طالب تسعة مشرعين أمريكيين بإدراج شركات صينية إضافية في قائمة الكيانات التي يُزعم أنها تدعم الجيش الصيني، مما يزيد من الضغط على بكين في مجال التكنولوجيا. وتأتي هذه المطالبة في ظل تزايد المخاوف بشأن نقل التكنولوجيا الحساسة إلى الصين واستخدامها لأغراض عسكرية، وتحديداً فيما يتعلق بالذكاء الاصطناعي وشاشات العرض والروبوتات. هذه الخطوة قد تؤثر بشكل كبير على الشركات الصينية المعنية وقدرتها على المنافسة في الأسواق العالمية.
الرسالة، التي وجهت إلى وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن، دعت إلى إضافة شركات مثل “ديب سيك” (DeepSec) المتخصصة في الذكاء الاصطناعي، و”شاومي” (Xiaomi) لصناعة الهواتف المحمولة، و”بي أو إي” (BOE) وهي شركة رائدة في تصنيع الشاشات، إلى القائمة السوداء. تأتي هذه التطورات في وقت تشهد فيه العلاقات الأمريكية الصينية توترات متزايدة في مجالات التجارة والتكنولوجيا والأمن القومي.
توسيع قائمة الشركات الصينية المثيرة للجدل
ليست هذه هي المرة الأولى التي تثير فيها الشركات الصينية مخاوف الولايات المتحدة. فالقائمة الحالية تضم بالفعل شركات كبرى مثل “تينسينت” (Tencent)، مطورة لعبة “بوبجي” الشهيرة، و”كاتل” (CATL)، وهي شركة رائدة في تصنيع بطاريات السيارات الكهربائية. تعتبر هذه الشركات جزءًا من قطاع تكنولوجي صيني ضخم يشهد نموًا سريعًا ويطمح إلى التفوق العالمي.
وفقًا للتقارير، فإن إدراج الشركات في هذه القائمة لا يعني بالضرورة فرض عقوبات مباشرة، ولكنه يرسل إشارة قوية إلى الشركات الأخرى والحكومات حول المخاطر المحتملة المرتبطة بالتعامل مع هذه الكيانات. قد يؤدي ذلك إلى تقليل الاستثمار الأجنبي في هذه الشركات وصعوبة الحصول على عقود حكومية.
اتهامات موجهة لـ “ديب سيك”
في يونيو الماضي، كشف تقرير لرويترز أن شركة “ديب سيك” قد تكون قد ساعدت الجيش الصيني في تجاوز العقوبات الأمريكية من خلال استخدام شركات وهمية في جنوب شرق آسيا للوصول إلى التكنولوجيا المتقدمة. تُتهم الشركة أيضًا بمشاركة بيانات عملائها الأمريكيين مع الحكومة الصينية، وهو ما يثير مخاوف جدية بشأن الأمن السيبراني وحماية الخصوصية.
تعتبر هذه الاتهامات خطيرة، حيث أن “ديب سيك” تعمل في مجال الذكاء الاصطناعي، وهو مجال يعتبر حيويًا للأمن القومي والقدرات العسكرية. إذا ثبتت صحة هذه الادعاءات، فقد تواجه الشركة عقوبات أشد وتدابير رقابية أكثر صرامة.
“بي أو إي” وشاشات “آبل”
تعد شركة “بي أو إي” (BOE) من أكبر موردي شاشات الهواتف المحمولة في العالم، بما في ذلك شاشات هواتف “آبل” (Apple) التي يستخدمها العديد من المسؤولين الحكوميين الأمريكيين. هذا الارتباط المباشر مع الحكومة الأمريكية يجعل الشركة هدفًا محتملًا للتدقيق والقيود.
بالإضافة إلى ذلك، فإن “بي أو إي” تتعامل بشكل مباشر مع وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون)، مما يزيد من أهمية ضمان عدم استخدام تقنياتها لأغراض تتعارض مع المصالح الأمنية الأمريكية. تعتبر شاشات العرض مكونًا أساسيًا في العديد من الأنظمة العسكرية والتكنولوجية المتقدمة.
صعود “يونيتري” في مجال الروبوتات
تضمنت قائمة الشركات المقترحة أيضًا “يونيتري” (Unitree)، وهي شركة صينية رائدة في مجال تصنيع الروبوتات القابلة للتعلم. أصبحت روبوتات “يونيتري” من بين أبرز الروبوتات البشرية في العالم، مما يثير مخاوف بشأن إمكانية استخدامها في تطبيقات عسكرية أو استخباراتية.
يشهد قطاع الروبوتات نموًا سريعًا، وتعتبر الصين من بين الدول الرائدة في هذا المجال. ومع ذلك، فإن التطورات التكنولوجية في هذا القطاع تثير أيضًا تساؤلات حول الأخلاقيات والمسؤولية والاستخدام المحتمل للروبوتات في الأنشطة الضارة.
الشركات الصينية و التوترات التجارية مع الولايات المتحدة تتصاعد باستمرار، مما يؤدي إلى زيادة التدقيق في الشركات الصينية التي تعمل في قطاعات التكنولوجيا الحساسة. تعتبر هذه الإجراءات جزءًا من استراتيجية أوسع تهدف إلى حماية الأمن القومي الأمريكي والحفاظ على التفوق التكنولوجي.
من المتوقع أن يقوم وزير الدفاع الأمريكي بمراجعة الرسالة والتقارير المتعلقة بالشركات المذكورة، واتخاذ قرار بشأن ما إذا كان سيتم إضافتها إلى القائمة السوداء أم لا. قد يستغرق هذا القرار بعض الوقت، حيث يتطلب تقييمًا دقيقًا للأدلة والمخاطر المحتملة. يجب مراقبة رد فعل الحكومة الصينية على هذه التطورات، حيث من المحتمل أن تعتبرها تدخلًا في شؤونها الداخلية ومحاولة لتقويض طموحاتها التكنولوجية.






