مع انخفاض درجات الحرارة في فصل الشتاء، يزداد شعور بالانزعاج لدى مرضى الفصال العظمي، حيث يواجهون تفاقمًا في آلام المفاصل، خاصة في الركبتين والوركين والأصابع. وتؤكد العيادات المتخصصة أن الطقس البارد يلعب دورًا كبيرًا في زيادة حدة الأعراض لدى هؤلاء المرضى، مما يستدعي اتخاذ تدابير وقائية وعلاجية مناسبة.
تشير التقارير الطبية إلى أن التغيرات الجوية، وخاصة البرودة، تؤثر على عملية الأيض وتضعف الدورة الدموية، مما يزيد من الشعور بآلام الاحتكاك في المفاصل. بالإضافة إلى ذلك، يميل الكثيرون إلى تقليل حركتهم في الشتاء، وهذا بدوره يؤدي إلى انخفاض إنتاج السائل الزلالي الضروري لتغذية المفصل وتقليل الاحتكاك، وبالتالي تفاقم أعراض الفصال العظمي.
اقرأ أيضا
list of 4 items
end of list
النشاط البدني مفتاح لتقليل ألم الفصال العظمي
ينصح الأطباء بانتظام ممارسة النشاط البدني لمدة 30 دقيقة على الأقل يوميًا كجزء أساسي من إدارة الفصال العظمي. يعتبر المشي من أفضل الأنشطة، فهو لا يقلل فقط من تآكل المفاصل، بل يقوي أيضًا القلب والجهاز الدوري، ويساهم في تحسين المزاج والحد من أعراض الاكتئاب التي قد تصاحب الألم المزمن.
من المهم ارتداء ملابس دافئة أثناء المشي في الطقس البارد لتجنب تشنج العضلات، مع الحرص على اختيار مسافة معتدلة تناسب القدرة البدنية للمريض. يُفضل استشارة الطبيب قبل البدء في أي برنامج رياضي جديد، خاصة بالنسبة للمرضى الذين يعانون من حالات حادة من الفصال العظمي.
العلاج بالحرارة.. كمادات وأشعة تحت الحمراء
تُعد تطبيقات الحرارة من الطرق الفعالة لتخفيف ألم المفاصل المصابة بالفصال العظمي. يمكن استخدام الكمادات الدافئة، أو اللصقات الحرارية، أو الأشعة تحت الحمراء، وحتى قِرَب الماء الساخن التقليدية. تساعد الحرارة على تحسين تدفق الدم إلى المفصل، وتخفيف التصلب، وتهدئة الأعصاب الملتهبة.
ومع ذلك، يجب توخي الحذر عند استخدام الحرارة، وتجنب تطبيقها مباشرة على الجلد لفترات طويلة، لتجنب الحروق. يُنصح باستخدام منشفة أو قطعة قماش عازلة بين مصدر الحرارة والجلد.
العلاجات العشبية والتغذية السليمة
تشير بعض الدراسات إلى أن بعض المستخلصات العشبية قد تساهم في تخفيف أعراض الفصال العظمي. على سبيل المثال، يُعتقد أن مستخلص نبات القراص يساعد في تقليل العمليات الالتهابية داخل كبسولة المفصل، بينما قد يساعد مستخلص لحاء الصفصاف في تخفيف تآكل المفاصل. ومع ذلك، يجب استشارة الطبيب قبل استخدام أي علاج عشبي، للتأكد من سلامته وعدم تفاعله مع الأدوية الأخرى.
تلعب التغذية السليمة دورًا هامًا في إدارة الفصال العظمي. يوصي الأطباء باتباع نظام غذائي غني بالكالسيوم وفيتامين د، من خلال تناول الأطعمة مثل البروكلي والملفوف الأخضر والأسماك الدهنية. بالإضافة إلى ذلك، يُنصح بتقليل استهلاك اللحوم الحمراء والأطعمة المصنعة، والامتناع عن التدخين وشرب الكحول، حيث يمكن أن تؤثر هذه العوامل سلبًا على صحة المفاصل.

ما هو الفصال العظمي؟
الفصال العظمي، أو التهاب المفاصل التنكسي، هو أحد أكثر أمراض العظام شيوعًا، ويحدث نتيجة لتلف تدريجي في الغضروف المفصلي الذي يعمل كوسادة بين العظام. مع تقدم العمر، قد يفقد الغضروف مرونته وقدرته على امتصاص الصدمات، مما يؤدي إلى احتكاك العظام ببعضها البعض، وبالتالي الشعور بالألم والتصلب.
تعتبر مفاصل الركبة والورك واليدين من أكثر المفاصل عرضة للإصابة بالفصال العظمي، ولكن يمكن أن يصيب أي مفصل في الجسم. تشمل عوامل الخطر الأخرى للإصابة بالفصال العظمي السمنة، والإصابات السابقة في المفاصل، والوراثة، والعمل الذي يتطلب مجهودًا بدنيًا كبيرًا أو حركات متكررة.
من المتوقع أن تواصل حالات الفصال العظمي ارتفاعها مع زيادة متوسط العمر، مما يتطلب المزيد من الجهود لتطوير علاجات جديدة وفعالة. تركز الأبحاث الحالية على إيجاد طرق لإبطاء أو وقف عملية تدهور الغضروف المفصلي، وتخفيف الألم والالتهاب، وتحسين جودة حياة المرضى. يجب على المرضى المصابين بالفصال العظمي متابعة حالتهم الصحية بانتظام مع الطبيب، والالتزام بخطة العلاج الموصوفة.






