حذر إيلي شارابي، وهو إسرائيلي سابق احتجزته حركة حماس، قادة أستراليين من خطورة تصاعد معاداة السامية قبل أشهر من إطلاق النار الدامي في شاطئ بوندي. وأعرب شارابي عن صدمته بالهجوم، مؤكداً أنه لم يكن مفاجئاً بالنظر إلى التحذيرات التي قدمها بشأن تزايد الكراهية ضد اليهود. وتأتي هذه التصريحات في أعقاب حادثة إطلاق النار التي استهدفت تجمعاً للاحتفال بالحنكة، مما أثار مخاوف واسعة النطاق بشأن الأمن المجتمعي ومعاداة السامية.
تحذيرات سابقة من تصاعد معاداة السامية
ذكر شارابي أنه التقى بنائب رئيس الوزراء الأسترالي ريتشارد مارلز ووزيرة الخارجية بيني وونغ في يونيو الماضي، وقدم لهما تحذيراً مباشراً بشأن خطر معاداة السامية المتزايد. وأوضح أنه حذر المسؤولين من أن الكراهية قد تتصاعد إلى أعمال عنف، معرباً عن قلقه من أن يشعر اليهود بالخوف في الأماكن العامة.
وفقاً لتصريحات شارابي، فقد قال للمسؤولين الأستراليين: “عندما يحدث ذلك، جريمة كراهية هنا، ستكون مسؤوليتكم لأنكم بحاجة إلى صوت أقوى ضد معاداة السامية.” وأشار إلى أنه لم يكن متأكداً تماماً من سبب قوله ذلك في ذلك الوقت، لكنه الآن يرى أن تحذيره كان مبرراً.
ورد متحدث باسم وزيرة الخارجية وونغ بأنها “تقدر بشدة اجتماعها مع إيلي شارابي وتشكرُه على مشاركة رؤيته وخبراته”. وأكد المتحدث أن الوزيرة وونغ أدانت باستمرار معاداة السامية والهجمات المعادية للسامية. وأضاف أن الحكومة الأسترالية تعمل على تعزيز القوانين لمكافحة خطاب الكراهية عبر الإنترنت، وتحسين الاستجابة لمظاهر معاداة السامية في النظام التعليمي، وتخفيف شروط إلغاء التأشيرات للأفراد الذين يروجون لمعاداة السامية في أستراليا.
تذكير بأحداث الماضي
صرّح شارابي أن الهجوم على احتفال الحنكة في شاطئ بوندي ذكّره بالاضطهاد الذي تعرض له اليهود في أوروبا خلال الأربعينيات من القرن الماضي. وأعرب عن أسفه لتكرار هذه الأحداث المأساوية بعد مرور أكثر من تسعين عاماً.
تأتي هذه الأحداث في أعقاب إطلاق سراح شارابي من الأسر لدى حماس في 8 فبراير 2025، بعد 491 يوماً قضاها في الأسر منذ اختطافه من كيبوتس بئيري خلال هجوم 7 أكتوبر 2023. ولكنه اكتشف بعد إطلاق سراحه أن زوجته ليان وبناته نُويا ويايل قد قُتلن خلال الهجوم.
منذ إطلاق سراحه، سافر شارابي حول العالم للتحدث إلى الجاليات اليهودية وقادة العالم والجمهور حول تجربته كرهينة، وهي التجربة التي سردها في كتابه “رهينة” الذي تُرجم إلى لغات متعددة. وأشار إلى أنه خلال فترة أسره، كان هناك العديد من الأشخاص حول العالم يصلون من أجله ومن أجل إطلاق سراح جميع الرهائن.
وأضاف شارابي أنه بعد عودته إلى المستشفى، أدرك حجم الجهود التي بذلها الأفراد والمؤسسات في إسرائيل وخارجها للدفاع عنه وعن بقية الرهائن. وانضم هو بدوره إلى هذه الجهود، داعياً إلى إطلاق سراح جميع الرهائن، بمن فيهم ألون أوهل، الذي كوّن معه رابطة قوية خلال فترة الأسر.
الحياة بعد الأسر ومستقبل غير مؤكد
عبّر شارابي عن امتنانه لحياته بعد الأسر، مؤكداً أن الحرية لا تقدر بثمن. وأوضح أنه يشعر بالسعادة كل صباح عندما يستيقظ، ويشكر الله على ما يملك وعلى حريته، وعلى قدرته على اتخاذ القرارات بنفسه دون الحاجة إلى إذن من أحد. وأشار إلى أن ذكرى زوجته وبناته وشقيقه ستبقى معه حتى آخر يوم في حياته.
خلال فترة الأسر، وعد شارابي نفسه بنقل عائلته إلى لندن ليعيشوا حياة هادئة. وأرجع هذا القرار إلى الخوف الذي رآه في عيون بناته خلال هجوم 7 أكتوبر.
على الرغم من أن خططه للانتقال إلى لندن قد تغيرت، إلا أن شارابي يتطلع إلى العيش حياة هادئة والتركيز على شفائه الشخصي بمجرد عودة جثة ران جفيلي، آخر رهينة متبقية في غزة، إلى إسرائيل. ومع ذلك، أكد أنه لا يستطيع العودة إلى كيبوتس بئيري، وأنه من المرجح أن يبحث عن بداية جديدة في منطقة أكثر شمالاً في وسط إسرائيل.
وأشار إلى أنه لا يستطيع العودة إلى منزله في بئيري، لأن كل زاوية فيه تذكره بالمأساة. لذلك، يحتاج إلى مكان جديد لبدء حياته من جديد، وهذا المكان لن يكون في بئيري.
تستمر السلطات الأسترالية في التحقيق في حادثة إطلاق النار في شاطئ بوندي، مع التركيز على دوافع الجاني المحتملة وعلاقاته المحتملة بمنظمات متطرفة. ومن المتوقع أن يتم تقديم تقرير مفصل عن نتائج التحقيق إلى البرلمان في غضون الأشهر القليلة القادمة. كما تواصل الحكومة الأسترالية تقييم الإجراءات الأمنية لضمان سلامة الجاليات اليهودية في جميع أنحاء البلاد.






