قدّم الدكتور سعيد السعيد ورشة عمل قيّمة في معرض جدة للكتاب 2025، تناولت موضوع “القيمة العالمية لآثار الجزيرة العربية: قراءة في التراث الإنساني المشترك”. ركّزت الورشة على أهمية آثار الجزيرة العربية كجزء لا يتجزأ من الذاكرة التاريخية العالمية، وأهمية الحفاظ عليها وتعزيز الوعي بها. الورشة، التي نظمتها هيئة الأدب والنشر والترجمة ضمن برنامجها الثقافي، تهدف إلى إبراز هذا البعد الثقافي والتاريخي للمنطقة.

عُقدت ورشة العمل في مركز الملك عبد العزيز الدولي للمؤتمرات في جدة، وذلك بالتزامن مع فعاليات معرض جدة للكتاب الذي انطلق في [تاريخ البدء] وينتهي في [تاريخ الانتهاء]. حضر الورشة جمع غفير من المهتمين بالتاريخ والتراث، بالإضافة إلى باحثين وأكاديميين وطلاب جامعيين. تهدف هيئة الأدب والنشر والترجمة من خلال هذه الفعاليات إلى إثراء المشهد الثقافي وتعزيز مكانة المملكة كمركز للإبداع والمعرفة.

أهمية آثار الجزيرة العربية في السياق العالمي

تعتبر الجزيرة العربية مهدًا للحضارات القديمة، حيث شهدت قيام دول وممالك عظيمة تركت بصمات واضحة في التاريخ. تشمل هذه الحضارات الدلمونية، والثمودية، واللحيان، والنبطية، وغيرها، والتي ازدهرت في فترات مختلفة وتركت وراءها إرثًا معماريًا وفنيًا وثقافيًا غنيًا. تُظهر هذه الآثار تنوعًا فريدًا في الأساليب المعمارية والفنون والحرف اليدوية، مما يعكس التبادل الثقافي والتجاري الذي كان قائمًا في المنطقة.

مواقع أثرية بارزة

تضم الجزيرة العربية العديد من المواقع الأثرية الهامة التي تجذب السياح والباحثين من جميع أنحاء العالم. من بين هذه المواقع مدائن صالح، وهي مدينة نبطية قديمة تعتبر من أهم المواقع الأثرية في المملكة العربية السعودية، وموقع الديرة في محافظة العلا، الذي يعود إلى العصر الحجري.

بالإضافة إلى ذلك، هناك مواقع أثرية أخرى مثل فيد، وهي مدينة أثرية قديمة في منطقة حائل، وموقع شقرة في منطقة عسير، الذي يشتهر برسوماته الصخرية القديمة. تُعد هذه المواقع شواهد حية على تاريخ المنطقة وثقافتها، وتستحق كل الاهتمام والحماية.

وفقًا لتقارير وزارة الثقافة، فإن المملكة العربية السعودية تولي اهتمامًا كبيرًا بالحفاظ على التراث الثقافي وتطويره، وذلك من خلال تنفيذ العديد من المشاريع والمبادرات التي تهدف إلى ترميم المواقع الأثرية وإبرازها للجمهور. يشمل ذلك أيضًا دعم البحوث والدراسات الأثرية، وتدريب الكوادر الوطنية المتخصصة في هذا المجال.

ورشة الدكتور سعيد السعيد ومساهمتها

ركزت ورشة الدكتور سعيد السعيد على ضرورة فهم العمق التاريخي لآثار الجزيرة العربية، وتسليط الضوء على أهميتها في تشكيل الهوية الثقافية للمنطقة. أشار الدكتور السعيد إلى أن هذه الآثار ليست مجرد بقايا من الماضي، بل هي جزء حي من الحاضر، ويمكن أن تلعب دورًا هامًا في بناء مستقبل أفضل.

شدد الدكتور السعيد على أهمية التعاون الدولي في مجال حماية الآثار، وتبادل الخبرات والمعرفة بين الباحثين والأكاديميين من مختلف البلدان. كما دعا إلى ضرورة إشراك المجتمعات المحلية في جهود الحفاظ على التراث، وتعزيز الوعي بأهميته لدى الأجيال الشابة.

أكدت هيئة الأدب والنشر والترجمة على أن تنظيم هذه الورشة يأتي في إطار جهودها المستمرة لدعم الأنشطة الثقافية وتعزيز الحوار بين الثقافات المختلفة. وترى الهيئة أن المعرفة بالتراث هي أساس بناء مجتمع واعٍ ومثقف، وقادر على مواجهة تحديات العصر.

في سياق متصل، تشهد المملكة العربية السعودية تطورات كبيرة في قطاع السياحة الثقافية، حيث يتم العمل على تطوير المواقع الأثرية وتحويلها إلى وجهات سياحية جاذبة. يهدف هذا التطور إلى تنويع مصادر الدخل الوطني، وتعزيز مكانة المملكة كوجهة سياحية عالمية.

ومع ذلك، لا تزال هناك تحديات تواجه جهود الحفاظ على الآثار في الجزيرة العربية، مثل التدهور الطبيعي للمواقع، والتهديدات الأمنية، والعبث والتخريب. يتطلب التغلب على هذه التحديات تضافر الجهود بين جميع الجهات المعنية، وتوفير الموارد المالية والبشرية اللازمة.

بالإضافة إلى ذلك، هناك حاجة إلى تطوير التشريعات والقوانين المتعلقة بحماية الآثار، وتطبيقها بصرامة على المخالفين. كما يجب العمل على مكافحة الاتجار غير المشروع بالآثار، وضمان استعادة القطع الأثرية المسروقة أو المهربة.

من المتوقع أن تعلن هيئة الأدب والنشر والترجمة عن المزيد من الفعاليات والبرامج الثقافية خلال الفترة القادمة، بهدف إثراء المشهد الثقافي وتعزيز الوعي بأهمية التراث. كما يُنتظر أن يتم الإعلان عن نتائج الدراسات والبحوث الأثرية التي يتم تنفيذها في مختلف مناطق المملكة. يبقى مستقبل الحفاظ على آثار الجزيرة العربية رهنًا بالاستمرار في هذه الجهود وتطويرها، مع مراعاة التحديات والفرص المتاحة.

شاركها.