رفعت شركة سيتي غروب توصيتها بخصوص الاستثمار في أسهم تايوان، في حين خفضت نظرتها للاستثمار في الأسهم الصينية. يأتي هذا التحول في التوصيات بناءً على تقييمات جديدة لأداء الشركتين في ظل التطورات المتسارعة في مجال الذكاء الاصطناعي، وتوقعات النمو الاقتصادي المختلفة.

أعلن استراتيجيون في سيتي غروب، من بينهم ديفيد غرومان، عن رفع تصنيفهم لأسهم تايوان من “محايد” إلى “زيادة الوزن”، مشيرين إلى الدور المحوري الذي تلعبه تايوان في تصنيع المكونات والأجهزة اللازمة لتطبيقات الذكاء الاصطناعي. بالتوازي مع ذلك، خفضوا تصنيفهم للأسهم الصينية من “زيادة الوزن” إلى “محايد”، وذلك في ضوء مراجعات الأرباح الأقل تفاؤلاً وتوقعات النمو الاقتصادي الكلي الأكثر تحفظاً، وفقاً لمذكرة رسمية صدرت في 22 ديسمبر.

تعديل استراتيجي في ضوء صعود الذكاء الاصطناعي

يعكس هذا التغيير في توصيات سيتي غروب اتجاهاً متزايداً نحو إعادة تقييم فرص النمو في الأسواق العالمية، خاصةً في ظل التنافس المتصاعد في قطاع الذكاء الاصطناعي. تأتي هذه الخطوة في وقت يشهد فيه العديد من البنوك العالمية مراجعة لتقييماتهم الاستثمارية في الصين، على الرغم من الدعم السابق الذي قدموه للاقتصاد الصيني.

في الشهر الماضي، رفعت جيه بي مورغان تشيس آند كو تصنيفها لأسهم الصين، معللة ذلك بالتسارع في تبني تقنيات الذكاء الاصطناعي والدعم الحكومي المتزايد لتعزيز الاستهلاك المحلي. ومع ذلك، يبدو أن سيتي غروب تتخذ مساراً مختلفاً، مع التركيز على المزايا التنافسية لتايوان في هذا المجال.

يذكر أن سيتي غروب كانت قد رفعت توصياتها بشأن الأسهم الصينية في يوليو الماضي، متوقعة تحسناً في الأرباح وتقييمات أكثر جاذبية. منذ ذلك الحين، شهد مؤشر MSCI China ارتفاعاً بنحو 8%، في حين ارتفع مؤشر MSCI Asia Pacific الأوسع بنسبة 11%، مما يشير إلى أن أداء الأسواق الآسيوية بشكل عام كان أفضل من أداء الأسهم الصينية تحديداً.

ميزان العوامل الاقتصادية وتأثيرها

يعتبر النمو القوي في الأرباح، والسياسة النقدية التيسيرية المتبعة من قبل مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي، والبيئة الاقتصادية العالمية الإيجابية، والعوامل الرئيسية التي تدعم رؤية سيتي غروب الإيجابية بشأن الأسواق الناشئة بشكل عام. كما أن الإنفاق الرأسمالي المتزايد، الذي يقوده الاستثمار في الذكاء الاصطناعي، يلعب دوراً حاسماً في تعزيز هذه التوقعات.

وتأكيداً على ذلك، صرح استراتيجيون في سيتي غروب بأن انكشافهم على الأسواق الناشئة يركز بشكل خاص على القطاعات الدورية التي يمكن أن تستفيد بشكل كبير من تأثير الذكاء الاصطناعي. ويتوقعون أن تحقق هذه الأسواق أسرع نمو في أرباح السهم مقارنة بجميع المناطق الأخرى في سوق الأسهم العالمي بحلول عام 2026.

توقعات أداء الأسواق الناشئة

حدّد استراتيجيو سيتي غروب هدفاً لمؤشر MSCI للأسواق الناشئة يبلغ 1540 نقطة بحلول نهاية عام 2026. يمثل هذا الهدف زيادة محتملة بنسبة 11% مقارنة بمستوى الإغلاق في نهاية يوم الاثنين الماضي. يعكس هذا التوقع ثقتهم في قدرة هذه الأسواق على تحقيق نمو مستدام في المستقبل القريب.

بالإضافة إلى تايوان، رفع سيتي غروب تصنيفه للإمارات العربية المتحدة إلى “زيادة الوزن” من “محايد”، وذلك استناداً إلى النمو الاقتصادي القوي والزخم المستمر في الاستثمارات. في المقابل، خفض التصنيف الخاص ببولندا إلى “محايد” وتشيلي إلى “وزن أقل”، معللاً ذلك بتحديات اقتصادية خاصة بكل دولة.

تُعد هذه التعديلات بمثابة إشارة إلى تحول محتمل في تدفقات رأس المال إلى الأسواق الناشئة، حيث يوجه المستثمرون اهتمامهم بشكل متزايد إلى المناطق التي توفر فرص نمو أكثر جاذبية، خاصة في القطاعات المرتبطة بالذكاء الاصطناعي. ويظل قطاع التكنولوجيا، والأسواق التي تستضيف شركات تصنيع أشباه الموصلات المتقدمة، على رأس قائمة الأولويات.

من المتوقع أن تستمر سيتي غروب في مراقبة تطورات الاقتصاد العالمي وتقنيات الذكاء الاصطناعي عن كثب، وأن تقوم بتعديل توصياتها الاستثمارية بناءً على أحدث البيانات والتحليلات. وسيظل أداء الأسواق الناشئة، وخاصة تايوان، تحت المجهر في الأشهر والسنوات القادمة، مع التركيز على قدرتها على الاستفادة من الفرص التي يتيحها هذا التحول التكنولوجي.

شاركها.