تم نشر دفعة جديدة من الصور المتعلقة بقضية جيفري إبستين، بما في ذلك صور تظهر شخصيات بارزة مثل بيل كلينتون والأمير أندرو، مما أثار موجة جديدة من التدقيق في العلاقات المحيطة بشبكة الاعتداء الجنسي المزعومة. تأتي هذه التسريبات ضمن سلسلة من الإفصاحات القضائية المتعلقة بقضية إبستين وغيلين ماكسويل، وتضيف طبقة جديدة من التعقيد والجدل. تثير هذه الصور أسئلة حول طبيعة هذه العلاقات وما إذا كانت السلطات على علم بأنشطة إبستين في الماضي، كما أن فهم هذه التسريبات يتطلب معرفة تفصيلية بـ قضية إبستين.

كشفت المحكمة الجزئية الأمريكية لجنوب ولاية فلوريدا عن ثلاث مجموعات من الصور، تحتوي على مئات الصور ومقطع فيديو قصير، والتي تم الحصول عليها كجزء من دعوى قضائية رفعت بموجب قانون حرية المعلومات. تتضمن الصور لقطات من منازل إبستين، ورحلاته الجوية الخاصة، وأماكن مختلفة حول العالم. تتراوح الموضوعات الظاهرة في الصور من صور شخصية إلى صور تظهر تفاعلات مع أفراد آخرين، بما في ذلك بعض الشخصيات المعروفة.

استمرار تسريب صور قضية إبستين وتداعياتها

تشتمل المجموعة الأولى من الصور على لقطات مألوفة من إصدارات سابقة، بما في ذلك صور لحيوانات محشوة، وغلاف مجلة التايمز الذي يظهر الأميرة ديانا، ولوحات لنساء عاريات في منزل إبستين. كما توجد صور لأشخاص مقربين من إبستين، مثل دونالد ترامب وودي آلن.

تفاصيل المجموعة الثانية

تحتوي المجموعة الثانية على 574 صورة ومقطع فيديو واحد مدته أربع ثوان. يظهر إبستين وماكسويل في العديد من الصور في أماكن مختلفة، إلى جانب شخصيات من عالم السياسة والترفيه، مثل الممثلين كريس تاكر وكيفن سبيسي، والمغني مايكل جاكسون، وعازف الجيتار في فرقة رولينج ستونز كيث ريتشاردز. ومع ذلك، يظهر بيل كلينتون بشكل متكرر في هذه المجموعة، بما في ذلك صور له بقميص مفتوح في حمام سباحة مع امرأة لم يتم الكشف عن هويتها، وصور أخرى له مع ماكسويل في نفس المكان.

يذكر أن كلينتون قام بأربع رحلات مع إبستين في عامي 2002 و 2003، بما في ذلك رحلة إنسانية إلى أفريقيا ولندن، وخلال هذه الرحلات رافقه تاكر وسبيسي، وفقاً لصحيفة نيويورك تايمز. وردًا على ذلك، صرح المتحدث باسم كلينتون، أنجل أورينا، بأن “الصور القديمة والضبابية التي تعود إلى أكثر من 20 عامًا لا علاقة لها ببيل كلينتون”.

دور جان لوك برونيل

عشرات الصور تظهر جان لوك برونيل، وكيل النماذج والصديق المقرب لإبستين. تُظهر هذه الصور برونيل مع إبستين وماكسويل في مواقع متعددة، وكذلك على متن الطائرة الخاصة لإبستين. ومن المثير للانتباه أن بعض الصور تظهر ماكسويل وهي تدلك قدم برونيل وتضع إحدى قدميه بين ثدييها.

تم اعتقال برونيل من قبل السلطات الفرنسية في عام 2020 كجزء من تحقيق في جرائم الاتجار بالجنس والاعتداء الجنسي المرتبطة بإبستين، وتم توجيه تهم إليه تتعلق باغتصاب قاصرين والتحرش الجنسي. ونفى برونيل أي مخالفات، لكنه عُثر عليه ميتًا في زنزانته عام 2022، بعد انتحاره.

صور مثيرة للجدل في المجموعة الثالثة و مسار التحقيقات

تضمنت المجموعة الثالثة عدة مئات من الصور، من بينها صورة مؤطرة يُزعم أنها للأمير أندرو، وهو يستلقي على أحضان أربع سيدات لم يتم الكشف عن وجوههن. تظهر ماكسويل وامرأة أخرى مبتسمتين في الخلفية. الاعتداءات الجنسية المزعومة مرتبطة بإبستين وماكسويل أدت إلى تحقيقات واسعة النطاق.

يبدو أن العديد من الصور قد طُبعت من التخزين الرقمي، حيث أن أسماء الملفات وامتداداتها وأسماء الألبومات مرئية. وتشير هذه الصور إلى أن كلينتون ربما انضم إلى إبستين وماكسويل في عدة رحلات، بما في ذلك رحلة جماعية إلى تايلاند، ورحلة أخرى توقفت في الصين وباريس وستوكهولم، ورحلات أخرى إلى أفريقيا والمغرب. تظهر إحدى الصور كلينتون مع امرأة مجهولة الهوية جالسة في حجره.

يستمر التدقيق في هذه الصور في إثارة تساؤلات حول مدى معرفة الأفراد الآخرين بأنشطة إبستين وماكسويل، وما إذا كانوا قد لعبوا أي دور في تسهيلها. تأتي هذه التسريبات في الوقت الذي تواجه فيه الضحايا صعوبة في الحصول على العدالة، وتدعو إلى مساءلة جميع المتورطين في هذه القضية. كما أن الضغط العام يتزايد على السلطات لتوسيع نطاق التحقيقات واستكشاف جميع الخيوط المحتملة.

من المتوقع أن تواصل المحكمة الجزئية الإفصاح عن المزيد من الوثائق المتعلقة بقضية إبستين في الأشهر المقبلة، مع تحديد موعد نهائي لإطلاق جميع المواد بحلول نهاية العام. أحد الجوانب الرئيسية التي يجب مراقبتها هو ما إذا كانت هذه التسريبات ستؤدي إلى فتح تحقيقات جديدة أو إعادة فتح القضايا المعلقة. كما أن رد فعل الشخصيات المذكورة في الصور، وكيفية تعاملهم مع هذه الاتهامات، سيكون له تأثير كبير على مسار هذه القضية.

شاركها.