يتناول فيلم “Counting Crows: Have You Seen Me Lately?” الوثائقي الجديد فرقة Counting Crows، وتحديدًا حياة مغنيها آدم دوريتز، رحلته المهنية، صراعاته الشخصية مع الصحة النفسية، وعلاقاته العاطفية البارزة. الفيلم، الذي عُرض على HBO Max في 19 ديسمبر، يكشف عن تفاصيل غير مسبوقة تتعلق بمسيرة الفرقة نحو الشهرة في أوائل التسعينيات، وكيف أثرت قيادة دوريتز على نجاحهم، سواء بالإيجاب أو السلب. تشير المعطيات إلى أن دوريتز كان شخصية مؤثرة ولكنها تسببت في بعض الأحيان بضغوط داخل الفرقة وبين علاقاته.

يكشف الفيلم عن المراحل الأولى لتشكيل الفرقة والصعوبات التي واجهتهم في بداياتهم، بالإضافة إلى الديناميكيات الداخلية وعلاقة الاعضاء ببعضهم البعض، خاصة مع دوريتز الذي يصفه زميله ديفيد برايسون بأنه “صاحب القرار الأول والأخير”. ومع ذلك، يضيف برايسون أن هذا الواقع مقبول بشكل عام، وأن الفرقة نجحت في الحفاظ على تماسكها على مر السنين بفضل هذا التقبل.

صراعات آدم دوريتز مع الصحة النفسية وتأثيرها على الفرقة

يتحدث دوريتز بصراحة في مقابلاته عن معاناته مع مشاكل الصحة النفسية، والتي بدأت في الظهور بشكل جلي عندما كان في بداية العشرينات من عمره. ويوضح كيف أن هذه الصراعات أثرت على عملية التسجيل، وجولات الفرقة، وحتى حياته العاطفية. ويصف شعورًا بالانفصال عن الواقع، بالإضافة إلى محاولات لإيذاء نفسه كوسيلة للتخفيف من الألم الداخلي.

وفقًا لما ذكره دوريتز، فقد شعر بأعراض شبيهة بتعاطي المخدرات دون أن يكون قد تعاطاها، مما أدى به إلى طلب المساعدة الطبية وتلقي العلاج. ومع ذلك، استمرت المعاناة، خاصة بعد نجاح الفرقة وزيادة الشهرة والضغط الإعلامي. يؤكد دوريتز أن الشهرة لم تكن بالتأكيد حلًا لمشاكله، بل على العكس، زادتها تعقيدًا.

علاقة دوريتز بزملاء الفرقة

يظهر في الفيلم كيف أن زملاء دوريتز اضطروا أحيانًا للتكيف مع سلوكه المتقلب ومزاجيته، خاصة خلال فترات الأزمات النفسية التي كان يمر بها. يوضحون أنه كان من الصعب أحيانًا فهم ما يريده بالضبط، وأنه غالبًا ما كان يتخذ قرارات مفاجئة دون استشارة أحد. لكنهم يقرون أيضًا بأنه كان يتمتع بموهبة فذة ورؤية فنية فريدة ساهمت في نجاح الفرقة.

تفاصيل علاقات آدم دوريتز العاطفية

يتطرق الفيلم إلى بعض العلاقات العاطفية البارزة في حياة دوريتز، بما في ذلك علاقته بالممثلة جينيفر أنيستون والممثلة كورتني كوكس. ويشير دوريتز إلى أن علاقته بأنستون بدأت بعد تدخل أصدقائهما الذين قاموا بترتيب لقاء بينهما، معتقدين أنهما سيكونان متوافقين. ومع ذلك، لم تستمر هذه العلاقة طويلًا.

أما علاقته بكوكس، والتي بدأت بعد مشاركتها في فيديو كليب لأغنية “A Long December”، فقد كانت أطول وأكثر تعقيدًا. ويصف دوريتز كوكس بأنها شخصية مختلفة تمامًا عنه، وأن علاقتهما كانت مليئة بالتحديات. يشير الفيلم إلى أن بعض أصدقائهما لم يكونوا راضين عن هذه العلاقة، وأنهم كانوا يعتقدون أن كوكس لم تكن الخيار المناسب له.

تأثير الشهرة على علاقات دوريتز

يؤكد دوريتز أن الشهرة والعلاقات العاطفية غالبًا ما كانت تسببان له ضغوطًا نفسية إضافية. وكان يشعر بالخوف من فقدان خصوصيته وأنه يخضع للمراقبة الدائمة من قبل وسائل الإعلام والجمهور. وقد دفعه ذلك في بعض الأحيان إلى الانعزال وتجنب العلاقات الاجتماعية.

خلافات الفرقة مع برنامج Saturday Night Live

يكشف الفيلم عن خلاف كبير وقع بين الفرقة وفريق برنامج Saturday Night Live في عام 1994. ويدعي دوريتز أن فريق البرنامج حاول تقليل وقت عرض أغانيهما، وهو ما رفضه بشدة. وأصر على أن يحصلوا على الوقت الكامل الذي وعدوا به. ونتيجة لهذا الخلاف، لم تتم دعوة الفرقة للمشاركة في البرنامج مرة أخرى.

ويرى برايسون أن هذا الموقف يعكس شخصية دوريتز القوية وإصراره على تحقيق ما يريد، حتى لو كان ذلك يعني إغضاب الآخرين. ويضيف أن هذا الإصرار كان أحد الأسباب الرئيسية التي ساهمت في نجاح الفرقة، ولكنه كان أيضًا مصدرًا للعديد من المشاكل والخلافات.

في الختام، يقدم الفيلم “Counting Crows: Have You Seen Me Lately?” لمحة شاملة عن حياة آدم دوريتز المهنية والشخصية، وكيف أثرت صراعاته النفسية وعلاقاته العاطفية على مسيرة الفرقة. من المتوقع أن يستمر الفيلم في إثارة الجدل والنقاش حول شخصية دوريتز وتأثيره على صناعة الموسيقى في السنوات القادمة. وما زالت الفرقة تعمل على مشاريع جديدة، ومن المنتظر إصدار ألبوم جديد في المستقبل القريب، ولكن لم يتم تحديد موعد رسمي حتى الآن.

شاركها.