تفقد وزير النقل والخدمات اللوجستية رئيس مجلس إدارة الهيئة العامة للطيران المدني، المهندس صالح بن ناصر الجاسر، اليوم، حركة السفر والعمليات التشغيلية في مطار الملك خالد الدولي بالرياض. تهدف هذه الزيارة إلى تقييم الاستعدادات الجارية للموسم الصيفي المرتقب، والتأكد من كفاءة الخدمات المقدمة للمسافرين، خاصة مع توقعات زيادة حركة الطيران خلال الفترة المقبلة. وتأتي الجولة في إطار حرص الوزارة على تطوير قطاع الطيران وتجويد تجربة المسافر.

وشملت جولة الوزير الجاسر تفقد عدداً من الصالات والجوازات وأماكن إنهاء إجراءات السفر، بالإضافة إلى متابعة سير العمل في منطقة الحقائب. وقد استمع إلى تقارير من المسؤولين في المطار حول خططهم لتلبية الطلب المتزايد على السفر، والجهود المبذولة لضمان سلاسة الإجراءات. وكان في استقباله رئيس الهيئة العامة للطيران المدني الدكتور عبدالعزيز بن محيي الدين بن سكران، وعدد من القيادات في القطاع.

تقييم حركة الطيران في مطار الملك خالد الدولي

ركزت زيارة المهندس الجاسر على تقييم الاستعدادات التشغيلية لـ مطار الملك خالد الدولي لمواجهة الزحام المتوقع خلال موسم الذروة الصيفي. تتوقع الهيئة العامة للطيران المدني ارتفاعاً في أعداد المسافرين عبر مطارات المملكة، بما في ذلك مطار الملك خالد، وذلك نتيجة لعودة الحياة الطبيعية بعد جائحة كوفيد-19، والإجازات الصيفية، والفعاليات السياحية المختلفة التي تستضيفها المملكة.

وتعتبر الزيارة بمثابة متابعة مباشرة لجهود تطوير المطارات السعودية، التي تندرج ضمن رؤية المملكة 2030. تسعى الرؤية إلى تحويل المملكة إلى مركز عالمي للخدمات اللوجستية، بما في ذلك قطاع الطيران. وقد شهدت مطارات المملكة استثمارات كبيرة في البنية التحتية والتقنيات الحديثة خلال السنوات الأخيرة، بهدف رفع كفاءتها وقدرتها الاستيعابية.

التركيز على تجربة المسافر

أكدت الهيئة العامة للطيران المدني، وفقاً لتصريحات صحفية، أن الزيارة تضمنت أيضاً تقييم جودة الخدمات المقدمة للمسافرين. يشمل ذلك خدمات تسجيل الدخول، وإنهاء إجراءات الجوازات، ومناولة الأمتعة، والخدمات التجارية الأخرى المتوفرة في المطار. وتعمل الهيئة على تطوير هذه الخدمات بشكل مستمر، بهدف توفير تجربة سفر مريحة وسلسة للمسافرين.

بالإضافة إلى ذلك، تابع الوزير الجاسر جهود المطار في تطبيق معايير السلامة والأمن، والتأكد من التزام جميع العاملين بها. يعتبر الأمن والسلامة من أهم أولويات قطاع الطيران، وتولي الهيئة العامة للطيران المدني اهتماماً خاصاً بهذا الجانب. ويشمل ذلك تطبيق أحدث التقنيات في مجال المراقبة والفحص، وتدريب العاملين على التعامل مع حالات الطوارئ.

تحسين الكفاءة التشغيلية

تضمنت الجولة في مطار الملك خالد الدولي مناقشة سبل تحسين الكفاءة التشغيلية وزيادة الطاقة الاستيعابية. وقد اطلع الوزير الجاسر على خطط المطار لتوسيع الصالات، وزيادة عدد بوابات المغادرة، وتطوير أنظمة إدارة حركة الطيران. يهدف ذلك إلى تقليل أوقات الانتظار، وتحسين التدفق العام في المطار، وتقليل الازدحام.

كما بحث الوزير مع المسؤولين في المطار حول إمكانية الاستفادة من التقنيات الحديثة في أتمتة بعض الإجراءات، مثل تسجيل الدخول، ومناولة الأمتعة، وفحص التذاكر. يمكن أن تساهم هذه التقنيات في تسريع وتيرة العمل، وتقليل الأخطاء البشرية، وتحسين جودة الخدمة. وتأتي هذه الجهود في سياق سعي المملكة إلى تبني التحول الرقمي في جميع القطاعات، بما في ذلك قطاع الطيران.

في سياق متصل، تشهد المطارات السعودية بشكل عام تحديثات كبيرة في البنية التحتية، بما في ذلك تطوير أنظمة الملاحة الجوية، الحديثة، وزيادة عدد مواقف الطائرات، وتحسين خدمات الوقود والإمداد. تهدف هذه التحديثات إلى زيادة قدرة المطارات على استقبال عدد أكبر من الرحلات الجوية، وتلبية احتياجات شركات الطيران والمسافرين. وقد أعلنت هيئة الطيران المدني عن خطط لإنشاء مطارات جديدة في مناطق مختلفة من المملكة.

وفي إطار النمو المتزايد لقطاع السياحة في السعودية، يزداد الضغط على المطارات لتوفير خدمات عالية الجودة تلبي توقعات المسافرين. يشمل ذلك توفير مجموعة متنوعة من الخدمات التجارية، مثل المطاعم والمقاهي والمحلات التجارية، بالإضافة إلى خدمات الإنترنت والترفيه. وتعمل المطارات السعودية على تطوير هذه الخدمات بشكل مستمر، لجذب المزيد من المسافرين وتعزيز مكانتها كوجهة سياحية رئيسية.

من المتوقع أن يعقد الوزير الجاسر سلسلة من الاجتماعات في الأيام القادمة مع المسؤولين في هيئة الطيران المدني وشركات الطيران لمناقشة نتائج الزيارة وتحديد الإجراءات اللازمة لتحسين خدمات المطارات. وستركز هذه المناقشات على وضع خطط عمل واضحة ومحددة، وتخصيص الموارد المالية والبشرية اللازمة لتنفيذها. كما ستشمل المناقشات متابعة التقدم المحرز في تنفيذ هذه الخطط وتقييم فعاليتها.

في الختام، تُعد زيارة وزير النقل والخدمات اللوجستية لمطار الملك خالد الدولي خطوة مهمة نحو تطوير قطاع الطيران في المملكة، وتوفير تجربة سفر أفضل للمسافرين. تبقى متابعة تنفيذ الخطط والمشاريع المعلنة، وتقييم أثرها على كفاءة المطارات وجودة الخدمات المقدمة، أمراً بالغ الأهمية في المستقبل. وستظل الهيئة العامة للطيران المدني حريصة على مواكبة أحدث التطورات في قطاع الطيران، وتبني أفضل الممارسات العالمية، لتحقيق رؤية المملكة في أن تصبح مركزاً عالمياً للخدمات اللوجستية.

شاركها.