تزايدت حالات إعادة الزواج بعد فقدان الشريك، لكن هذا لا يعني دائمًا تقبُّل الأمر بسهولة من قبل الأبناء. أثار موضوع إعادة الزواج السريع وتصرفات الزوج الجديد جدلاً واسعًا، خاصةً عندما تبدو التصرفات غير حساسة تجاه ذكرى الأم المتوفاة. هذه القصة، التي انتشرت مؤخرًا، تسلط الضوء على مشاعر معقدة يمر بها الأبناء في هذه المواقف، وتثير تساؤلات حول الحدود الاجتماعية والعاطفية في العلاقات الأسرية.
تلقّت الخبيرة في العلاقات الأسرية، أبي فان بيورين، رسائل من أشخاص يواجهون صعوبات في التعامل مع إعادة زواج أحد الوالدين، وتحديدًا عندما تتضمن تصرفات تبدو غير محترمة للزوجة الأولى الراحلة. هذه الحالات تتطلب فهمًا عميقًا للديناميكيات العائلية، ومراعاة مشاعر جميع الأطراف المعنية.
تحديات إعادة الزواج وتأثيرها على الأبناء
غالبًا ما يجد الأبناء صعوبة في تقبّل فكرة زواج والديهم بعد وفاة الشريك الآخر، حتى لو كانوا يتمنون لوالديهم السعادة. وفقًا لعلماء النفس الاجتماعي، يعود ذلك إلى عدة أسباب، منها الخوف من فقدان مكانتهم في حياة والديهم، والشعور بالحنين إلى الأم المتوفاة، والقلق بشأن تأثير الزوجة الجديدة على التقاليد والعادات العائلية.
في الحالة التي تناولتها “أبي”، أثار الزوج الجديد سلسلة من التصرفات التي اعتبرها الأبناء غير محترمة، مثل الإعلان عن الخطوبة على فيسبوك قبل إخبار شقيقة الأم، ودعوة الزوجة الجديدة إلى مراسم تأبين الأم التي تأخرت، والتباهي بالزوجة الجديدة باعتبارها “عروسه الشابة” (على الرغم من أن كلا الزوجين في أوائل الثمانينات).
التعامل مع التصرفات غير الحساسة
قد يكون من الصعب على الأبناء مواجهة والديهم بشأن هذه التصرفات، خاصةً إذا كانوا يخافون من إيذاء مشاعرهم أو إثارة غضبهم. لكن، يرى الخبراء أن التواصل المباشر والصادق هو أفضل طريقة لحل هذه المشكلات. يجب على الأبناء التعبير عن مشاعرهم بوضوح واحترام، وشرح كيف أن تصرفات الزوج الجديد تؤثر عليهم سلبًا.
بالإضافة إلى ذلك، قد يكون من المفيد للأبناء طلب المساعدة من معالج نفسي متخصص في العلاقات الأسرية. يمكن للمعالج أن يساعدهم على فهم مشاعرهم بشكل أفضل، وتطوير استراتيجيات فعالة للتعامل مع الموقف، وتعزيز التواصل الإيجابي مع والديهم.
مسائل أخرى تتعلق بالتعامل مع الميراث والذكريات
تطرق أحد الأسئلة المطروحة على “أبي” إلى مسألة المساعدات المالية المقدمة للعائلة المنكوبة، وتحديدًا الشيكات التي لا يتم صرفها. هذه مشكلة شائعة، خاصةً عندما تكون العلاقات العائلية معقدة أو عندما يكون الشخص في حالة حداد شديدة.
ينصح خبراء البروتوكول بالاتصال بالشخص المعني بطريقة غير مباشرة، والاستفسار عما إذا كان قد استلم الشيك أم لا، مع التأكيد على أن الهدف هو التأكد من وصول المساعدة إليهم. هذه الطريقة تتجنب إحراج الشخص أو توجيه اتهامات إليه بالإهمال.
من المهم أيضًا فهم أن المعاملات المالية، مثل تلك المتعلقة بالمساهمات في المؤسسات الخيرية باسم المتوفى، تخضع لقوانين الضرائب والرسوم في كل بلد. لذا، يجب التأكد من استيفاء جميع الشروط القانونية قبل التبرع.
وفيما يتعلق بمسائل الميراث والوصايا، يجب على الأبناء احترام رغبات والدهم المتوفى، والتعاون مع الزوجة الجديدة لإنجاز جميع الإجراءات القانونية اللازمة. قد يكون من المفيد الاستعانة بمحام متخصص في قضايا الميراث لتجنب أي نزاعات أو سوء فهم.
في المجمل، إعادة الزواج بعد فقدان الشريك موضوع حساس يتطلب صبرًا وتفهمًا من جميع الأطراف. التأكيد على أهمية التواصل المفتوح والاحترام المتبادل، وطلب المساعدة المهنية عند الحاجة، يمكن أن يساعد في تجاوز هذه المرحلة بنجاح.
من المتوقع أن تتزايد حالات إعادة الزواج في السنوات القادمة نتيجة لارتفاع متوسط العمر المتوقع وتحسن الظروف الصحية. هذا يعني أننا سنشهد المزيد من الحالات المماثلة، وسيكون من الضروري تطوير استراتيجيات فعالة للتعامل مع التحديات العاطفية والاجتماعية التي تنجم عن هذه التحولات. يجب على المؤسسات الاجتماعية والمدنية أن تلعب دورًا فاعلًا في توعية الأسر حول هذه القضايا وتقديم الدعم اللازم لهم.






