تشهد شركة Alphabet (NASDAQ: GOOG)(NASDAQ: GOOGL) نموًا ملحوظًا في أعمالها الأساسية، وخاصةً في مجال الإعلانات، مما يوفر لها السيولة اللازمة للاستثمار في فرص النمو الجديدة. وتكتسب أعمال الحوسبة السحابية للشركة زخمًا كبيرًا، مما يعزز آفاقها المستقبلية. وتشير التقديرات إلى وجود مسار محتمل لزيادة سعر سهم Alphabet إلى الضعف بحلول عام 2030، مدفوعة بهذه العوامل الرئيسية.

إمكانيات نمو سهم Alphabet بحلول عام 2030

لا يقتصر الأمر على أن أعمال Alphabet الأساسية تحقق تدفقات نقدية كبيرة، بل إنها تمتلك محرك نمو ثانٍ يتحول بسرعة إلى مصدر دخل كبير للشركة. يجمع هذا المحرك، وهو قطاع الحوسبة السحابية المتنامي، بين أعمال Alphabet الأساسية في مجال الإعلانات (المدعومة بمحرك بحث Google و YouTube)، مما يضع الشركة في موقع قوي. وقد أشارت التحليلات إلى احتمالية ارتفاع سعر السهم إلى أكثر من 600 دولار بحلول عام 2030.

الأداء المالي المتسارع

أظهرت Alphabet زخمًا متزايدًا في الآونة الأخيرة، حيث ارتفعت إيراداتها بنسبة 14٪ على أساس سنوي في الربع الثاني من عام 2025، ثم بـ 16٪ في الربع الثالث. يعكس هذا النمو القوي قدرة الشركة على التكيف والازدهار في بيئة تنافسية.

وبالنسبة لأدائها من حيث صافي الربح، فقد كان النمو أكثر إثارة للإعجاب. بلغ صافي دخل Alphabet في الربع الثالث 35.0 مليار دولار، بزيادة عن 32.63 مليار دولار في نفس الربع من العام الماضي. وارتفع نصيب السهم من الأرباح بأكثر من 35٪ على أساس سنوي، مما يدل على كفاءة الشركة المتزايدة.

يجدر بالذكر أن عمليات إعادة شراء الأسهم العدوانية قد لعبت دورًا رئيسيًا في زيادة أرباح السهم بشكل كبير. كما أعرب المستثمرون عن رضاهم عن توزيعات الأرباح المتنامية للشركة، حيث وافق مجلس إدارة Alphabet في الربع الأول على زيادة توزيعات الأرباح بنسبة 5٪ وتخويل برنامج جديد لإعادة شراء الأسهم بقيمة 70 مليار دولار. هذه الإجراءات تعكس ثقة الإدارة في مستقبل الشركة وقدرتها على توليد قيمة للمساهمين.

دور الحوسبة السحابية (Google Cloud) في تعزيز النمو

أحد المحفزات الرئيسية التي يجب مراقبتها في Alphabet على مدى السنوات الخمس المقبلة، بالإضافة إلى أعمالها الأساسية القوية في مجال الإعلانات، هو قطاع الحوسبة السحابية التابع لها، Google Cloud. ارتفعت إيرادات هذا القطاع بنسبة 34٪ على أساس سنوي في الربع الثالث، لتصل إلى 15.2 مليار دولار، وهو ما يمثل حوالي 15٪ من إجمالي إيرادات الربع.

والأكثر من ذلك، أن هذا القطاع يثبت ربحيته. بلغ دخل Google Cloud التشغيلي 3.6 مليار دولار في الربع الثالث، بزيادة تقدر بنحو 85٪ على أساس سنوي. هذه النتائج تشير إلى أن Google Cloud يتحول إلى مساهم رئيسي في أرباح Alphabet.

إذا استمر هذا القطاع في النمو كنسبة مئوية من الإيرادات الإجمالية، وحقق المزيد من الأرباح مع توسع نطاقه، فقد يوفر دفعة كبيرة لأرباح الشركة الإجمالية في السنوات القادمة. ومع ذلك، فإن تطوير هذا القطاع يتطلب استثمارات كبيرة. وقد رفعت الإدارة مؤخرًا توقعاتها للإنفاق الرأسمالي لعام 2025، متوقعةً إنفاق ما بين 91 مليار دولار و 93 مليار دولار.

من المهم أن تؤدي هذه الاستثمارات إلى زيادة التدفق النقدي الحر في المستقبل القريب. لذلك، من الضروري أن تحقق استثمارات Alphabet الكبيرة عائدًا إيجابيًا.

الرياضيات البسيطة لمضاعفة السهم

بناءً على هذه المعطيات، يمكن تصور سيناريو مضاعفة سعر سهم Alphabet بحلول عام 2030. إذا حافظت الشركة على نسبة سعر إلى الأرباح المقدرة بـ 25 سهمًا في عام 2030، وبلغ سعر السهم حوالي 614 دولارًا (مقارنة بسعره الحالي البالغ حوالي 307 دولارات)، فسيتعين أن يكون نصيب السهم من الأرباح حوالي 24.60 دولارًا.

وهذا يعني أن الشركة تحتاج إلى مضاعفة أرباح السهم تقريبًا، مقارنة بمستواها الحالي (حيث يبلغ صافي أرباح Alphabet على مدار الاثني عشر شهرًا الماضية 10.13 دولارًا). وهذا يتطلب نموًا سنويًا مرتفعًا بنسبة تصل إلى العشرات من النسب المئوية.

لتحقيق ذلك، يجب أن تستمر الإيرادات في النمو بمعدل مماثل، وأن يكون نمو المصروفات أبطأ من نمو المبيعات. بالإضافة إلى ذلك، يجب أن تستمر عمليات إعادة شراء الأسهم في تقليل عدد الأسهم القائمة.

بالنظر إلى الزخم الهائل الذي يوفره الذكاء الاصطناعي لأعمال Alphabet في الوقت الحالي، تبدو هذه الافتراضات معقولة.

ومع ذلك، هناك بعض المخاطر المهمة التي يجب أخذها في الاعتبار. قد يؤدي الذكاء الاصطناعي إلى تغيير طريقة تحقيق الدخل من البحث بشكل أسرع مما تستطيع Alphabet التكيف معه. بالإضافة إلى ذلك، قد تفرض الهيئات التنظيمية تغييرات تقلل من القدرة على التسعير في مجال الإعلانات أو تزيد من تكاليف التوزيع. أخيرًا، من المتوقع أن تكون دورة الإنفاق الرأسمالي للشركة كبيرة، حيث تسعى للاستفادة من فرص النمو في مجال الذكاء الاصطناعي.

باختصار، من الممكن – بل والراجح – أن يتضاعف سعر سهم Alphabet بحلول نهاية عام 2030. ومع ذلك، يجب على المستثمرين تقييم المخاطر المتغيرة باستمرار، خاصةً بالنظر إلى الطبيعة كثيفة رأس المال لأعمال الحوسبة السحابية للشركة. إذا أدت هذه الاستثمارات الكبيرة إلى نمو أسرع في الإيرادات وتوسع في الهامش الربحي، فقد يتضاعف سعر السهم بسهولة. ولكن إذا لم يتحقق النمو القوي المتوقع من هذه الاستثمارات، فقد يحتاج المستثمرون إلى إعادة تقييم حالة Alphabet.

شاركها.