تجاوزت التبرعات المقدمة لأحمد ال أحمد، المواطن الأسترالي الذي يُنظر إليه على أنه بطل بعد تصديه لمهاجم خلال إطلاق النار المروع في شاطئ بوندي بسيدني، أستراليا، حاجز 2.6 مليون دولار أمريكي. وقد أثار ال أحمد إعجابًا عالميًا بعد قيامه بإنقاذ أرواح خلال الهجوم الذي استهدف تجمعًا يهوديًا. وتأتي هذه التبرعات كتقدير لبطولته وشجاعته في مواجهة خطر داهم.

بطل شاطئ بوندي: حملة تبرعات لأحمد ال أحمد تتجاوز الملايين

وقعت المأساة يوم 14 ديسمبر، حيث فتح مسلح النار على المشاركين في فعالية احتفالية في شاطئ بوندي، مما أسفر عن مقتل 15 شخصًا وإصابة آخرين، من بينهم أحمد ال أحمد. وقد أدت لقطات الفيديو التي انتشرت على نطاق واسع، والتي تظهر ال أحمد وهو يتصدى للمهاجم ويسلحه سلاحه، إلى إطلاق حملة تبرعات ضخمة عبر الإنترنت.

تهدف حملة التبرعات، التي أُطلقت على منصة GoFundMe، إلى التعبير عن الامتنان والتقدير لأحمد ال أحمد ودعمه في فترة التعافي. وقد بلغ إجمالي التبرعات حتى صباح يوم الأحد 2.64 مليون دولار، متجاوزًا كل التوقعات.

تفاصيل الهجوم وبطولة ال أحمد

تصرف ال أحمد بسرعة وشجاعة، حيث قام بتسليح المهاجم من الخلف والسيطرة عليه، مما منعه من إيذاء المزيد من الأشخاص. ووفقًا لتقارير إعلامية، أصيب ال أحمد بجروح خطيرة خلال المواجهة، بما في ذلك إصابته بطلقات نارية.

الرجل الذي قام بإنقاذ الأرواح هو من أصول سورية ومسلم، وكان من بين الجرحى في الهجوم. وقد أثنى الكثيرون على شجاعته وتصرفه الإنساني في إنقاذ حياة الآخرين بغض النظر عن خلفياتهم الدينية أو العرقية.

زار زاكيري ديرينوفسكي، وهو مؤثر على وسائل التواصل الاجتماعي وأحد منظمي الحملة، أحمد ال أحمد في المستشفى يوم الجمعة لتقديم شيك بمبلغ 2.5 مليون دولار. وقد أظهر ال أحمد دهشته وامتنانه العميقين لهذا الدعم غير المسبوق.

ردود الفعل الرسمية والتحقيقات الجارية

أشاد رئيس الوزراء الأسترالي، أنتوني ألبانيز، بأحمد ال أحمد واصفًا إياه بـ “البطل الأسترالي”. وكتب على منصة X: “لقد خاطر بحياته لإنقاذ الآخرين، وركض نحو الخطر في شاطئ بوندي ونزع سلاح إرهابي”. وأضاف أن ال أحمد يمثل أفضل ما في الأستراليين.

كما أعرب رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، عن إعجابه بشجاعة ال أحمد، بينما أشاد رئيس ولاية نيو ساوث ويلز، كريس مينز، بـ “بطولته المذهلة” التي لا شك أنها أنقذت أرواحًا لا تحصى. وتعتبر هذه الحادثة بمثابة تذكير بأهمية التضامن والوحدة في مواجهة التطرف.

وتواصل السلطات الأسترالية تحقيقاتها في الحادث باعتباره عملًا إرهابيًا استهدف المجتمع اليهودي. وقد وجهت اتهامات بالقتل إلى رجل يبلغ من العمر 24 عامًا، يُزعم أنه قام بالهجوم بالتواطؤ مع والده البالغ من العمر 50 عامًا، والذي توفي في مكان الحادث، وفقًا لبيان الشرطة.

تشمل التحقيقات أيضًا فحصًا دقيقًا لخلفيات المشتبه بهما ودوافعهما، بالإضافة إلى مراجعة الإجراءات الأمنية المتخذة في المنطقة. وتدعو الحكومة الأسترالية إلى الحذر واليقظة في ظل التهديدات الإرهابية المتزايدة.

تجري حاليًا مناقشات حول سبل تعزيز الأمن وحماية المجتمعات الضعيفة في أستراليا، بما في ذلك زيادة الرقابة على الأنشطة المتطرفة وتوفير الدعم اللازم للمجتمعات المتضررة. وقد تعهدت الحكومة بتقديم جميع الموارد اللازمة لضمان سلامة وأمن جميع المواطنين.

من المتوقع أن تستمر التحقيقات في الأيام والأسابيع المقبلة، وسيتم تقديم المزيد من التفاصيل حول الحادث والجهات المتورطة إليه الرأي العام. وسيشهد المجتمع الأسترالي المزيد من التقاليد والمراسم لتأبين الضحايا وتقديم الدعم لعائلاتهم.

شاركها.