بواسطة ميب ماكهون و أليس كارنيفالي

مع اقتراب نهاية عام 2025، شهد العالم تطورات كبيرة، أبرزها العلاقة المتوترة بين الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة. يحلل هذا المقال الوضع الحالي للعلاقات بين الجانبين، مع التركيز على التحديات التي واجهت الشراكة عبر الأطلسي خلال العام المنصرم، والتوقعات المحتملة لعام 2026، مع إلقاء الضوء على تأثير هذه التطورات على العلاقات الأمريكية الأوروبية.

بدأ العام 2025 بتولي دونالد ترامب فترة ولايته الثانية كرئيس للولايات المتحدة، مما أحدث تغييرات كبيرة في السياسة العالمية. وشمل ذلك تخفيضات تدريجية في تمويل الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية (USAID) وتصعيدًا في الحرب التجارية مع الصين. لم يكن الاتحاد الأوروبي بمنأى عن هذه التوترات الاقتصادية.

ما الذي حدث في عام 2025؟

في بداية عام 2025، أثار عودة ترامب إلى الرئاسة الأمريكية مخاوف في بروكسل بشأن مستقبل التعاون الاقتصادي والسياسي. ركزت إدارة ترامب على سياسة “أمريكا أولاً”، مما أدى إلى مراجعة العديد من الاتفاقيات التجارية والتحالفات الدولية.

سعى الاتحاد الأوروبي إلى منع تفاقم الشراكة عبر الأطلسي، ففي صيف عام 2025، توصل إلى اتفاق مع واشنطن، وصفه الكثيرون بأنه اتفاق غير متكافئ. يهدف الاتفاق إلى تخفيف بعض الرسوم الجمركية وتجنب المزيد من التصعيد في التوترات التجارية، ولكنه تضمن أيضًا تنازلات من الجانب الأوروبي.

التنازلات الأوروبية والضغط الأمريكي

وفقًا لستيفان غروبه، الخبير في الشؤون الأمريكية ومراسل يورونيوز في بروكسل، “لم يكن لدى الاتحاد الأوروبي الكثير من الخيارات” في مواجهة الضغط الأمريكي. وأشار إلى أن الاتحاد الأوروبي حاول التفاوض مع العلم أن هذه كانت مجرد بداية فترة ولاية ترامب الثانية.

ومع ذلك، يرى غروبه أن بعض الانتقادات التي وجهها ترامب والإجراءات التي اتخذها في القطاع الاقتصادي كانت في محلها. “لقد أشار ترامب إلى قضايا صحيحة، مثل سلوك الصين في الأسواق العالمية وغيرها من الدول، وكان علينا أن نفعل شيئًا حيال ذلك.”

تطورات العلاقات الأمريكية الأوروبية

تصاعدت العلاقات الأمريكية الأوروبية بشكل أكبر في بداية شهر ديسمبر، في أعقاب مقابلة الرئيس ترامب مع وسائل الإعلام “بوليتيكو” ونشر استراتيجية الأمن القومي لإدارة ترامب. كشفت الاستراتيجية عن رؤية أكثر تشاؤمًا للعالم وتأكيدًا على المصالح الوطنية الأمريكية.

أثارت تصريحات ترامب في المقابلة انتقادات واسعة النطاق في أوروبا، حيث وصف الاتحاد الأوروبي بأنه “عدو” في بعض الجوانب. وقد أدت هذه التصريحات إلى زيادة الشكوك حول التزام الولايات المتحدة بالشراكة عبر الأطلسي.

ردود الفعل الأوروبية وتأملات المستقبل

قال غروبه: “يكرهنا ترامب، لا توجد طريقة أخرى لوصف ذلك، فهو يحتقرنا”. لكنه أضاف أن هذا قد يكون فرصة لأوروبا “لتقرر ما الذي يجب عليها فعله بعد ذلك”.

بدأ قادة الاتحاد الأوروبي في مناقشة سبل تعزيز الاستقلالية الأوروبية في مجالات مثل الدفاع والطاقة والتكنولوجيا. كما زادت الدعوات إلى تنويع الشراكات التجارية والسياسية للاتحاد الأوروبي، وتقليل الاعتماد على الولايات المتحدة. السياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي أصبحت أكثر أهمية في ظل هذه الظروف.

بالإضافة إلى ذلك، هناك نقاش متزايد حول الحاجة إلى إصلاح منظمة حلف شمال الأطلسي (الناتو) لضمان قدرتها على مواجهة التحديات الأمنية المتغيرة. يطالب البعض بزيادة مساهمة أوروبا في ميزانية الناتو وتعزيز التعاون العسكري بين الدول الأعضاء.

نظرة إلى عام 2026

من المتوقع أن يستمر التوتر في العلاقات الأمريكية الأوروبية في عام 2026، خاصة مع اقتراب الانتخابات النصفية الأمريكية. قد يسعى الرئيس ترامب إلى استغلال هذه التوترات لتعزيز شعبيته وزيادة فرص حزبه في الفوز بمقاعد في الكونجرس.

في المقابل، من المرجح أن يركز الاتحاد الأوروبي على تعزيز وحدته الداخلية وتطوير سياساته الخاصة. سيكون من المهم مراقبة التطورات في مجالات مثل الدفاع والطاقة والتكنولوجيا، حيث قد يتخذ الاتحاد الأوروبي خطوات لزيادة استقلاليته عن الولايات المتحدة. التجارة الدولية ستكون أيضًا نقطة مراقبة رئيسية.

من غير الواضح حتى الآن ما إذا كانت العلاقات الأمريكية الأوروبية ستتحسن في المستقبل القريب. سيعتمد ذلك على مجموعة متنوعة من العوامل، بما في ذلك نتائج الانتخابات الأمريكية، والتطورات في السياسة العالمية، وقدرة الجانبين على إيجاد أرضية مشتركة. من المتوقع صدور تقرير مفصل من المفوضية الأوروبية في يونيو 2026 حول الوضع الراهن للعلاقات مع الولايات المتحدة، مع توصيات حول الخطوات المستقبلية.

شاركها.