حذرت دراسة حديثة نشرتها المجلة العلمية “بي إم جي تقارير الحالة” (BMJ Case Reports) من أن الإفراط في استهلاك مشروبات الطاقة قد يزيد من خطر الإصابة بـالسكتة الدماغية. وأشارت الدراسة إلى أن ارتفاع مستويات الكافيين في هذه المشروبات قد يساهم في ارتفاع ضغط الدم، وهو عامل خطر رئيسي للإصابة بالسكتة الدماغية. وتدعو الدراسة إلى مزيد من الحذر والاعتدال في تناول هذه المشروبات، خاصة من قبل الشباب والأشخاص الذين يعانون من مشاكل صحية.
يأتي هذا التحذير في ظل تزايد شعبية مشروبات الطاقة بين مختلف الفئات العمرية، وخاصة بين الطلاب والرياضيين. وقد أظهرت الدراسات السابقة ارتباط استهلاك هذه المشروبات بمجموعة من المشاكل الصحية، بما في ذلك اضطرابات القلب والقلق والأرق. لكن هذه الدراسة تعتبر من أوائل الدراسات التي تربط بشكل مباشر بين الإفراط في تناولها وخطر الإصابة بالسكتة الدماغية.
أعراض السكتة الدماغية وكيفية التعامل معها
تعتبر السكتة الدماغية حالة طبية طارئة تتطلب تدخلًا فوريًا. وتحدث نتيجة لتعطيل تدفق الدم إلى الدماغ، مما يؤدي إلى تلف الخلايا العصبية. التشخيص المبكر والعلاج السريع هما المفتاح للحد من الضرر الدائم وتحسين فرص التعافي.
تتنوع أعراض السكتة الدماغية، ولكن بعض العلامات الأكثر شيوعًا تشمل ضعفًا مفاجئًا في الوجه أو الذراع أو الساق، خاصة في جانب واحد من الجسم. بالإضافة إلى ذلك، قد يعاني الشخص من صعوبة في الكلام أو فهمه، وفقدان التوازن، واضطرابات في الرؤية، وصداع شديد مفاجئ.
أهمية التدخل السريع
يؤكد الأطباء على أهمية “الوقت هو الدماغ” فيما يتعلق بالسكتة الدماغية. كلما طال الوقت دون علاج، زاد الضرر الذي يلحق بالدماغ، وبالتالي تدهورت فرص التعافي. لذلك، يجب على أي شخص يشك في إصابته أو إصابة شخص آخر بالسكتة الدماغية طلب المساعدة الطبية الفورية.
إضافة إلى الكافيين، تشير بعض الفرضيات إلى أن المكونات الأخرى الموجودة في مشروبات الطاقة، مثل التورين والغوارانا والجنسنغ والغلوكورونولاكتون، قد تعزز تأثير الكافيين وتزيد من خطر الإصابة بالسكتة الدماغية. ومع ذلك، هناك حاجة إلى مزيد من البحوث لتأكيد هذه الفرضيات.
من المهم ملاحظة أن الجرعة اليومية القصوى الموصى بها من الكافيين تبلغ 400 ملليغرام. بالمقارنة، يحتوي كوب الشاي على حوالي 30 ملليغرامًا من الكافيين، بينما يحتوي فنجان القهوة على حوالي 90 ملليغرامًا. قد تحتوي بعض مشروبات الطاقة على كميات كبيرة من الكافيين تتجاوز هذه الجرعة الموصى بها بكثير.
تعتبر السكتة الدماغية من بين الأسباب الرئيسية للإعاقة والوفاة في جميع أنحاء العالم، حسبما ذكرت منظمة الصحة العالمية. وتشير الإحصائيات إلى أن هناك ملايين الأشخاص يصابون بالسكتة الدماغية كل عام. لذلك، فإن رفع الوعي بعوامل الخطر المرتبطة بها، بما في ذلك استهلاك مشروبات الطاقة، أمر بالغ الأهمية.
في سياق متصل، يخطط خبراء الصحة لإجراء المزيد من الدراسات لتقييم العلاقة بين مشروبات الطاقة والسكتة الدماغية بشكل أكثر دقة. كما يتوقعون تقديم توصيات أكثر تفصيلاً بشأن استهلاك هذه المشروبات، خاصة للفئات الأكثر عرضة للخطر. وقد تستغرق هذه الدراسات والتوصيات ما يصل إلى عامين لإكمالها، مع الأخذ في الاعتبار الحاجة إلى جمع وتحليل البيانات بشكل شامل.
من الجدير بالذكر أن استهلاك مشروبات الطاقة ليس العامل الوحيد الذي يزيد من خطر الإصابة بالسكتة الدماغية. تشمل عوامل الخطر الأخرى التدخين وارتفاع الكوليسترول والسكري وأمراض القلب والسمنة. لذلك، فإن اتباع نمط حياة صحي يتضمن نظامًا غذائيًا متوازنًا وممارسة الرياضة بانتظام والإقلاع عن التدخين يمكن أن يساعد في تقليل خطر الإصابة بالسكتة الدماغية بشكل عام.






