شهدت أسواق الأسهم الأمريكية ارتفاعًا طفيفًا يوم الأربعاء، مدفوعةً بتوقعات إيجابية حول الاقتصاد الأمريكي وتأثير العوامل الموسمية الصاعدة. وارتفع مؤشر S&P 500 بنسبة 0.32٪، بينما صعد مؤشر داو جونز الصناعي بنسبة 0.60٪، وزاد مؤشر ناسداك 100 بنسبة 0.27٪. يأتي هذا التطور قبل عطلة عيد الميلاد، حيث من المقرر إغلاق الأسواق مبكرًا يوم الخميس. هذا الارتفاع الطفيف يعزز زخم سوق الأسهم الذي شهده المستثمرون في الآونة الأخيرة.
تطورات أسواق الأسهم الأمريكية
أنهى مؤشر S&P 500 جلسة التداول يوم الأربعاء على ارتفاع طفيف، مسجلاً بذلك مستوى قياسيًا جديدًا. يأتي هذا الأداء مدعومًا بالثقة المتزايدة في الاقتصاد الأمريكي، خاصةً بعد الإعلان عن نمو الناتج المحلي الإجمالي الحقيقي للربع الثالث بنسبة 4.3٪ على أساس سنوي، وهو ما تجاوز التوقعات بشكل كبير. ومع ذلك، فقد كانت بعض التقارير الاقتصادية الأخرى أقل إيجابية.
انخفض مؤشر ثقة المستهلك الصادر عن مجلس المؤتمرات في ديسمبر بنسبة 3.8 نقطة إلى 89.1، وهو ما يشير إلى بعض التباطؤ في الإنفاق الاستهلاكي. بالإضافة إلى ذلك، ساهم انخفاض عائد سندات الخزانة لأجل 10 سنوات بمقدار 2.9 نقطة أساس في دعم أداء الأسهم.
أداء قطاعات معينة
أظهرت أسهم التكنولوجيا أداءً متبايناً. ارتفع سهم Apple بنسبة 0.5٪، بينما انخفض سهم Nvidia بنسبة 0.5٪. في المقابل، شهد سهم Intel انخفاضًا بنسبة 0.8٪ بعد تقارير تفيد بأن Nvidia أوقفت اختبارًا لعملية تصنيع 18A من Intel، مما يشير إلى بعض المخاوف بشأن التكنولوجيا.
وشهدت أسهم شركات الرقائق أداءً متبايناً أيضًا، حيث ارتفع سهم Micron Technology بأكثر من 3٪، بينما انخفض سهم Marvel Technology و ON Semiconductor بأكثر من 1٪. كما شهدت أسهم الشركات المرتبطة بالعملات المشفرة أداءً متبايناً، مع انخفاض Bitcoin بنسبة 0.3٪ تقريبًا.
ارتفع سهم Nike بنسبة 4.6٪ بعد أن أعلن تيم كوك، الرئيس التنفيذي لشركة Apple، عن شراء أسهم بقيمة 2.95 مليون دولار في Nike. في المقابل، انخفض سهم AST SpaceMobile بنسبة 9٪ على الرغم من إطلاق الشركة لأكبر أقمارها الصناعية حتى الآن، كجزء من جهودها لبناء شبكة إنترنت تعتمد على الأقمار الصناعية.
تأثير البنوك المركزية والأسواق العالمية
أصدر البنك المركزي الصيني بيانًا حذرًا يوم الأربعاء بعد اجتماعه الربع سنوي للسياسة النقدية. وأشار البنك إلى تركيزه على الاستقرار طويل الأجل، وأوضح أنه لن يلجأ إلى خفض أسعار الفائدة بشكل مفاجئ لمعالجة المشاكل مثل ضعف سوق العقارات والطلب المحلي، والحرب التجارية مع الولايات المتحدة. هذا الموقف يعكس حرص الصين على الحفاظ على استقرار الاقتصاد الصيني.
تشير البيانات التاريخية إلى أن العوامل الموسمية تدعم أداء الأسهم في نهاية شهر ديسمبر. فمنذ عام 1928، ارتفع مؤشر S&P 500 في آخر أسبوعين من ديسمبر بنسبة 75٪، بمتوسط ارتفاع قدره 1.3٪. هذا النمط الموسمي قد يكون له تأثير إيجابي على الاستثمار في الأسهم.
في الوقت الحالي، تقدر الأسواق احتمالية خفض أسعار الفائدة من قبل مجلس الاحتياطي الفيدرالي بمقدار 25 نقطة أساس في اجتماعه المقبل في الفترة من 27 إلى 28 يناير بنسبة 16٪. أما بالنسبة للبنك المركزي الأوروبي، فتُظهر المشتقات احتمالية قدرها 3٪ لرفع أسعار الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس في اجتماعه للسياسة النقدية في 5 فبراير.
أغلق الأسواق الأوروبية والآسيوية بنتائج متباينة. انخفض مؤشر Euro Stoxx 50 بنسبة 0.05٪، بينما ارتفع مؤشر Shanghai Composite الصيني بنسبة 0.53٪، مسجلاً مكاسب يومية متتالية للمرة السادسة. في المقابل، انخفض مؤشر Nikkei Stock 225 الياباني بنسبة 0.14٪.
أسعار الفائدة والسندات
ارتفعت سندات الخزانة الأمريكية لأجل 10 سنوات بمقدار 7 نقاط يوم الأربعاء، بينما انخفض عائدها بمقدار 2.9 نقطة أساس إلى 3.134٪. كما ساهم انخفاض توقعات التضخم لمدة 10 سنوات بمقدار 0.4 نقطة أساس إلى 2.236٪ في دعم أسعار السندات. في المقابل، ضغطت عمليات بيع سندات الخزانة التي أعلن عنها الخزانة الأمريكية بقيمة 44 مليار دولار على أسعار السندات.
لم تشهد عوائد السندات الحكومية الأوروبية تغييرات كبيرة. وظل عائد السندات الألمانية لأجل 10 سنوات ثابتًا عند 2.862٪، بينما انخفض عائد السندات البريطانية لأجل 10 سنوات بمقدار 0.2 نقطة أساس إلى 4.507٪.
مع اقتراب نهاية العام، من المتوقع أن يستمر التركيز على البيانات الاقتصادية الواردة من الولايات المتحدة والصين، بالإضافة إلى أي إشارات جديدة من البنوك المركزية حول مسار أسعار الفائدة. كما يجب مراقبة تطورات الأسواق المالية العالمية عن كثب، حيث يمكن أن تؤثر الأحداث الجيوسياسية على معنويات المستثمرين. ستكون التقارير الاقتصادية القادمة في يناير حاسمة في تحديد اتجاه الأسواق في الأشهر المقبلة.






