مع اقتراب موسم الأعياد، يزداد خطر عمليات الاحتيال التي تستهدف المستهلكين. يستغل المحتالون هذا الوقت من العام، الذي يشهد زيادة في الإنفاق على الهدايا وحجوزات السفر، لتنفيذ مخططاتهم الإجرامية. ووفقًا لتقارير حديثة، فإن عمليات الاحتيال في العطلات تتزايد سنويًا، مما يتطلب توخي الحذر واتخاذ التدابير الوقائية اللازمة.

تشير الإحصائيات إلى أن عمليات الاحتيال المتعلقة بعدم الدفع وعدم التسليم كلفت الأفراد أكثر من 785 مليون دولار العام الماضي، في حين أضافت عمليات الاحتيال المتعلقة بالبطاقات الائتمانية 199 مليون دولار أخرى من الخسائر. هذه العمليات غالبًا ما تحدث عبر الرسائل النصية والبريد الإلكتروني ووسائل التواصل الاجتماعي، وحتى من خلال انتحال شخصيات المسؤولين.

عمليات الاحتيال الشائعة خلال العطلات وكيفية التعرف عليها

تتعدد أشكال عمليات الاحتيال في العطلات، ولكن هناك بعض الأنواع التي تبرز بشكل خاص. من بينها، رسائل التصيد الاحتيالي التي تنتحل صفة شركات الشحن مثل USPS وFedEx وAmazon، وعروض الخصومات المبالغ فيها على وسائل التواصل الاجتماعي، ومخططات تبادل الهدايا الوهمية، وعمليات الاحتيال التي تعتمد على إلحاح وتظاهر بوجود حالات طارئة، وعمليات الاحتيال المتعلقة بالسفر.

رسائل التصيد الاحتيالي المزيفة لتتبع الشحنات

يستغل المحتالون حماس المتسوقين لانتظار طلباتهم. يرسلون رسائل نصية أو بريد إلكتروني مزيف تبدو وكأنها من شركات الشحن، مدعين وجود مشكلة في الطرد تتطلب تدخل المستلم عبر رابط معين. ومع ذلك، فإن النقر على هذا الرابط قد يعرض معلوماتك الشخصية للخطر أو يقوم بتثبيت برامج ضارة على جهازك. يُنصح دائمًا بالتحقق من الرابط بعناية والتأكد من أنه يؤدي إلى الموقع الرسمي لشركة الشحن قبل إدخال أي معلومات.

عروض مذهلة على وسائل التواصل الاجتماعي تبدو غير واقعية

غالبًا ما تعرض منصات مثل Instagram وTikTok وFacebook إعلانات جذابة بخصومات كبيرة على السلع الفاخرة. ومع ذلك، فإن هذه العروض غالبًا ما تكون وهمية، وقد يتلقى المشترون منتجات مقلدة رديئة الجودة أو لا يحصلون على أي شيء على الإطلاق. من الضروري التحقق من مصداقية البائع قبل إجراء أي عملية شراء، والبحث عن تقييمات العملاء والتأكد من وجود معلومات اتصال واضحة.

مخططات تبادل الهدايا الوهمية عبر الإنترنت

تنتشر عبر وسائل التواصل الاجتماعي مخططات تبادل الهدايا، مثل “الأخت السرية”، التي تعد المشاركين بتلقي هدايا مقابل إرسال هدايا لآخرين. لكن هذه المخططات غالبًا ما تهدف إلى جمع المعلومات الشخصية للمشاركين أو حتى أموالهم دون تقديم أي هدايا في المقابل. يجب تجنب مشاركة عناوينك الشخصية أو تفاصيلك المالية مع أي شخص غريب عبر الإنترنت.

عمليات احتيال “انتحال الهوية العاجلة”

يستخدم المحتالون أساليب متطورة، مثل انتحال شخصية الرئيس في العمل أو مسؤول من البنك، لإرسال رسائل عاجلة تطلب دفع مبالغ مالية بشكل فوري. غالبًا ما يصر المحتالون على استخدام طرق دفع غير قابلة للتتبع، مثل بطاقات الهدايا أو التحويلات المالية. من المهم التحقق من صحة هذه الرسائل قبل الاستجابة لها والتأكد من أن الطلب يأتي من مصدر موثوق.

احتيال في باقات السفر والرحلات خلال العطلات

مع تزايد الرغبة في السفر خلال العطلات، يظهر المحتالون الذين يقدمون عروضًا وهمية على تذاكر الطيران والفنادق. قد يطلبون دفع مبالغ كبيرة مقابل رحلات لا وجود لها أو يقدمون أماكن إقامة رديئة الجودة. يُفضل الحجز من خلال مواقع السفر المعروفة والتحقق من تفاصيل الرحلة والفندق قبل الدفع. التحقق من السياحة الآمنة يمثل أهمية قصوى.

بالإضافة إلى هذه الأنواع الشائعة، يجب على المستهلكين توخي الحذر بشأن طلبات التبرع للجمعيات الخيرية خلال العطلات. تأكد من أن المنظمة مسجلة ومعتمدة قبل التبرع.

من المتوقع أن تستمر عمليات الاحتيال في العطلات في التطور مع استخدام المحتالين لتقنيات جديدة وأكثر تعقيدًا. من المهم البقاء على اطلاع دائم بأساليب الاحتيال الجديدة وتبني عادات آمنة عند التسوق والسفر عبر الإنترنت. من المرجح أن تشهد السلطات زيادة في الإبلاغ عن هذه الحالات خلال الأشهر القادمة، مما قد يؤدي إلى عمليات تفتيش وتوقيفات أكثر صرامة.

شاركها.