حذر رئيس جهاز الاستخبارات الإسرائيلي (الموساد) من أن إيران وتنظيم داعش وغيرهم من الجماعات الجهادية لا يزالون مصممين على استهداف اليهود في جميع أنحاء العالم، وذلك في ظل تصاعد عالمي حاد في الإرهاب. يأتي هذا التحذير بعد وقت قصير من الهجوم الذي استهدف احتفالًا بـ عيد الأنوار في أستراليا، مما أثار مخاوف متزايدة بشأن أمن الجاليات اليهودية عالميًا. هذا التطور يضع قضية مكافحة الإرهاب في بؤرة الاهتمام الدولي.

تصاعد التهديد الإرهابي ضد اليهود عالميًا

أكد مدير الموساد ديفيد برنيع أن إسرائيل ستلاحق “المرسلين” إلى أي مكان يهربون إليه وستحاسبهم، مضيفًا أن “العدالة ستتحقق وستُرى”. وأشار إلى أن الهجوم في سيدني يعكس تهديدًا أوسع نطاقًا ومستمرًا. ووفقًا لبرنيع، فإن “الفكرة الإجرامية للإرهاب التي تستهدف المدنيين الأبرياء كانت ولا تزال حجر الزاوية في استراتيجية الأمن للنظام الإيراني الحالي”.

وأضاف برنيع أن “عناصر جهادية، وداعش وغيرهم، قد قرروا أيضًا استهداف كل يهودي في العالم”. هذا التصريح يعكس قلقًا عميقًا بشأن التنسيق المحتمل بين مختلف الجماعات المتطرفة لتنفيذ هجمات ضد أهداف يهودية.

الهجوم في أستراليا وتداعياته

تزامن تحذير برنيع مع استمرار السلطات الأسترالية والدولية في التحقيق في الهجوم الذي استهدف احتفالًا بعيد الأنوار في شاطئ بوندي، والذي أسفر عن مقتل 15 شخصًا وإصابة العشرات. وتشير التقارير الأولية إلى أن منفذي الهجوم استلهموا أيديولوجية تنظيم الدولة الإسلامية، وتم العثور على رايات تابعة للتنظيم داخل مركبتهم، وفقًا لمسؤولين أستراليين.

وقد أثار الهجوم في أستراليا دعوات في واشنطن لاتخاذ موقف أكثر صرامة في مواجهة الإرهاب. صرح النائب آندي بار، عن الحزب الجمهوري، بأن الولايات المتحدة يجب أن “تبقى في موقف الهجوم وألا تعود إلى السياسات الضعيفة”. وأشاد بقوة الإدارة الأمريكية السابقة بقيادة الرئيس ترامب في مواجهة الإرهاب، مشيرًا إلى أن إيران قلصت برنامجها النووي وتم القضاء على قيادات داعش.

تحذيرات إسرائيلية سابقة وتوسع نطاق التهديد

يأتي هذا الهجوم بعد أشهر من التحذيرات التي أطلقها جهاز الاستخبارات الإسرائيلي بشأن التهديد المتزايد الذي يواجه الجاليات اليهودية والدول الغربية من قبل شبكات مرتبطة بإيران، بالإضافة إلى الجماعات الجهادية السنية. وقد كشف مصادر إسرائيلية رفيعة المستوى سابقًا أن الموساد حذر السلطات الأسترالية بشأن أنشطة إرهابية مرتبطة بإيران قبل الهجوم، وأكد أن الخطر لا يقتصر على دولة واحدة.

وقال مسؤول استخباراتي إسرائيلي رفيع: “اليوم هو داعش، وغدًا إيران”. وأوضح أن هناك بيئة تهديد تتسم بتشغيل العديد من الجهات المتطرفة بشكل متوازٍ ومتداخل. وأضاف أن الاستخبارات الإسرائيلية حددت أو عرقلت أنشطة مماثلة في جميع أنحاء أوروبا وأفريقيا وآسيا، بما في ذلك مزاعم تتعلق بـ مخططات إرهابية في ألمانيا والنمسا وأمريكا الجنوبية والهند وتايلاند.

البرنامج النووي الإيراني وعلاقته بالإرهاب

وحذر برنيع أيضًا من أن استخدام إيران للإرهاب لا ينفصل عن طموحاتها الاستراتيجية الأوسع، بما في ذلك برنامجها النووي. وأكد أن طهران “ستسعى جاهدة للحصول على أسلحة نووية بمجرد أن تتمكن من ذلك”، وأن “فكرة تطوير قنبلة نووية لا تزال حية في قلوبهم”.

وأضاف برنيع أن إسرائيل تتحمل مسؤولية ضمان عدم إحياء المشروع النووي الإيراني، والذي قال إنه تضرر بشدة من خلال التعاون الوثيق مع الولايات المتحدة. هذا يشير إلى استمرار إسرائيل في اعتبار البرنامج النووي الإيراني تهديدًا وجوديًا.

في الختام، مع استمرار التحقيقات في أستراليا، يرى المسؤولون في الاستخبارات الإسرائيلية أن الهجوم في شاطئ بوندي يتناسب مع نمط عالمي أوسع للإرهاب الذي تقوده كل من الشبكات المدعومة من إيران والأيديولوجية الجهادية. من المتوقع أن تواصل إسرائيل التعاون مع الدول الأخرى لتبادل المعلومات الاستخباراتية وتنسيق الجهود لمواجهة هذا التهديد المتزايد. وستراقب الأوساط الدولية عن كثب التطورات في هذا الشأن، خاصة فيما يتعلق بالبرنامج النووي الإيراني وجهود مكافحة التطرف.

شاركها.