أكد إيرفي رينارد، المدير الفني للمنتخب السعودي لكرة القدم، على تقديم فريقه لمستوى جيد أمام المنتخب الأردني في الدور نصف النهائي من بطولة كأس العرب 2021، على الرغم من الهزيمة. جاء تصريحه هذا خلال المؤتمر الصحفي الذي عقب المباراة التي أقيمت في الدوحة يوم السبت الماضي. وركز رينارد في حديثه على القوة الدفاعية للمنافس التي أثرت على قدرة المنتخب السعودي على خلق فرص تهديفية حقيقية، مشيداً بالأداء الأردني وتهنئتهم على التأهل للنهائي. المنتخب السعودي، على الرغم من الخسارة، قدم أداءً يبعث على الأمل في المستقبل في ظل الاستعدادات المستمرة للمحافل القادمة، بما في ذلك نهائيات **كأس العالم**.
وقعت المباراة بين المنتخبين السعودي والأردني في إطار الدور نصف النهائي لبطولة كأس العرب، والتي تستضيفها قطر حاليًا. وانتهت المباراة بفوز الأردن بنتيجة 2-0، ليتأهل بذلك للمباراة النهائية. المباراة أُقيمت على ملعب 974 في الدوحة وسط حضور جماهيري محدود، وقادها طاقم تحكيم دولي. التركيز الآن يتجه نحو المباراة النهائية وكافة الاستعدادات التي ستصاحبها.
تحليل أداء المنتخب السعودي في كأس العرب و **تأثير الدفاع الأردني**
أشار رينارد إلى أن المنتخب الأردني نجح في فرض سيطرته على منطقة المنافسة، وخاصةً في الخطوط الخلفية، مما أدى إلى تقليل المساحات المتاحة للمهاجمين السعوديين. ونوه إلى أن هذا التنظيم الدفاعي القوي صعب من مهمة الفريق في ترجمة الفرص القليلة التي سنحت إليه إلى أهداف. كما أضاف أن فريقه بذل جهدًا كبيرًا للتغلب على هذا الحاجز الدفاعي لكنه لم ينجح في ذلك، معبراً عن خيبة أمله في النتيجة.
أسباب الهزيمة من وجهة نظر رينارد
ركز التحليل الذي قدمه رينارد على عدة نقاط رئيسية أدت إلى تفوق الأردن. أولاً، التنظيم الدفاعي الممتاز للأردن، والذي قلل من خطورة الهجمات السعودية. ثانياً، القدرة على استغلال الأخطاء الفردية من قبل لاعبي المنتخب السعودي. وثالثاً، ربما عدم التوفيق في إنهاء الهجمات أمام المرمى.
مسيرة المنتخب السعودي في البطولة
قبل الوصول إلى الدور نصف النهائي، قدم المنتخب السعودي أداءً جيدًا في دور المجموعات، حيث تصدر مجموعته بفوزين وتعادل واحد. وقد تمكن الفريق من تحقيق نتائج إيجابية أمام منتخبات قوية، مما عزز من آمال الجماهير السعودية في الفوز بالبطولة. لكن، المواجهة مع الأردن في نصف النهائي كانت اختبارًا صعبًا لم يتمكن الفريق من اجتيازه بنجاح.
بالتزامن مع حديث رينارد، أشاد محللون رياضيون بالجيل الجديد من لاعبي المنتخب الأردني وبقدرتهم على المنافسة بقوة في البطولات الإقليمية. كما أشاروا إلى أن الفوز على المنتخب السعودي يعكس مدى التطور الذي تشهده الكرة الأردنية خلال الفترة الأخيرة. وتعتبر هذه البطولة فرصة مهمة للمنتخبات المشاركة لاكتساب الخبرة والاحتكاك قبل استحقاقات قارية ودولية أخرى.
الحديث عن الأداء السعودي لا يقتصر على الجانب التكتيكي، بل يشمل أيضًا الجانب البدني واللياقي. فقدلاحظ بعض المتابعين انخفاضًا في مستوى اللياقة البدنية للاعبين السعوديين في الشوط الثاني من المباراة، مما أثر على قدرتهم على مجاراة سرعة لعب الأردن. وهذا يعزز أهمية العمل على الجانب البدني في معسكرات الإعداد للمنتخب السعودي.
بالنسبة للمنتخب الأردني، فقد مثّل هذا الفوز علامة فارقة في مسيرته في بطولة كأس العرب. كما أنه منح الفريق دفعة معنوية كبيرة قبل المباراة النهائية، التي ستكون مواجهة حاسمة لتحديد بطل البطولة. ويعتبر الأداء الجماعي المتوازن والروح القتالية العالية من أبرز نقاط القوة التي يتمتع بها المنتخب الأردني.
وتأتي هذه البطولة في سياق الاستعدادات المكثفة للمنتخبات العربية ل**تصفيات كأس العالم** و **كأس آسيا**. فالمنتخبات تسعى إلى استغلال هذه الفرصة لاكتشاف اللاعبين الجدد وتجربة التشكيلات المختلفة. كما أنها تستهدف تحسين الأداء العام للفريق قبل الدخول في استحقاقات رسمية تتطلب مستوى عالٍ من الجاهزية.
من ناحية أخرى، وبالنظر إلى أهداف المنتخب السعودي قبل البطولة، فإن الوصول إلى الدور نصف النهائي يعتبر إنجازًا جيدًا، خاصةً وأن الفريق يضم مجموعة من اللاعبين الشباب الذين يكتسبون الخبرة تدريجيًا. لكن، في الوقت نفسه، فإن الخسارة أمام الأردن تمثل درسًا قاسيًا للفريق، يجب أن يتعلم منه وأن يستفيد منه في المستقبل.
في الختام، يبقى التركيز الآن على الاستعدادات القادمة للمنتخب السعودي. من المتوقع أن يبدأ الجهاز الفني في تحليل أداء الفريق في بطولة كأس العرب وتحديد نقاط القوة والضعف. كما من المحتمل أن يشهد الفريق بعض التغييرات في التشكيلة الأساسية خلال الفترة المقبلة، بهدف الاستعداد الأمثل للمحافل القادمة. وتعتبر فترة الإعداد الفاصلة قبل تصفيات كأس العالم فرصة حقيقية لتقييم اللاعبين وتحديد الخطة المناسبة لتحقيق التأهل.






