. من المقرر أن يتم الإعلان عن نتائج التقييم في الربع الأول من العام القادم، بالإضافة إلى خطط التوسع المحتملة.

من الأمور التي يجب مراقبتها في المستقبل، مدى استمرار المبادرة وتطورها، وكيفية دمجها مع المبادرات الأخرى التي تهدف إلى تحسين جودة الحياة في جدة. كما يجب مراقبة تأثير المبادرة على الصحة العامة والبيئة والاقتصاد في المدينة. بالإضافة إلى ذلك، من المهم تقييم مدى فعالية المبادرة في الوصول إلى جميع الفئات العمرية والاجتماعية في جدة.

شاركها.