أعلنت شركتا يونيون باسيفيك ونورفولك ساذرن عن تقديمهما طلبًا رسميًا لدمج عملياتهما إلى الجهات التنظيمية الفيدرالية، وهو ما أثار ردود فعل متباينة في قطاع السكك الحديدية. وتأتي هذه الخطوة في ظل مخاوف متزايدة بشأن تأثير عملية الاندماج في قطاع السكك الحديدية على المنافسة وأسعار الشحن والخدمات اللوجستية في جميع أنحاء الولايات المتحدة. وقد عبرت شركة BNSF، المنافس الرئيسي، عن معارضتها الشديدة للصفقة.
مخاوف المنافسة تعصف بطلب الاندماج في قطاع السكك الحديدية
أعلنت شركة BNSF ريلي رود، المنافسة الرئيسية لـ Union Pacific و Norfolk Southern، عن مضاعفة معارضتها لصفقة الاندماج المقترحة مباشرة بعد تقديم الشركتين للطلب الرسمي إلى مجلس النقل البري (STB). وقالت الرئيس التنفيذي لشركة BNSF، كاتي فارمر، في بيان رسمي، أن الشركة لا تزال تدرس تفاصيل الطلب، إلا أن ما رأته حتى الآن لم يغير موقفها المعارض.
كما أكدت فارمر أن الصفقة تشكل “تهديدًا كبيرًا للاقتصاد الأمريكي والمستهلك الأمريكي من خلال إضرارها بالمنافسة على المدى الطويل”. وهي تخشى أن يؤدي الاندماج إلى تقليل خيارات الشحن المتاحة، مما يرفع الأسعار ويضر بالمستهلكين في نهاية المطاف.
تبريرات الاندماج ومعارضة BNSF
تبرر شركتا Union Pacific و Norfolk Southern الاندماج بأنه سيؤدي إلى تسريع حركة البضائع عبر شبكاتهما عن طريق إلغاء عمليات التسليم بين السكك الحديدية في المناطق المزدحمة مثل شيكاغو وسانت لويس. ويزعمون أيضًا أن الاندماج سيحسن العمليات ويقلل التكاليف، مما يعود بالنفع على شركات الشحن من خلال تبسيط الإجراءات الورقية وتقليل التعقيدات.
لكن هذه التبريرات لم تقنع شركة BNSF، التي ترى أن الصفقة ستركز القوة التسعيرية بشكل مفرط في يد شركة واحدة، مما قد يؤدي إلى ارتفاع الأسعار وأعطال كبيرة في الخدمة، على غرار ما حدث في عمليات اندماج سابقة. وفي السابق، رفضت BNSF تكهنات حول إمكانية اندماجها مع CSX، وتخلت عن اتفاقية مماثلة مع شركة Canadian National في عام 2000 بعد تدخل الجهات التنظيمية.
وأضافت فارمر أن قواعد الاندماج التي وضعها مجلس النقل البري تتطلب من الشركات المتقدمة بطلب الاندماج إثبات أنه لن يحافظ على المنافسة فحسب، بل سيعززها أيضًا. كما يجب أن يثبتوا أن الصفقة تخدم المصلحة العامة وأن الفوائد المزعومة لا يمكن تحقيقها من خلال الشراكات والتعاون.
السجل السابق لعمليات الاندماج في السكك الحديدية
تشير BNSF إلى أن لدى Union Pacific سجلًا حافلًا بتقديم وعود في عمليات اندماج سابقة ثم التراجع عنها بعد الحصول على الموافقة. وهي تؤكد أن تركيزها ينصب على تحقيق نفس الفوائد من خلال الشراكات والتعاون، مما يوفر خدمة مبسطة ومرونة تشغيلية أكبر وفوائد حقيقية وفورية للعملاء.
تأتي هذه المعارضة في وقت يشهد فيه قطاع النقل بالسكك الحديدية في الولايات المتحدة ضغوطًا متزايدة بسبب تحديات سلاسل التوريد العالمية والطلب المتزايد على خدمات الشحن. ويرى البعض أن الاندماج يمكن أن يعالج بعض هذه المشكلات، بينما يخشى آخرون من أنه سيؤدي إلى تفاقمها.
الاندماج المقترح يثير أيضًا تساؤلات حول مستقبل المنافسة في الخدمات اللوجستية. فإذا نجحت الصفقة، فقد يكون لدى عدد أقل من شركات السكك الحديدية السيطرة على حصة أكبر من السوق، مما قد يحد من خيارات الشركات الشاحنة ويؤثر على أسعار الشحن.
بالإضافة إلى معارضة BNSF، قد يواجه الاندماج تدقيقًا من قبل منظمات المستهلكين والجهات الحكومية المعنية بحماية المنافسة.
الخطوات القادمة في عملية المراجعة
الآن، سيبدأ مجلس النقل البري (STB) عملية مراجعة شاملة لطلب الاندماج. وستشمل هذه المراجعة تقييم تأثير الصفقة على المنافسة والخدمات وأسعار الشحن. ومن المتوقع أن تستغرق عملية المراجعة عدة أشهر، وقد يطلب المجلس إجراء مزيد من المعلومات والتحليلات من الشركتين. الجدول الزمني النهائي للقرار غير مؤكد ويعتمد على مدى تعقيد القضايا المطروحة.
سيراقب قطاع السكك الحديدية عن كثب تطورات هذه القضية، حيث يمكن أن يكون للقرار الذي سيتخذه مجلس النقل البري آثار بعيدة المدى على مستقبل صناعة السكك الحديدية في الولايات المتحدة.






