شهدت الأسهم الأمريكية ارتفاعًا للجلسة الثالثة على التوالي يوم الاثنين، مدفوعة بتفاؤل متزايد بشأن قطاع التكنولوجيا مع اقتراب نهاية العام. ومع ذلك، أغلقت المؤشرات الرئيسية قرب مستويات قياسية، مما يشير إلى أن المكاسب الإضافية قد تكون محدودة. حيث أنهى مؤشر إس آند بي 500 تعاملات اليوم بارتفاع ملحوظ، مما يعكس زخمًا إيجابيًا في الأسهم الأمريكية.

توقعات بارتفاع قياسي في الأسهم الأمريكية خلال العام الحالي

أعرب خبراء الاستثمار عن تفاؤلهم بشأن إمكانية تحقيق الأسهم الأمريكية أداءً قياسيًا بحلول نهاية العام. وأشار لويس نافيلير، كبير مسؤولي الاستثمار في شركة نافيلير، إلى أن الزخم الصعودي يتزايد، متوقعًا أن تنتهي الأسواق عند مستويات جديدة لم يشهدها من قبل.

وقبل إغلاق التداول بيوم واحد، كانت الأسهم الأمريكية على بعد 22 نقطة فقط من تحقيق رقم قياسي جديد. وقد ساهم قطاعا الطاقة والمواد الخام في هذا الارتفاع، مدعومًا بارتفاع أسعار النفط بعد تشديد الولايات المتحدة للحصار على صادرات النفط الخام الفنزويلية. كما شهدت أسعار الذهب والفضة ارتفاعًا ملحوظًا لتسجل مستويات قياسية هي الأخرى.

صفقات استحواذ تساهم في تعزيز معنويات السوق

أطلقت شركة ألفابت، الشركة الأم لشركة جوجل، صفقة كبيرة للاستحواذ على شركة إنترسيكت باور بقيمة 4.75 مليار دولار، وذلك بهدف تأمين المزيد من مصادر الطاقة لمراكز البيانات التابعة لها. هذه الخطوة تعكس التزام شركات التكنولوجيا بتوسيع بنيتها التحتية وتلبية الطلب المتزايد على خدماتها.

بالإضافة إلى ذلك، ارتفعت أسهم شركة باراماونت سكاي دانس بعد إعلان الملياردير لاري إليسون عن ضمانه مبلغ 40.4 مليار دولار لعرض الاستحواذ على شركة وارنر بروس ديسكفري. تتنافس كل من باراماونت ونتفلكس على الاستحواذ على وارنر بروس، مما يؤكد على النشاط المتزايد في مجال الاندماجات والاستحواذات في قطاع الإعلام والترفيه.

تأثير معنويات المستثمرين وتوقعات أسعار الفائدة

أظهرت استطلاعات استراتيجيي دويتشه بنك تحسناً ملحوظاً في معنويات المستثمرين تجاه الأسهم الأمريكية لمدة ثلاثة أسابيع متتالية. هذا التحسن يعكس تزايد الثقة في أداء الشركات الأمريكية وقدرتها على تحقيق أرباح مستدامة.

ومع ذلك، هناك حالة من الترقب بشأن مسار أسعار الفائدة الأمريكية. صرحت بيث هاماك، رئيسة بنك الاحتياطي الفيدرالي في كليفلاند، بأن تعليق خفض أسعار الفائدة هو السيناريو الأكثر ترجيحًا في الوقت الحالي، في ظل استمرار التضخم فوق المستهدف. في المقابل، أشار ستيفن ميران، عضو الاحتياطي الفيدرالي، إلى أن البيانات الاقتصادية الأخيرة قد تدفع البنوك المركزية نحو تبني سياسة نقدية أكثر تساهلاً.

تشير التوقعات إلى أن المتداولين سيترقبون صدور بيانات اقتصادية مهمة خلال الأيام القليلة المقبلة، بما في ذلك بيانات الناتج المحلي الإجمالي والإنتاج الصناعي وطلبات إعانة البطالة، والتي ستوفر مزيدًا من المؤشرات حول مستقبل أسعار الفائدة والتضخم. تحركات أسعار الفائدة تعتبر من العوامل الرئيسية المؤثرة على سوق الأسهم.

في الختام، يظل أداء الأسهم الأمريكية قويًا في الوقت الحالي، مع وجود زخم صعودي مدفوع بقطاع التكنولوجيا وصفقات الاستحواذ. ومع ذلك، فإن مستقبل السوق يعتمد بشكل كبير على تطورات أسعار الفائدة وبيانات الاقتصاد الكلي القادمة. من المتوقع أن تشهد الأسواق تقلبات في الأيام المقبلة، حيث يراقب المستثمرون عن كثب أي تغييرات في السياسة النقدية أو في الظروف الاقتصادية العامة.

شاركها.