مختص: مؤتمر «أبشر» يمثل عمق القدرات البشرية السعودية

أكد الدكتور عبد الرحمن المطرف، أستاذ تقنية المعلومات بجامعة الملك سعود، أن مؤتمر “أبشر” السنوي يعكس التطور الكبير في الكفاءات والخبرات السعودية في مجال التقنية والخدمات الرقمية. ويُعد المؤتمر، الذي اختتم فعالياته مؤخرًا في الرياض، منصة هامة لاستعراض أحدث الابتكارات في قطاع التحول الرقمي، وتبادل المعرفة بين الخبراء والمختصين. يهدف المؤتمر إلى تسريع وتيرة التحول الرقمي في المملكة وتحسين جودة الحياة للمواطنين والمقيمين.

عُقد المؤتمر في مركز الملك عبد العزيز الدولي للمؤتمرات بالرياض خلال الفترة من 7 إلى 9 مايو 2024، بمشاركة واسعة من القطاعين العام والخاص، بالإضافة إلى عدد من المؤسسات الأكاديمية والبحثية. ركز الحدث على استعراض التقنيات الناشئة، مثل الذكاء الاصطناعي وإنترنت الأشياء، وكيف يمكن تطبيقها لتحسين الخدمات الحكومية وتعزيز النمو الاقتصادي. وشهد المؤتمر إطلاق العديد من المبادرات الجديدة التي تدعم رؤية المملكة 2030.

أهمية مؤتمر أبشر في دعم التحول الرقمي

يرى الدكتور المطرف أن مؤتمر “أبشر” ليس مجرد حدث تقني، بل هو تجسيد لقدرات الكفاءات البشرية السعودية في تصميم وتنفيذ مشاريع التحول الرقمي الطموحة. ويشير إلى أن المؤتمر يمثل نقطة تحول في طريقة تقديم الخدمات الحكومية، حيث يتم التركيز بشكل متزايد على الحلول الرقمية التي تسهل على المواطنين إنجاز معاملاتهم. هذا التوجه يتماشى مع أهداف رؤية المملكة 2030 التي تهدف إلى بناء اقتصاد رقمي قوي.

التركيز على الكفاءات الوطنية

أحد أبرز جوانب المؤتمر هو التركيز على تطوير الكفاءات الوطنية في مجال التقنية. وقد شهد المؤتمر تنظيم العديد من ورش العمل والبرامج التدريبية التي تهدف إلى تزويد الكوادر السعودية بالمهارات اللازمة لمواكبة التطورات المتسارعة في هذا المجال. كما تم الإعلان عن مبادرات جديدة لدعم ريادة الأعمال في قطاع التقنية.

الذكاء الاصطناعي والخدمات الحكومية

شكل الذكاء الاصطناعي محورًا رئيسيًا في مناقشات المؤتمر، حيث تم استعراض العديد من التطبيقات المبتكرة التي يمكن استخدامها لتحسين كفاءة وفعالية الخدمات الحكومية. على سبيل المثال، يمكن استخدام الذكاء الاصطناعي لتحليل البيانات وتحديد الاحتياجات الفردية للمواطنين، مما يسمح بتقديم خدمات مخصصة تلبي تلك الاحتياجات بشكل أفضل. كما يمكن استخدامه لأتمتة العمليات الروتينية، مما يوفر الوقت والجهد على الموظفين الحكوميين.

بالإضافة إلى ذلك، سلط المؤتمر الضوء على أهمية الأمن السيبراني في حماية البنية التحتية الرقمية للمملكة. وبحسب تصريحات وزارة الاتصالات وتقنية المعلومات، فإن المملكة تولي أهمية قصوى لتعزيز الأمن السيبراني وتطوير القدرات الوطنية في هذا المجال. ويأتي ذلك في ظل تزايد التهديدات السيبرانية التي تستهدف الحكومات والشركات في جميع أنحاء العالم.

لم يقتصر المؤتمر على الجوانب التقنية فحسب، بل تناول أيضًا الجوانب الاجتماعية والاقتصادية للتحول الرقمي. فقد تم التأكيد على أهمية ضمان وصول جميع فئات المجتمع إلى الخدمات الرقمية، بغض النظر عن مستواهم التعليمي أو الجغرافي. كما تم مناقشة التحديات التي تواجه الشركات الصغيرة والمتوسطة في تبني التقنيات الرقمية، وكيف يمكن دعمها للتغلب على هذه التحديات.

وشهد المؤتمر إقبالاً كبيرًا من الزوار، الذين عبروا عن إعجابهم بالتنظيم والفعاليات المصاحبة. وقد أشادوا بالفرصة التي أتيحت لهم للتعرف على أحدث التقنيات والابتكارات في مجال التحول الرقمي، والتواصل مع الخبراء والمختصين. كما أعربوا عن تفاؤلهم بمستقبل الخدمات الحكومية الرقمية في المملكة.

تعتبر مبادرة “أبشر” من أبرز مبادرات التحول الرقمي في المملكة العربية السعودية، حيث تهدف إلى توفير خدمات حكومية شاملة عبر الإنترنت. وقد حققت المبادرة نجاحًا كبيرًا في تسهيل حياة المواطنين والمقيمين، وتقليل الإجراءات الروتينية. ويأتي مؤتمر “أبشر” كجزء من جهود المملكة المستمرة لتطوير هذه المبادرة وتحسين جودتها.

في سياق متصل، تشير التقارير إلى أن المملكة تخطط لزيادة الاستثمار في قطاع التقنية خلال السنوات القادمة. ويهدف ذلك إلى تحويل المملكة إلى مركز إقليمي للابتكار والتقنية، وجذب الاستثمارات الأجنبية المباشرة. وتعتبر مبادرة “أبشر” ركيزة أساسية في هذه الخطة الطموحة. كما أن تطوير البنية التحتية الرقمية، بما في ذلك شبكات الجيل الخامس، يعتبر من الأولويات الرئيسية.

من المتوقع أن تعلن وزارة الاتصالات وتقنية المعلومات عن تفاصيل خطة الاستثمار في قطاع التقنية خلال الأشهر القليلة القادمة. كما يتوقع أن يتم إطلاق المزيد من المبادرات الجديدة التي تدعم التحول الرقمي في المملكة. ويجب متابعة التطورات في هذا المجال، وتقييم تأثيرها على الاقتصاد والمجتمع. بالإضافة إلى ذلك، من المهم مراقبة التحديات التي قد تواجه المملكة في تحقيق أهدافها في مجال التحول الرقمي، مثل نقص الكفاءات المتخصصة والتهديدات السيبرانية.