استقبل الأمير سعود بن طلال بن بدر، محافظ الأحساء، الدكتورة مها بنت عبدالله السنان، وكيل وزارة الثقافة للأبحاث والتراث الثقافي، وفريق عمل مشروع حصر وتوثيق وأرشفة التراث الثقافي غير المادي في محافظة الأحساء، في مكتبه اليوم. يهدف هذا المشروع، الذي أطلقته وزارة الثقافة، إلى الحفاظ على الموروث الثقافي الفريد للمنطقة وتعزيزه. وتأتي هذه الخطوة في إطار جهود المملكة العربية السعودية المتواصلة لتعزيز الهوية الوطنية.
اللقاء الذي جرى اليوم في مقر محافظة الأحساء، ناقش مراحل تقدم المشروع، والتحديات التي تواجه فريق العمل، والخطط المستقبلية لضمان إنجاز المشروع بنجاح. أكدت الدكتورة السنان على أهمية التعاون بين وزارة الثقافة وإمارة الأحساء لتحقيق أهداف المشروع. كما تم استعراض التقارير الأولية المتعلقة بالحصر الميداني للعناصر التراثية.
أهمية مشروع توثيق التراث الثقافي غير المادي في الأحساء
تعتبر محافظة الأحساء من أغنى المناطق في المملكة العربية السعودية بالتراث الثقافي غير المادي، والذي يشمل العادات والتقاليد والفنون الشعبية والمعارف التقليدية. هذا التراث يمثل جزءًا أساسيًا من الهوية الثقافية للمنطقة، ويحمل في طياته ذاكرة أجيال متعاقبة. لذلك، فإن توثيق هذا التراث وحمايته يعتبر أمرًا بالغ الأهمية.
أهداف المشروع
يهدف المشروع إلى تحقيق عدة أهداف رئيسية، وفقًا لتصريحات وزارة الثقافة. أولاً، حصر جميع عناصر التراث الثقافي غير المادي الموجودة في محافظة الأحساء. ثانياً، توثيق هذه العناصر من خلال جمع المعلومات والصور والفيديوهات. ثالثاً، أرشفة هذه المعلومات بشكل رقمي لضمان حفظها للأجيال القادمة. رابعاً، إتاحة الوصول إلى هذه المعلومات للباحثين والمهتمين.
نطاق المشروع
يشمل المشروع نطاقًا واسعًا من العناصر التراثية، بما في ذلك الحرف اليدوية التقليدية، مثل صناعة السدو والفخار. بالإضافة إلى ذلك، يشمل المشروع الفنون الشعبية، مثل العرضة والسامري. كما يشمل المشروع المعارف التقليدية، مثل الطب الشعبي والزراعة التقليدية. ويشمل أيضاً القصص والروايات الشفهية التي تنتقل من جيل إلى جيل.
أكدت وزارة الثقافة على أن المشروع يتماشى مع رؤية المملكة 2030، التي تهدف إلى تعزيز التنمية الثقافية والاقتصادية. وتعتبر السياحة الثقافية من أهم مصادر الدخل القومي، ويمكن لمشروع توثيق التراث الثقافي غير المادي أن يلعب دورًا هامًا في جذب السياح إلى محافظة الأحساء.
يستفيد المشروع من خبرات فريق متخصص من الباحثين والموثقين، بالإضافة إلى التعاون مع الجهات الحكومية المحلية والمجتمع المدني. وتعتمد منهجية العمل على إجراء مسح ميداني شامل للمحافظة، وإجراء مقابلات مع كبار السن والحرفيين والفنانين. كما يتم استخدام أحدث التقنيات في مجال التوثيق والأرشفة الرقمية.
بالإضافة إلى توثيق العناصر التراثية، يهدف المشروع إلى دعم الحرفيين والفنانين المحليين، وتشجيعهم على الاستمرار في ممارسة حرفهم وفنونهم. وتخطط وزارة الثقافة لإطلاق برامج تدريبية وورش عمل لتعليم الأجيال الشابة هذه الحرف والفنون. كما سيتم توفير الدعم المالي والتسويقي للحرفيين والفنانين.
تعتبر محافظة الأحساء وجهة سياحية مهمة، بفضل تاريخها العريق وتراثها الثقافي الغني. وتضم المحافظة العديد من المواقع الأثرية والتاريخية، مثل قصر إبراهيم التاريخي، وجبل قارة، والواحات الخضراء. بالإضافة إلى ذلك، تشتهر الأحساء بإنتاج التمور عالية الجودة.
في سياق متصل، تشهد المملكة العربية السعودية اهتمامًا متزايدًا بالحفاظ على التراث الثقافي بشكل عام، سواء المادي أو غير المادي. وقد أطلقت وزارة الثقافة العديد من المبادرات والمشاريع في هذا المجال، بما في ذلك ترميم المواقع الأثرية والتاريخية، ودعم المتاحف والمعارض، وتشجيع الفنون والثقافة.
من المتوقع أن يستغرق مشروع حصر وتوثيق وأرشفة التراث الثقافي غير المادي في الأحساء عدة سنوات لإكماله. وتعتمد المدة الزمنية للمشروع على حجم التراث الموجود في المحافظة، ومدى التعاون من قبل الجهات المعنية. ومع ذلك، فإن وزارة الثقافة ملتزمة بإنجاز المشروع في أقرب وقت ممكن.
الخطوة التالية المتوقعة هي إعداد تقرير شامل بنتائج الحصر الميداني، وتقديمه إلى وزارة الثقافة لإقراره. بعد ذلك، سيتم البدء في مرحلة التوثيق والأرشفة الرقمية. وسيتم الإعلان عن تفاصيل المشروع بشكل دوري من خلال وسائل الإعلام المختلفة. من المهم متابعة تطورات المشروع، وتقييم مدى نجاحه في تحقيق أهدافه.






