شنت طائرة مسيرة إسرائيلية غارة على محيط بلدة الطيبة جنوبي لبنان مساء السبت، مما يشكل تصعيدًا في التوترات الحدودية المستمرة وخرقًا لاتفاق وقف إطلاق النار القائم منذ نوفمبر 2023. وتأتي هذه الغارة في ظل تحليق مكثف للطائرات الإسرائيلية المسيرة في أجواء لبنانية مختلفة، بما في ذلك الضاحية الجنوبية لبيروت، المعقل الرئيسي لحزب الله. هذا التصعيد يثير مخاوف من انزلاق الأوضاع نحو مواجهة أوسع، ويضع الضوء على التحديات التي تواجه جهود استعادة الاستقرار في المنطقة.
ووفقًا لمراسل الجزيرة، استهدفت المسيرة منطقة مفتوحة على الطريق العام بين الطيبة وعدشيت في منطقة مرجعيون بصاروخ. كما وردت تقارير عن انفجار طائرة مسيرة أخرى في منزل مهجور ببلدة بليدا، دون وقوع إصابات. هذه الخروقات المتزايدة لوقف إطلاق النار تزيد من حدة القلق بشأن مستقبل الأمن في جنوب لبنان.
تصعيد إسرائيلي وسط تحذيرات من هجوم واسع
تأتي هذه الغارة بعد ساعات من تحليق الطائرات الإسرائيلية المسيرة فوق مناطق لبنانية متعددة، مع التركيز بشكل خاص على الضاحية الجنوبية لبيروت. أفادت الوكالة الوطنية للإعلام اللبنانية بتحليق طائرة مسيرة إسرائيلية على ارتفاع منخفض للغاية فوق العاصمة، بما في ذلك الضاحية الجنوبية. بالإضافة إلى ذلك، تم رصد طيران مسير فوق قرى في منطقة الزهراني وقضاء الهرمل.
تشير التقارير الإعلامية الإسرائيلية إلى أن جيش الاحتلال قد “أكمل” الاستعدادات لـ”هجوم واسع” على مواقع تابعة لحزب الله، في حال “فشل” الجهود السياسية في تحقيق نزع سلاح الحزب بحلول نهاية عام 2025. هذا التحذير يمثل ضغطًا إضافيًا على الحكومة اللبنانية والجيش لتنفيذ التزاماتهما المتعلقة بالسيطرة على الأسلحة غير الشرعية.
خروقات مستمرة لوقف إطلاق النار
ومنذ دخوله حيز التنفيذ في 27 نوفمبر الماضي، شهد وقف إطلاق النار سلسلة من الخروقات الإسرائيلية المتكررة. تشمل هذه الخروقات قصفًا مدفعيًا وغارات جوية، إضافة إلى استمرار الاحتلال الإسرائيلي لخمس تلال لبنانية كانت قد سيطرت عليها خلال الحرب السابقة ومناطق أخرى منذ عقود. هذه التطورات تعيق جهود استعادة الاستقرار وتزيد من احتمالات تجدد القتال.
الخسائر الناجمة عن العدوان الإسرائيلي
يأتي هذا التصعيد بعد عدوان إسرائيلي على لبنان بدأ في أكتوبر 2023 وتصاعد في سبتمبر 2024 إلى حرب شاملة. أدى هذا العدوان إلى مقتل حوالي 4000 شخص وإصابة ما يقرب من 17000 آخرين، وفقًا للمصادر اللبنانية. كما تسبب في أضرار واسعة النطاق للبنية التحتية المدنية، مما أدى إلى تفاقم الأوضاع الإنسانية في المنطقة. **الوضع في الجنوب** يتطلب حلولًا عاجلة لتخفيف معاناة المدنيين.
تعكس هذه الأحداث تعقيد الوضع في جنوب لبنان، حيث تتشابك التوترات السياسية والعسكرية مع التحديات الإنسانية. **توترات حدودية** مماثلة قد شهدتها المنطقة في الماضي، لكنها تتصاعد بشكل ملحوظ في الفترة الأخيرة. **الجيش اللبناني** يحاول الحفاظ على الأمن والاستقرار، لكنه يواجه صعوبات كبيرة في ظل غياب سلطة مركزية قوية والتدخلات الخارجية المستمرة.
الحكومة اللبنانية كانت قد أكدت التزامها بتطبيق قرارات الأمم المتحدة المتعلقة بنزع سلاح الميليشيات، لكنها تواجه معارضة شديدة من حزب الله. الوضع يتطلب حوارًا وطنيًا شاملًا للتوصل إلى حلول مستدامة تضمن الأمن والاستقرار في جميع أنحاء البلاد.
في الوقت الحالي، يراقب المجتمع الدولي عن كثب التطورات في جنوب لبنان، ويحث الأطراف المعنية على ممارسة أقصى درجات ضبط النفس وتجنب أي تصعيد إضافي. من المتوقع أن تستمر الخروقات لوقف إطلاق النار في ظل استمرار التوترات السياسية والعسكرية، ما لم يتم التوصل إلى حل سياسي شامل يضمن نزع سلاح الميليشيات واستعادة الاستقرار في المنطقة. سيشكل التحرك الدبلوماسي حليفًا إقليميًا حاسمًا في الايام القادمة.






